كتاب “نساء ودماء”.. توثيقي لجرائم العدوان بحق المرأة في اليمن
منظمة “انتصاف” وثّقت 1518 جريمة ومقتل وإصابة 5428 امرأة
المسيرة: صنعاء
نظّمت منظمة “انتصاف لحقوق المرأة والطفل”، أمس الاثنين، فعاليةً بمناسبة إصدار كتاب “نساءٌ ودماء”، الذي يوثق أبرزَ جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ بحق نساء اليمن، خلال الأعوام الماضية.
ويتضمَّنُ كتابُ “نساء ودماء” رصداً كاملاً لكل الجرائم التي ارتكبها تحالفُ العدوان بحق المرأة اليمنية طيلةَ 3 آلاف يوم ونماذجَ من مجازرَ بشعة، كما يكشفُ الكتابُ عن إحصاءاتِ الضحايا من النساء منذ بدء العدوان وحتى اليوم، حَيثُ بلغ عددُ القتلى 2454 امرأةً، فيما تجاوزت أعداد الجرحى 2970 امرأة.
وفي الفعالية -التي أقيمت بالتزامن مع مرور 3000 يوم من العدوان، وتحت شعار “أمريكا تقتل المرأة اليمنية”- ذكر وزير حقوق الإنسان، علي الديلمي، أن كُـلّ يوم يحمل آلاف القصص عن الإجرام والمعاناة التي عاشها الشعب اليمني على مدى الثلاثة آلاف يوم من العدوان.
ونوّه الديلمي إلى أنه خلال 3 آلاف يوم من الحرب على اليمن ارتكبت دول العدوان جرائم حرب وإبادة جماعية وانتهاكات جسيمة ومتواصلة بحق الإنسانية، موضحًا أن الإحصاءات والأرقام لـجرائم العدوان على اليمن كارثية ومخيفة ولا تزال في تصاعدٍ مُستمرّ رغم خفض التصعيد.
وأشَارَ الديلمي إلى أن “الحصار على اليمن وتماهي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مع السياسات العدوانية هي القاتل الصامت حَـاليًّا للشعب اليمني”.
وأوضح أن العدوان منذ أول يوم وجه ضربات جوية مباشرة إلى المدنيين والأبرياء العزل من النساء والأطفال، مبينًا أن مقاتلات العدوان شنت بمختلف الأسلحة والقنابل المحرمة دوليًّا، آلاف الغارات الجوية، وكانت المحافظات الأكثر استهدافاً هي: صعدة ثم عمران، حجّـة، صنعاء، الحديدة، الجوف، مأرب، البيضاء.
وأشَارَ إلى أن دول العدوان عمدت إلى تأجيج الصراعات الداخلية ونشر الكراهية في المحافظات المحتلّة، وأنشأت المليشيات التي ارتكبت مئات الجرائم بحق النساء ومنها الاختطافات والاغتصاب والقتل وغيرها.
وشدّد وزير حقوق الإنسان، على أن الجرائم التي ارتكبها العدوان لن تسقط بالتقادم وسيتم تقديم مرتكبيها للمحاكمة.
ولفت إلى تصاعُدِ حِدَّةِ الأزمةِ الإنسانيةِ في ظِلِّ غِيابٍ تام للمنظومة الدولية وعدم تحمل مسؤولياتها في حماية الشعب اليمني وصون كرامته.
من جانبه قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، مسؤول الدائرة الحقوقية والقانونية، القاضي عبدالوهَّـاب المحبشي، إنه “منذ أول ساعة في أول يوم من العدوان قُتل الرجل وقتلت المرأة وقتل الطفل”.
وَأَضَـافَ المحبشي “الجرائمُ الوحشية بحق النساء في اليمن تكشفُ بجلاء أن الغربَ الفاجرَ يكذبُ عندما يدّعي حقوقَ المرأة ويكذب عندما يتغنَّى بحماية المرأة”، مؤكّـداً أن “الإسراف بالقتل الجماعي المباشر بالسلاح والقتل القائم بالحصار المفروض من قبل تحالف العدوان خلّف أرقاماً كبيرة هي كفيلة بجرف المجرمين إلى مزبلة التاريخ”.
واستعرض مكانة المرأة في الإسلام، والنظرة الظالمة والدونية لها قبل الإسلام، لافتاً إلى أنه رغم ذلك كان استهدافها جريمة بشعة.
وأفَاد بأن الجرائم المرتكَبة بحق نساء اليمن طيلة ثلاثة آلاف يوم من العدوان، تكشفُ بجلاء كذبَ الغرب وزيفه، وتفضح ادِّعاءاته بالدفاع عن حقوق المرأة وحريتها وتحريرها، فضلاً عن مخطّطاته القبيحة والقذرة لاستهداف المرأة والإنسان بشكل عام.
واستعرض نماذجَ من جرائم العدوان بحق النساء والأطفال، مؤكّـداً أن اليمنيين سيعيشون تاريخَهم على مرحلتين:- الأولى: جمعة رجب ودخولهم الإسلام. والثانية: مرحلة العدوان الأمريكي السعوديّ وما بعده.
بدورها استعرضت وكيلة وزارة الإدارة المحلية مسؤولة مِلف المرأة، حليمة جحّاف، ما تعرضت له المرأةُ اليمنية على مدى أكثر من ثماني سنوات، مبينة أن واقع النساء ارتبط بالدم والألم والفقد والحصار والمعاناة.
وأشَارَت إلى استهداف العدوان لليمنيين جوعاً وحصاراً بخلاف القتل، وخَاصَّة النساء، حَيثُ توفيت الآلاف؛ بسَببِ انعدام الخدمات الصحية وإغلاق المطارات والطرق الآمنة، فضلاً عن الأعباء الإضافية التي تحملتها نتيجة العدوان والحصار وقطع المرتبات.
وأوضحت جحاف أن المرأة اليمنيةَ رسمت لوحةً ناصعة بصمودها وثباتها ومواجهتها أعباء الحياة في ظل العدوان والحصار وتداعياتهما، منوِّهةً بالمنظمة وتوثيقها للانتهاكات التي تعرضت لها المرأة اليمنية.
فيما أشَارَت رئيس المنظمة، سمية الطايفي، إلى أهميّةِ الفعالية في تعرية الأمم المتحدة والجهات الدولية ذات العلاقة بكافة القوانين الدولية والإنسانية التي تلاشت أمام مأساة نساء اليمن المُستمرّة منذ مارس 2015م.
وأوضحت أن المنظمة وثّقت وتحقّقت من آلاف الغارات التي تسببت في سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين وعلى وجه الخصوص النساء، وتبيِّنُ أن عدداً كَبيراً منها تم توجيهُها على التجمعات السكانية وفي الأحياء والأسواق وصالات الأعراس والعزاء ومخيمات النزوح، والطرق العامة بشكل متعمد ومباشر.
ولفتت الطايفي إلى أن ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب، ويرتقي إلى جرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة القضائية الدولية لكل الأطراف الضالعين في ارتكابها سواء أكانوا أفرادًا أَو جماعات.
وأفَادت بأن الكتاب وثّق ألفاً و518 جريمة بحق النساء في اليمن، ومقتل ألفين و452 امرأة وإصابة ألفين و976 امرأة في 19 محافظة، مبينة أن محافظة صعدة احتلت المرتبة الأولى في عدد الضحايا بـ1490 قتيلة وجريحة، تلتها أمانة العاصمة بـ 633، ثم تعز 624، ورابعاً الحديدة بـ 619.
فيما جاءت حجّـة في المركَز الخامس بـ 533 ضحية بين قتيلة وجريحة، ومحافظة صنعاء 515، وعدن 206، الجوف 203، مأرب 156، إب 140، لحج 115، الضالع 93، عمران 78، ذمار 73، البيضاء 45، شبوة 34، المحويت 33، أبين 7، ريمة قتيلة واحدة.
وطالبت رئيسة المنظمة، الأمم المتحدة والجهات الدولية ذات العلاقة بإيقاف العدوان والحصار والتعامل مع ملف العدوان على اليمن بشكل جاد وبكل حيادية ومهنية وفق القوانين والاتّفاقيات الدولية التي نظمت عملها وأوكلت إليها تلك المهمة وأوجبت عليها تحمل مسؤوليتها الإنسانية والقانونية خُصُوصاً فيما يتعلق بحماية النساء.
ودعت إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة للتحقيق في جميع الجرائم والانتهاكات التي حصلت منذ بداية العدوان في 26 مارس 2015م وتقديم قيادة تحالف العدوان ومرتكبي الجرائم والمجازر للمحاكم.