وعودٌ ربانية بعودة الحق..بقلم/ هدى الشامي
قال تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ).
نصٌّ قرآنيٌّ صريحٌ لا جدالَ فيه، فهو من الكتاب المنزل المحكم الذي يتحاكم إليه جميع المسلمين في أرجاء الأرض، اعتدت السعوديّة وحلفائها على اليمن في فجر ٢٦ مارس من عام ٢٠١٥ م، وأعلنت عن هذا الاعتداء المشين بكل جُرأة ووقاحة، وقامت أَيْـضاً مع أذنابها بإيقاف المرتبات عن جميع موظفي الدولة كما زادت الطين بلة باستعمارها للجنوب ونهب خيراته وانتهاك حرماته وتعذيب الناس وسجنهم وتفجير البنى التحتية وما إلى ذلك، كان هذا السيناريو وما زال مُستمرًّا حتى يومنا هذا.
قام الوفد العماني مشكوراً بالوساطة بين اليمن والسعوديّة وأدخلت الأخيرة نفسها في الوساطة وتغابت عن أنها الطرف الأكبر في الحرب، وهي التي يجب عليها لملمة ما قامت ببعثرته، فهذا واجب عليها وحق بسيط من حقوقنا، فهي المعتدية ومن المعروف أن الذي يقوم بالاعتداء عليه إصلاح ما قام بتخريبه سواءً من مباني أَو جسور أَو طرق أَو مستشفيات أَو مدارس أَو… إلخ، قائمة كبيرة وأعظمها وأكبرها هو ردُّ حق الناس المغتصَب منذ ثماني سنوات؛ ألا وهو حق المرتبات، فمثلما افتعلت الحرب وشردت الناس من منازلهم وقتلت الأبرياء ويتمت الأطفال وأهلكت خزانة الدولة باطناً وظاهراً فواجب عليها وليس فضلاً ولا منةً منها أن تدفع المرتبات لجميع موظفي الدولة ابتداءً من تاريخ إيقافها إلى يومنا الحاضر من هذا العام ٢٠٢٣ م، لقد أَدَّى إيقاف المرتبات إلى تبعات خطيرة جِـدًّا على المجتمع اليمني، حَيثُ أَدَّى ذلك إلى تسريح عددٍ كبير من وظائفهم مما أَدَّى بالتالي إلى ارتفاع البطالة بشكل مخيف.
عملت السعوديّة على شراء الأسلحة وتجريبها على إخوانها من أهل اليمن، بل وقامت بشراء الذمم من أصحاب النفوس المريضة، عملت القيادات السابقة على إضعاف هذه الدولة وإذلالها بدلاً من مواجهة قوى الاستكبار ومنها جارة السوء السعوديّة، يعز على النفس أن هذه الجارة لم ترعَ حق الجوار منذ مئات السنين مع العلم أن غالبية الشعب السعوديّ ذوو أصول يمنية، ولم يرتفع لهذه الدولة شأن إلا بفضل أبناء اليمن، وبدلاً عن ذلك قامت بشن حرب شعواء وتناست أنها تحارب شعبًا من أقوى شعوب العالم، فنحن من أُطلق عليه منذ القدم “مقبرةٌ الغزاة” و”مقبرةٌ الأناضول”، ونحن من قال الله فينا بأننا: (أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ).