نجاحُ المنهجية القرآنية في إدارة المعركة.. وبها ستتخلَّصُ السعوديّةُ من هيمنة أمريكا..بقلم/ حسن محمد طه *
كثيرٌ هي المواقفُ والشواهدُ التي تعزِّزُ ثقتَنا بقيادتنا، وتزيد من مستوى الوعي والاصطفاف والمساندة لقراراتها وخطواتها المدروسة على الدوام.
ومن أهم تلك المواقف الحرصُ على إدارة المعركة العسكرية لمواجهة العدوان الخارجي وعملائه من الخونة والمرتزِقة في الداخل والخارج وإدارة الصراع بمنهجية المشروع القرآني في مختلف المراحل، وهي استراتيجية أثبتت فاعليتها ونجاحها؛ باعتبارها أهم وسيلة لارتباطنا بالله -سبحانه وتعالى-، تجعلنا متمسكين بحبله الوثيق، ومن خلالها يمدنا الله بالعون والثبات والتأييد والنصر؛ فكانت ولا تزال تلك الاستراتيجية المبنية على هذه القاعدة الصلبة (المنهجية) عاملاً أَسَاسياً في كشف وفضح حقيقة الأهداف المخفية لدول العدوان، وشريط الأحداث المعزَّزُ بالشواهد منذ بداية العدوان وحتى اليوم خيرُ دليل.
لقد قدمت هذه المنهجيةُ لتحالف العدوان كُـلَّ الخيارات التي كانت ولا تزال متاحةً أمامَه منذ 3000 يوم من عدوان السعوديّة، ومن أهمها حرص قيادتنا على دول المنطقة وفي مقدمتها السعوديّة وبقية دول تحالف العدوان من الضياع الأبدي في متاهات مشاريع الأطماع والهيمنة الأمريكية ومستنقع العمالة للكيان الصهيوني الإسرائيلي.
وذلك من خلال إعلان قيادتنا بأن طبيعة العدوان على اليمن إنما هو مشروع احتلال وإعادة التحكم بالقرار السياسي والهيمنة على السيادة الوطنية.
وأيضاً وفي أول خطاب لقائدِ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في أول يوم للعدوان تم الكشف عن هُــوِيَّة العدوّ الحقيقي (أمريكا) التي خططت للعدوان، وقرّرت، وحدّدت ساعة الصفر لبدايته، وأوكلت المهمة لأدواتها في المنطقة لتنفيذه والظهور في الواجهة كقائد للتحالف.
بل إن قيادتنا -بحكمتها وبما تحمل من الخيرية لهذه الأُمَّــة- قدمت لدول المنطقة النصح وأتبعته بالتحذير المؤيَّد بالمعلومات والحقائق منذ وقت مبكر عن المخطّطات الأمريكية ضد السعوديّة والإمارات ودول المنطقة وليس اليمن فقط، وفضحت أطماع أمريكا القائمة على ابتزاز الأنظمة الحاكمة؛ وهو ما تحقّق على الواقع من استنزاف للثروات السعوديّة والإماراتية، ولم تكتفِ أمريكا بهذا الاستنزاف بل تعدى ابتزاز السعوديّة حتى وصلت للاحتياطي النقدي وبيع الأصول وحصص الصناديق السيادية وأسهم أرامكو (الأُسطورة) وأجبرت السعوديّة على إدارة وتنفيذ مِلَفِّ التطبيع مع العدوّ الصهيوني؛ حتى برز كأولوية سارعت في تنفيذه دويلة الإمارات التي أُجبرت على إدارة مشروع (أبراهام).
حصل كُـلّ ذلك بدول تعد أكبرَ حلفاء أمريكا وأكثر الأنظمة المتنافسة على إرضاء أمريكا، من خلال المسارعة في تنفيذ أجندتها: (القتل لأبناء الأُمَّــة وتدمير أوطانهم)؛ لإثبات الإخلاص لها، ولعل كُـلّ واحد منهم يحظى بلقب (العميل رقم 1).
وكان حَرِيًّا بدول العدوان أن تستوعبَ الموقف مبكرًا وتتعاطى معه بإيجابية؛ كونها متورطة في تنفيذ مخطّط العدوّ الحقيقي، وأن صنعاء ألقت بقاربِ النجاة لتنقذها من الأمواج التي تريد الفتكَ بها، ولن تترُكَها ترسو على شاطئ الأمن والاستقرار.
ولكنها؛ أي (السعوديّة) لم تعِر هذا الحرص أي اهتمام ومضت في غيها وغبائها تتمادى في القذف بحقدها على يمن الإيمان والحكمة بالتلذذ بسفك الدماء وإزهاق أرواح المئات من النساء والأطفال وكبار السن كحصيلة يومية لجرائمها وعدوانها التدميري لكل مقدرات الشعب.
بالمقابل نجحت منهجية قيادتنا في إسقاط الرهان السعوديّ الإماراتي على الأحزاب والقوى العميلة من الخونة والعملاء اليمنيين وتعريتهم بواقعهم المخزِي وإثبات عدم أهليتهم للمسؤولية وعجزهم عن إدارة المناطق المحتلّة رغم الدعم الكبير من السعوديّة والإمارات لهم؛ فتوالت على المرتزِقة الفضائح وسقطوا أيما سقوط.
ومنذ الأيّام الأولى للعدوان تحولوا إلى لصوص وقراصنة محترفين (وهم كذلك) وعمدوا على نهب الاحتياطي النقدي في البنوك وطباعة آلاف المليارات من العُملة دون غطاءٍ، ومحاصَصة عائدات ثروات الشعب (النفط والغاز) وإيرادات الجمارك والضرائب والمنافذ الجوية والبرية والبحرية لمصالحهم الشخصية، وتكوين إمبراطوريات مالية (شركات واستثمارات) في دول عربية وإسلامية وأجنبية.
على حساب تدهور قيمة العملة المحلية وتراجع مستوى الخدمات وانعدامها وعلى حساب معيشة المواطن وانقطاع مرتبات الموظفين وحتى المقاتلين في صفوف العدوان الذين تتصدق عليهم السعوديّة والإمارات بما يسمى (المكرمة) التي تناقصت تدريجيًّا حتى انقطعت غالبيتها.
إن استراتيجية قيادتنا قائمة ومُستمرّة وفاعليتها صالحة لكل مرحلة ولن تتغير منهجيتها في إدارة الصراع ولن تحرف البوصلة عن العدوّ وهُــوِيَّته الحقيقية وعلى قيادة السعوديّة أن تراجع حساباتها وتدرك بأننا حريصون على مصالحها من انتهازية وابتزاز أمريكا.
وعلى (السعوديّة) أن تقدم مواقفَ تدُلُّ أَيْـضاً على حرصها على مصالحها ومصالح اليمن (كما تدّعي)، وألا تقبل الاستمرار تحت هيمنة واشنطن، وأن تتجاوز القيود التي تضعها الإدارة الأمريكية أمام التفاهمات والاتّفاقات المتعلقة بمسار التسوية، وإنهاء العدوان، والبدء بأول الملفات المتفق على تنفيذها والمتمثلة بالملف الإنساني: (صرف المرتبات، وفك الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، وملف الأسرى وتوزيع عوائد النفط والغاز، وفتح الطرقات، و… إلخ)، وتدرك بأن صنعاء لن تقبلَ باستمرار المماطلة في هذا المِلف، وأننا وبفضل الله استطعنا تغيير موازين القوى لصالح صمود وتضحيات اليمنيين الأحرار، وباتت صنعاء تملكُ زمامَ المبادرة ومالكة لقرار إيقاف العدوان أَو استمرار المواجهة في حال استمرت المماطلة من الطرف السعوديّ.
* عضو مجلس الشورى