عمليةُ الجندي المصري تؤكّـدُ هشاشةَ الكيان الصهيوني..بقلم/ حسام باشا
العملية التي نفذها الجندي المصري، فجر الأحد، على الحدود بين مصر وإسرائيل، والتي أَدَّت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين واستشهاده، تعد من أبرز العمليات التي نفذت ضد جيش الاحتلال في السنوات الأخيرة، وتعد عملاً بطولياً وشجاعاً يستحق الإشادة والإجلال، حَيثُ آثرت روح الفخر والعزة في نفس كُـلّ عربي وحفزت روح التضامن والتحدي للكيان الصهيوني.
هذه العملية جاءت لتؤكّـد أن فلسطين لا تزال في قلوب الملايين من المصريين والعرب، الذين يدعمون نضالها ومقاومتها للاستعمار والغزو، وتبرز أن هناك رجالًا صادقين لا يخافون الموتَ؛ وفاءً لإخوانهم في فلسطين وفي سبيل نصرتهم في قضيتهم العادلة.
كما تعد العملية رسالة قوية لإسرائيل، وضربة قاسية لجيش الاحتلال وأبرزت ضعف الكيان وهشاشته أمام المقاومة، وأن جنوده لا يأمنون من الهجمات المقاومة، حتى على حدوده مع الدول الصديقة والمطبعة معه، وهي أَيْـضاً رسالة أُخرى للعالم، أن فلسطين لا تستسلم ولا تستكين، وأن الشعوب العربية لا تأبه بالأنظمة القمعية ولا بتطبيعها مع إسرائيل، وأنها شعوب حرة لا تقبل بالذل والهوان.
تاريخيًّا، كانت إسرائيل تعتمد على الترهيب والقوة العسكرية لتحقيق أهدافها في المنطقة، حَيثُ كانت، قبل التطبيع، تعتبر الدول العربية الجارة عدواً لها، وتلاحقها على مدار العقود الماضية، ومع ذلك، فَــإنَّ الأحداث الأخيرة في المنطقة أظهرت ضعف إسرائيل وهشاشة جيش الاحتلال، وذلك بفضل الجهود البطولية للعديد من الشعوب والمقاومات العربية.
في العام 2006م، على سبيل المثال، تمكّن حزب الله من إطلاق هجوم على إسرائيل، وتحديداً على قوات الاحتلال في جنوب لبنان، وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت تعتبر نفسها قوة عسكرية قوية ومتفوقة على دول المنطقة، إلا أنها لم تتمكّن من إجبار حزب الله على الاستسلام، وخسرت العديد من جنودها في تلك المواجهة.
كما أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكّن من تحقيق النصر الكامل في حروبه الأخيرة مع غزة، حَيثُ تمكّنت حركات المقاومة من إطلاق العديد من الصواريخ والهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، وتمكّنت من الدفاع عن الأراضي الفلسطينية والمقاومة بشجاعة.
إن مثل هذه الأحداث تثبت أن إسرائيل ليست قوة عسكرية لا تقهر، وأن الجيش الإسرائيلي ليس بتلك القوة العسكرية الكاملة التي يعتقد البعض أنه تمتلكها، بل يظهر ضعف إسرائيل وهشاشتها إذَا ما نفذت بحقها عملية صغيرة من قبل مقاوم فلسطيني واحد، والتي إن بدت صغيرة من حَيثُ الإمْكَانات، إلا أنها تحدث أثراً بالغاً وكَبيراً على الصهاينة، وهذا ما اتضح جليًّا من خلال عملية الشرطي المصري الأخيرة التي أظهرت بالفعل هشاشة الكيان الصهيوني.
كلّ ذلك يؤكّـد أن الشعوب العربية قادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق النصر، وأنهم إذَا ما توحدوا، فسيتم تحرير فلسطين وستزول إسرائيل من المنطقة للأبد.
إن القضية الفلسطينية هي قضية أَسَاسية للشعوب العربية والإسلامية، ومن الواضح أنها لا تزال تشكل تحدياً كَبيراً للأُمَّـة العربية ككل، فعلى الرغم من أن العديد من الأنظمة العربية تعرف أن إسرائيل هي العدوّ الأزلي لشعوبها، إلا أنها تعمل على إخماد الوعي العربي في أهميّة توحيد الصفوف ودعم القضية الفلسطينية، وهنا يجب على الأنظمة العربية أن تنظر لحفاوة الشارع العربي وتأييده لعملية الشرطي المصري على أنها تعكس تضامن العربي مع الفلسطينيين، وأن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج تواق لخوض غمار المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، كما لا بُـدَّ أن تأخذ من وقوف الغرب ودعمه لأوكرانيا في مواجهة الروس نموذجًا للوحدة العربية والتضامن مع القضية الفلسطينية، ففلسطين ليست قضية فلسطين فقط، بل هي قضية لجميع العرب والمسلمين.
أخيراً، لا يسعني إلا أن أقف بكل إجلال وتقدير لذلك العربي المصري وتضحيته في سبيل قضيتنا العادلة، والذي مثل بعمليته روح المقاومة والثورة في عربي.