قيادتُنا تديرُ الصراعَ والمعركة مع الأدوات وفق المنهج القرآني..بقلم/ فضل فارس

 

إن من مصلحة السعوديّة التقدم بجدية نحو إحلال السلام وحَلِّ الخلاف القائم المتعلق بالمِلف اليمني وحيثياته.

بدلاً عن الانجرار لما تمليه عليها الأطرافُ الدولية وَالقوى المتنفِّذةُ الساعيةُ أَسَاساً إلى تدميرِها والفتك بها وجعلها عُرضةً في مهب الرياح العاتية.

النظام السعوديّ هو في الأَسَاس يعلمُ أن ولوجَه في هذا المستنقع “في عدم القبول بالسلام” هو بمثابة الانتحار العلني، سببُه التبعيةُ والانقيادُ الأعمى للأمريكي والبريطاني؛ وهذا ما جعلهُ في وضع لا يُحسَدُ عليه، ولا يقل خطراً عن وضع العائم في الوحل.

السعوديّ -ومن تصرفاته “بعض إيجابية في شهر رمضان” حيال المفاوضات مع صنعاء- أراد أن يظهر للجميع رغبتَه الأَسَاسية في السلام لكن مخاوفَه من القفز خارج الرغبات والإرادَة الأمريكية جعلته المتصنِّعَ بلا خجل لكل تلك المماطلات والأكاذيب، في الوقت الذي ما زالت صنعاءُ بثقلها وتمكّنها تمُدُّ حِبالَ النجاة لهذا النظام، وتسعى بصبرها ونفَسِها الطويل إلى إخراجه من هذا المستنقع، الذي يسعى الأمريكي إلى إبقائه فيه بكل ما أوتي من قوة وسبل احتيال.

وما تُبدِيه صنعاءُ من الروية والأناة وطول البال لا يخفى على أحد، بل ويظهر للعلن الصدق والاهتمام الرحيم من قبل قيادتنا القرآنية التي تسعى دائماً وبرحمة الإيمان أن تديرَ الصراع القائم وفقَ الأُسُس النبيلة للمشروع القرآني.

كان الرد الواجب على ذلك الاستهتار والتحايل المكشوف من قبل النظام السعوديّ على مدى عام وقرابة النص الآخر من بداية المهادنة والوقوف على طاولة المفاوضات، هو الردّ العسكري وضرب الأعماق وفقًا للقوانين والشريعة السمحاء؛ جزاء الخيانة والإجرام. ذلك أن صنعاء -وبمنة من الله وفضل- ليست عاجزةً؛ فاليد الطولى حاضرة والبأس اليماني على أَشَدِّه.

لكن ذاك وهو جواب للبعض لم يكن ليعطيَ القيادة كُـلّ ما تريده وتصبو إليه؛ فالحرب أَسَاساً إنما هي آخر الحلول لدى القيادة وليست في منظورها القرآني الحلَّ الأوحدَ في استقامة جميع البشر، والقيادة القرآنية بمنهجها القرآني ومشروعها العام وجهتها وأملها ليست الحرب وأبعادها مع أبناء أمتها.

إنما التسامح ووحدة الجميع، وفي ذلك جمع الشمل وتكاتف الجهود مع أبناء الأُمَّــة جمعاء؛ لمواجهة المد الإفسادي والاستعماري من قبل الصهيونية العالمية.

وذلك ما يكمُنُ في رغبتها وبصبر وتلطف في إخراج السعوديّ من الأحضان الأمريكية.

ثم إنه ليس بخفي على أحد أن دخولَ النظام السعوديّ في المواجهة كان لمضمون ما يضمره من ولاء لهذه الطائفة، لكن وعسى -بما تحمله صنعاء نحوهم من رغبة ونصح في حقن الدماء وإرساء السلام- أن يراجعوا حساباتِهم، طالما وهم في متنفَّسٍ وسعةٍ من أمرهم؛ ليُظهِرُوا حُسْنَ النوايا في جد التنفيذ فيما هو لهذا الشعب حقٌّ واستحقاق، ما لم فــ على الباغي تدور الدوائر، وقد أفلح اليومَ من استعلى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com