كنتم جبالاً فوق الجبال تسير..بقلم/ بشائر القطيب
إن العرض العسكري المُهيب لوحدات المنطقة العسكرية الرابعة، الذي سار على الأقدام من محافظة ذمار إلى محافظة إب، يظهر بكل شموخ وإباء ليؤكّـد للعدو أن الوقت لن يكون إلى صالحه في الأيّام القادمة، وهذا العرض القوي هو رسالة للعدو بأنهم درعٌ حصينٌ لكل مظلوم في هذا الشعب، وبِأننا أحرار لن نقبل الخنوع والذل أمام كُـلّ المتجبرين، ويؤكّـدون أنهم سينطلقون كصواريخ في الهجوم على جميع الدول المتكالبة على هذا الشعب المظلوم، ويجسدون قول السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي بأننا قادمون بجحافل جيوشنا الجيش المنظم والمؤمن القوي والواثق بالله وبنصر لله، وكما يجسدون قول الله تعالى: (مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
إن العام التاسع من الصمود يكشف المرض الخبيث للمجرمين والطغاة على هذه الأرض، ويدخل بالظلام والحسرة والندم على دول أعداء الله، ويصبح عام النصر والفرج على أحرار الوطن اليمني، فكل رجل مؤمن سرى بقدمَيه على تراب هذا الوطن الغالي، وكان جبلاً على جبال هذا الوطن سيكون الكابوس المُخيف، والحلم المُرعب لكل طاغٍ وفاسد من أبناء الدول العربية وعلى رأسهم المملكة العربية السعوديّة التي تنظر اليوم لهذا العرض بعين الندم والخوف، بروح الخسارة والندامة؛ لأَنَّها علِمت بأنها واقفة أمام شعبٍ عظيمٍ صامدٍ وصابرٍ، وتحت قيادة ربانية حكيمة مطبقة لآيات الله سبحانه وتعالى، فهم القوم الذين قال الله عنهم: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ).
هم سيف الله الصارم وجيش الله الغالب، الذين استبدلهم الله بغيرهم من الفاسدين المرتدين عن دين الله، فكل من يوجّه اللوم على شعبنا اليمني العظيم؛ لأَنَّه دافع عن نفسهِ ودينهِ وعُرضه سيندم، وسيعلم بأنه وجّه بوصلة الخطاء في الاتّجاه المخالف للشمال.
الرد اليمني أصبح واضحًا من القوات العارضة في مدينة إب الإباء لجميع الدول المتكالبة وعلى رأسهم الأمم المتحدة التي تلعب من تحت الستار، حَيثُ هذا اللعب لن يستمر بالفوز أَو بالتخفي؛ بل سينتهي بالهزيمة الشنعاء والندامة المؤلمة، وجميع من كان له بصمة في دماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني سيندم وستكون نهايتهم حتمية كنهاية بني قريظة وبني قينقاع.
وجميع الفُرص ستنتهي وتذهب إذَا استمر العدوّ في عناده، وهذا العرض مَـا هو إلا رسالة تحذير؛ بأن صبر أحرار الشعب اليمني سينفد، والويل كُـلّ الويل إذَا نفِد الصبر وطفح الكيل، فنحن لا يوجد لدينا ما سنخسرهُ بعد اليوم؛ بل هم سيخسرون وسيخسرون إذَا لم يتم استغلال هذا الوقت المتاح من الرصيد اليمني، فهو أصبح على وشك الانتهاء فلا يوجد مزيد من الوقت بل يوجد “هل من مزيد”.