وصايا لمن تنفعُه الذكرى والتذكير..بقلم/ محمد الضوراني
هذه الأيّام المباركة من شهر الله، شهر ذي الحجّـة المبارك والذي من خلاله يستفيد الإنسان المؤمن في إصلاح ما بينه وبين الله، في هذه العشر المباركة يطل علينا السيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- في محاضرات نتزود منها بالهدى والتقى والبصيرة والمراجعة للنفس وتقييم واقعنا وما هي أوجه القصور والتفريط والإهمال الذي وصلنا إليه.
هذه المحاضرات القرآنية نعمة من الله، علينا جميعاً أن نتذكر ما نسينا أَو تناسينا من واجبات وأعمال ومهام في هذه الدنيا التي اغتر بها الكثير ونسي الكثير من الناس أن مصيرهم المحتوم إما إلى الجنة أَو النار وهذا هو المصير المحتوم والذي لا مفر منه أبداً مهما كان الإنسان يمتلك الأطماع والرغبات والأهواء، مهما امتلك من قوة في صحته وفي مكانته ومنصبه وموقعه، مهما كان علمه وشهاداته العليا وغيرها، مصيره المحتوم إما إلى الجنة أَو إلى النار.
في كُـلّ عام يطل علينا السيد القائد علم الهدى ليقدم لنا دروسًا من هدى الله من توجيهات الله ومن القرآن الكريم ومن وصايا الإمام علي -عليه السلام- التي تعتبر وصايا لكل الأُمَّــة الإسلامية في كُـلّ زمانٍ ومكان، هذه الوصايا التي جاءت من باب مدينة العلم والهدى والتقى التي استقاها وتعلمها من الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-.
إن استيعابنا للمحاضرات والوصايا للإمام علي -عليه السلام- لابنه الحسن وربطها بواقعنا المعيشي لنستفيد منها في معالجة أنفسنا وإصلاحها ما دمنا في هذه الدنيا قبل أن ينال كُـلّ إنسان مصير من كانوا قبله وهو الموت والمصير المحتوم إما الجنة وإما النار.
السيد القائد العلم يستشعر دوره المهم في إصلاح النفوس وفي تذكير الناس بالله -عز وجل- وبالقيم الإيمانية والوصايا المهمة للرسول -صلوات الله عليه وآله- ووصايا أعلام الهدى من بعده التي لا بدَّ من أن يتعلمها الجميع ويعيها ويستفيد منها الجميع لإصلاح ما بينه وبين الله.
نحن نجد حجم التآمر من أعداء الله وأعداء دين الله في إفساد المجتمع المؤمن في إضلالهم عن الطريق المستقيمة وعن السلوك والأخلاق القيمة أن الشيطان يعمل ليلَ نهارَ في حرب القيم والأخلاق الإيمانية ويسعى لكي ننسى الله عز وجل، وعندما ننسى الله نضل ونشقى، وبالتالي لم تعد تنفعنا الذكرى والموعظة وقست قلوبنا فخسرنا نحن الرعاية الإلهية والمقام الكبير عند الله وأصبحنا في مقام الذل والخيانة والخسران الكبير.
إن المحاضرات للسيد القائد تذكير لنا جميعاً بالواقع المحتوم والمصير الذي لا مفر منه والخسارة الكبيرة التي لا يعيها حقاً الكثير ويتساهلون فيها، هذا النسيان يعتبر هو طريق الضلال وطريق السقوط والهلاك المحتوم والضياع الأبدي والخسارة التي لن يعوضها لا منصب ولا مال ولا مكانة ولا جبروت ولا أي شيء في هذه الدنيا التي اغتر بها الكثير وسقط فيها الكثير والكثير.
إن علينا أن نتقي الله ونراجع أنفسنا ونعالج سلوكنا ونبتعد عن حالة الغرور والعجب والتكبر على الله وعلى عباد الله والمستضعفين، نعي توجيهات الله ونعي أوامر الله لما فيه سلامتنا ولما فيه فوزنا ومستقبلنا الأبدي والمحتوم، نعي ونحن نستطيع أن نعي قبل أن لا نعي ونخسر ونشقى ونندم ونعذب نتيجة عدم وعينا الهدى وأعلام الهدى.