الثقةُ بالله والأخذُ بالمنهجية الإلهية.. ركيزةٌ من ركائز الصمود في وجه العدوان..بقلم/ عبدالرحمن إسماعيل عامر

 

الصمودُ في وجه العدوان 3000 يوم إنجازٌ تحقّق بصبرِ وكفاحِ شعب الإيمان والحكمة أمامَ أعتى وأطغى وأنكى وأجرم وأفسق وأبشع وأحقر وألعن عدوان وحصار وُجِدَ في التاريخ “لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً”.

ولكن بقدر ذلك العدوان المتصهين كان هناك في المقابل قاصِمُ الجبارين مُبيد الظالمين، ومن بعده قيادة حكيمة وشجاعة ومحنكة من آل بيت رسول الله، تحَرّكت بالثقة بالله والتوكل عليه؛ فحولت التحدياتِ إلى فُرَصٍ للبناء والنهوض بالأمة، وصنعت المعجزات رغم قلة الإمْكَانيات وشحة الموارد في كُـلّ المجالات، وقلبت موازين المعركة؛ فأركعت قوى العدوان ومرّغت أنوفهم في الوحل، وأسكنت الرعبَ في قلوبهم؛ حتى ضج العالم بأسره، متسائلاً عن السر العجيب في هذا الشعب الذي أركع تحالفاً يمتلكُ ترسانةً عسكريةً كبيرةً وضخمة جِـدًّا، ويحظى بدعم سياسي واستخباراتي ولوجستي منقطع النظير لكن آماله وتطلعاته خابت وجيوشه تقهقرت وانحسرت وتلاشت.

كان سر ذلك الصمود هو الثقة بالله والتوكل عليه والأخذ بالمنهجية الإلهية والمشروعية الإلهية، لا من مشروعية أمريكا ولا إسرائيل؛ إنما انطلاقاً من قول القوي العزيز: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِـمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، فضربنا مطاراتهم ومنشآتهم النفطية (عصب الاقتصاد)، وأخمدنا مؤامرتهم، وأحبطنا مكائدهم، وأسقيناهم الموت الزعاف، وأفزعناهم بما أعددنا لهم من صنوف العذاب من صواريخ عابرات ومسيَّرات خاطفات وطقوم كالخيل عاديات.

رغم حجم المعاناة إلا أنَّ العطاء بالأموال والأنفس كان شبيهاً بعطاءِ السماء لأرض جدباء عاطشة قاحلةٍ؛ حتى ارتوت، وأثمرت نصراً وعزاً ومجداً وقوة وصلابة؛ فألطاف الله وتأييده ومعيته لشعبنا المجاهد الواثق بالله لم تغب؛ فهو يدافعُ عن الذين آمنوا في ظل صمت عالم دنيء متواطئ غَضَّ طرفَه عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

لكن ثقةَ المستضعَفين بالله القوي العزيز لم تَخِبْ؛ فهي سِرُّ تحقيق ما لم يكن في حُسبان الأعداء تحقيقه، فكان النصرُ والتمكينُ والغَلبةُ للمؤمنين حليفًا لأُولئك {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ}.

انقلب السحرُ على الساحر؛ لأَنَّهم أمام قومٍ ارتبطوا بالله، وَاعتزوا بعزته، وانطلقوا ليُدافعوا عن حقوقٍ انتُهِكت، ودماءٍ سُفكت وأرضٍ احتُلت، وبيوت نُسفت، ومساجد هُدمت، لا لذنبٍ ارتكبوه سوى أنهم قالوا ربُّنا الله، ثم استقاموا، فلم يخلف اللهُ وعدَه للذين آمنوا بالنصر والغلبة؛ لأَنَّهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فما وهنوا وما استكانوا لما أصابهم في سبيل الله، بل زادهم ذلك إيماناً بنصر الله –سبحانه وتعالى-، فهو القائل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، فكانت العاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com