3000 يوم من الاستكبار والطغيان تعودُ على أصحابها بالذُّل والخزي.. بقلم/ نادر عبدالله الجرموزي
لا زلتُ أتذكر والشعب اليمني ككل وعامة الشعوب في الداخل والخارج، نتذكر إطلالة المتمرد المستكِبر الذي جاء وبمعيته حاملاً حقائب الحقد والعنجهية والطغيان والغرور، جاء بذاك العنفوان الهزيل؛ مُستحِّلاً مهاجماً مستفزاً باغياً بكل ظلم ووحشية مُخترقاً ومُغتصباً مقدراتِ شعبِّ بريء، منتهكاً سيادته، يترنح في أجوائه يصول ويجول بكل استفزاز لحرماته، آخذاً بحجج جوفاءَ شرعية عدوانه وظلمه -على هذا الشعب الأبي الصامد الصابر المتكل على ربه- محاولة منه لتحقيق آمال أسياده وأربابه من دول الكفر بمشاريعَ تمزيقية وإضعافية لها مآربها المخطّط لها عن سبق تمكّنهم من الوصول لها.
ما زال العدوّ المجرم -على الامتداد التاريخي لمسلسل الاحتلال والسيطرة- مستميتاً في مواصلة مخطّطاته العدائية بواسطة أدواته القذرة في المنطقة، إلَّا أن الفترة الوسطى التي شهدت حالةً من السكون الشكلي الظاهري للاستقرار؛ يعتبر مرحلةً كان راضياً عنها العدوّ الأمريكي والبريطاني؛ بسبب الخنوع لأوامره من قبل الأنظمة السابقة التي عفا عليها الزمن بغير رجعة، والذي جعلت لها هذه الأنظمة وسيلةً ممكنة وعبَّدت لها الطريقَ من خلال مطابخها المركَزية (السفارات) التي تحاك فيها مؤامراتهم وتُمرر من خلالها الأوامر وما على الأنظمة العميلة الخائنة والخانعةِ إلا السمع والطاعة؛ ولهذا كانت المنطقة تشهد استقراراً ملحوظاً.
على النقيض من مرحلة ما بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م؛ لأَنَّ العدوّ الأمريكي البريطاني الأرعن استفاق على واقعٍ يتنافى مع أحلامه، لقد شعر بدنو ما كان يخاف منه أن يكون أَو يحصل آنذاك، لقد اقترب منه الكابوس المؤلم الذي لطالما جاهد العدوّ في أن لا يأتي عليه يوم ويراه أمامه.
“وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا” من تلك الوهلة وها نحن نقف على أعتاب 3000 يوم ويزيد من العدوان ولم يجن إلا الخيبات ويجر خلفه الفشل الذريع والانتكاسات المتلاحقة على مختلف الأصعدة سواء أكان على الصعيد السياسي أَو الثقافي أَو الاجتماعي أَو الإعلامي وآخرها والأهم الجانب العسكري، وحدث ولا حرج في الجانب العسكري الذي عرى قواتهم العظمى (القش) وسلاحهم الواهن البري والبحري والجوي وقواتهم البشرية وجيوشهم الجرارة التي جاءوا ليستعرضوا بها ويرهبوا بها مَن؟ لقد أخبر الله تعالى عنهم في قوله: (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكم فاخْشَوْهم فَزادَهم إيمانًا وقالُوا حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ)..
3000 يوم، وكلّ يوم فيه إلا وقد اتضح حقيقة مشاريعهم الظلامية التآمرية..
3000 يوم ولم يمر فيه يوم إلا وسرد قصص وحكايات من المعاناة والتشريد واليتم والقهر والخراب والقصف والدمار..
3000 يوم وهم يتجرعون ويكابدون نتيجة ما قاموا به تعجرفاً على أيدي رجال الرجال الصادقين المؤمنين الذين واجهوهم بسلاح الإيمان والتوكل على الله والثقة به؛ فهو حسبنا ونعم الوكيل.
ها نحن اليوم وبفضل من الله وتأييده وتمكينه في عزة وكرامة، لقد أصبح رجال الله على استعداد تام ولله الحمد لأن يصفعوا أعداءهم ويلقنوهم دروساً أشد إيلاماً من سابقاتها في ميادين العز.
ستكون المعركة القادمة -لطالما استمر المتعجرفون في غيهم يعمهون- معركة تخطف أبصارهم وستنعكس آثارها عالميًّا، وسيغرق أرباب الكفر مع أدواتهم وزبانيتهم بحول من الله وقوته وذاك وعد الله لأنصاره.