سريع: صبرُ القوات المسلحة لن يطول ولدينا خياراتٌ تأديبيةٌ تنتظرُ إشارةَ القيادة
أكّـد رفع الجاهزية القتالية والاستعداد لاستكمال تحرير البلد وتنفيذ ضربات نوعية في عمق العدو
المسيرة: خاص
واصلت صنعاءُ توجيهَ التحذيرات العسكرية لدول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، من تداعيات المماطلة في الاستجابة لمطالِبِ واستحقاقات الشعب اليمني، حَيثُ أكّـد ناطق القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، الأحد، رفعَ الجاهزية القتالية والاستعداد لاستكمال تحرير البلد وتأديب الأعداء؛ الأمرُ الذي يضعُ النظامَ السعوديّ أمام ضرورة حسم قراره قبل فوات الأوان.
وقال العميد سريع في تصريحات نقلها موقع “26 سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع: إن “صبر القوات المسلحة لن يطول” في تأكيد جديد على رفض صنعاء لاستمرار دول العدوان بالمماطلة والتلكؤ ومحاولة كسب المزيد من الوقت.
وَأَضَـافَ أنه “بعد أكثر من عام من هُدنة اللا حرب واللا سلم، رفعت القواتُ المسلحة جاهزيتَها، وأعَدَّت عُدَّتَها للأيام القادمة”.
وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي قد وجّه السبت، رسالةَ إنذار لدول العدوان أكّـد فيها أن القوات المسلحة جاهزةٌ لكل الاحتمالات.
وتصاعدت بشكل ملحوظ رسائلُ وتحذيراتُ صنعاء لدول العدوان خلال الأسابيع الماضية، بالتوازي مع تصاعد التحَرّكات الأمريكية لعرقلة جهود السلام، وتزايد مؤشرات استجابة النظام السعوديّ لتوجّـهات واشنطن.
وعلى رأس هذه التحذيرات والرسائل، ما أعلنه قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خِطابِ الذكرى السنوية للصرخة، حَيثُ أكّـد أن معاناةَ الشعب اليمني لن تستمرَّ بدون حساب، وأن دول العدوان لن تكون بمنأىً عن تداعيات استمرار الحرب والحصار، محذّرًا السعوديّة من أنها لن تنعم بالأمن والاستقرار ولن تحقّق أَيًّا من طموحاتها الاقتصادية إلا بتحقيق السلام العادل في اليمن.
وكان الرئيسُ مهدي المشاط قد أكّـد أَيْـضاً في وقت سابق أن “المماطلةَ ستؤدي إلى نفاد الصبر” محمّلاً السعوديّةَ مسؤوليةَ الاستجابة للتوجّـهات الأمريكية.
وتعزيزًا لهذه الرسائل، أكّـد العميد سريع أن: “القوات المسلحة تنتظر إشارة من السيد القائد لبدء عمليات تحرير الوطن وطرد الغزاة وتأديبهم على كافة المستويات في البحر والبر والجو، والضربات النوعية في داخل عمق دول العدوان”.
وأضاف: “إن أرادوا السلامَ نحن أهلُ السلام، وإن أرادوا الحربَ نحن رجالُها”.
ويوضح هذا التأكيدُ أن رهانَ تحالف العدوان على المماطلة وكسب المزيد من الوقت لن يؤديَ إلا إلى انفجار الأوضاع وانتزاع الحقوق بالقوة، وأن صنعاء لن تسمحَ للعدو بأن يحاولَ البحثَ عن طرق التفافية لإطالة أمد حالة اللا حرب واللا سلام.
وكان أمين سر المجلس السياسي الأعلى قد أكّـد في وقت سابق أن صنعاءَ تعد لبدائلَ رادعةٍ، في حال أصرت دول العدوان على المماطلة والتلكؤ، فيما لوّح نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن بخيارات عسكرية لشل حركة الموانئ السعوديّة ردا على استمرار الحصار.
وأكّـد العميد سريع أن “القوات المسلحة صارت اليوم بعدَ ما يزيد عن ثلاثة آلاف يوم من العدوان أكثرَ صمودًا وقوة مما كانت عليه في أي وقت مضى” مُشيراً إلى أن الرهاناتِ والحسابات التي اعتمد عليها العدوّ لحسم المعركة في اليمن كلها فشلت.
وتشير الرسائلُ والتحذيرات المتتابعة التي توجّـهها صنعاء لدول العدوان هذه الفترة إلى حساسية المرحلة التي وصل إليها مسار المفاوضات، وإلى ضرورة اتِّخاذ قرار حاسم ونهائي من جانب العدوّ قبل فوات الأوان؛ لأَنَّ مرور أكثر من عام كامل من التهدئة بدون تحقيق تقدم حقيقي نحو السلام يمثل دليلًا واضحًا على عدم وجود جدية كافية لدى دول العدوان للبحث عن حَـلّ شامل؛ وهو ما يجعلُ خيارَ انتزاع الحقوق بالقوة أكثرَ فاعلية، ما لم يتم تدارك الموقف بسرعةٍ، من خلال الاستجابة للمطالب الإنسانية المتمثلة بـ: رفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، ودفع المرتبات من إيرادات البلد، ومعالجة ملف الأسرى.
ولا تزال الولاياتُ المتحدة الأمريكية تعبّر بشكل مُستمرّ عن إصرارها على مواصلة الحرب والحصار وعرقلة جهود السلام، حَيثُ لا زالت تربط المطالب الإنسانية للشعب اليمني بمكاسبَ سياسية وتحاول فرض شروط تفتح المجال أمام دول العدوان للتهرب من التزامات السلام.