عدوانٌ منذ الأزل..بقلم/ أسماء الجرادي
(السعوديّة) الاسم الذي ارتبط بمعاناة اليمنيين منذ عقود من الزمن، فكانت هي اليد الخفية التي حطمت كُـلّ أحلامهم وطموحاتهم وأحبطت كُـلّ مساعيهم نحو بناء بلد قوي يضمن لهم عيشاً كريماً.
ففي زمن ليس بقريب وقبل أكثر من مئة عام كانت المجزرة الكبرى بحق الحجاج اليمنين في تنومة والتي أودت بحياة أكثر من ثلاثة آلاف حاج كانوا في طريقهم لأداء مناسك الحج، فهجمت عليهم عصابات تتبع آل سعود حقداً وحسداً وغيظاً على اليمنيين، وهكذا واصلت مملكة الشر عداوتها لهذا الشعب فوقفت عائقاً في طريق تحقيق أحلامه ببلد يضمن له الأمن والحرية والكرامة، فكانت تقف في وجهه كلما هم بإشعال ثورة لتحسين وضعه، فتتدخل حيناً كوسيط وحيناً لا يمكنها التخفي فتظهر بوجهها الأسود القبيح وتواجه الثورة بثورةٍ مضادة لتفشل تحقيق ما يريده الشعب من أهداف وطموحات، وسواءً في ثوراته أَو عند إعادة تحقيق الوحدة؛ فقد زرعت الفتن والمشاكل وأشعلت النار في هذا البلد واستخدمت العملاء والجواسيس ومدت يدها الخبيثة بين القبائل اليمنية وفي كُـلّ مؤسّسات الدولة، ممّا أَدَّى إلى خلل إداري دائم وجعل من بلدنا بلدًا ضعيفًا يظل يطلب الدعم والمساعدات من الدول، ولم تكتفِ مملكة آل سعود بهذا فقط، بل إنها استخدمت الجماعات الإرهابية في قتل المواطنين وإفزاع الآمنين وجعل الشعب يعيش حالة من الخوف والجوع المُستمرّ.
السعوديّة احتلت محافظات يمنية بأكملها ووقعت الاتّفاقيات مع السلطات التابعة لها ونقضتها بنفس الوقت، وما زالت إلى الآن تنهب مساحات واسعة من الأرض اليمنية على طول الشريط الحدودي، ورَحلت الكثير من العمال اليمنيين من أراضيها دون تسليم مستحقاتهم، ووقفت ضد انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
ولم تكتفِ هذه الجارة العدوة بما فعلته على مدى العقود الماضية؛ فقد زادت حدة عداوتها في السنوات الأخيرة إذَا أعدت العدة للإجهاز على هذا البلد العريق، فبعد الانهيار التام لمؤسّسات الدولة التي تسببت به مبادرتهم المشؤومة، أعلنت السعوديّة الحرب على اليمن بشكل علني ومن منصة البيت الأبيض فجمعت تحالفًا عربيًّا ودوليًّا للحرب على هذا البلد الذي أضعفته على مدى عقود وزعزعت أمنه وجمعت عنه المعلومات العسكرية والسياسية وحتى الاجتماعية، وهجمت هجمتها الظالمة والوحشية فقتلت وشردت وجرحت معظم أبناء الشعب اليمني ودمّـرت كُـلّ مؤسّساته، ولم تترك بقعة على هذا الوطن لم تقصفها بأحدث الصواريخ والقنابل واستمرت بهجمتها هذه ثمانِي سنوات متتالية، قاومها الشعب اليمني وبفضل من الله وقادته العظماء وواجهها بقوة وصمود حتى وصل الأمر إلى ما نحن عليه اليوم.
واليوم وبعد كُـلّ ما حدث وبعد عجزها عن تحقيق أحلامها على أرض اليمن، بل وحين شعرت بحجم ما اقترفته عندما وصل الخطر إليها، أتت المملكة لتطلب السلام ولكن العجيب في الأمر والأشد وقاحة أنها أتت تطلب الاتّفاق والسلام ليس على أنها المعتدية أَو حتى على أنها طرف في الحرب، بل اعتبرت نفسها وسيط صلح فقط، لا ندري على من تريد بهذا أن تضحك أَو تخدع؛ لأَنَّ العالم بأكمله يعرف ما فعلته باليمن ويعرف أن الحرب أعلنت من أمريكا وعلى لسان السفير السعوديّ، ويعرف أن القيادة العسكرية للتحالف كانت سعوديَّة إماراتيّة أمريكيّة إسرائيليّة، ولا يوجد حتى فرد واحد يحمل الجنسية اليمنية، وَأَيْـضاً من يسمونها بالشرعية وعلى لسان قائدها/ عبدربه منصور هادي أعلن وشاهده الجميع؛ وهو يردّد أنه لم يكن يعلم بالحرب على اليمن إلَّا بعد إعلانها بساعات وبعد الحرب على اليمن ومحاصرته جواً وبحراً وبعد قصف لمعظم مؤسّسات الدولة والإعلان من التحالف أنه تم تدمير مخازن الصواريخ.
بعد كُـلّ هذه الدلالات يحتار الجميع من تريد المملكة أن تخدع، هل الأطفال؟! فهم يعلمون ويردّدون كَثيراً أن الطائرات السعوديّة هي من قتلتهم وأفزعتهم وقتلت أحبابهم وهدمت بيوتهم، أم أنها تريد أن تخدع نفسها لكي تبرّر لنفسها أخطائها.
احترنا في التفكير..! من تريد أن تخدع المملكة بقولها إنها وسيط وليست عدوًّا؟!