الخطابُ الموضوعي وكمالُ الحجّـة..بقلم/ هنادي محمد
في خطابه بمناسبة عيد الغدير الأغر لصاحبه الإمام علي بن أبي طالب -عليه السّلام-، قدّم حفيدُهُ المُفدّى السيّدُ القائد عبدالملك الحوثي، تعريفًا وتوصيفًا شاملًا ودقيقًا لما تعنيه الولايةُ في الإسلام، موضِّحًا موقعَها في الدّين، وخطورةَ غيابها بين أوساط المسلمين، بطريقة موضوعية وبسردٍ تاريخي لا يخالفُه فيه إلا جاحدٌ أَو منافق.
وإبانته لدور رسول اللّه في إبلاغ ما أمره اللهُ به لتمامِ الرسالة والدين بطريقة مهمة وذكية، فيها إقامة للحجّـة لكافة من حضر ذلك الاجتماع الهام في غدير خم، تحت حرارة الشمس اللاهبة التي لم يزل تأثيرُ حرارتها حتى توفى الله رسولَه الكريم.
ووسط اعترافِ الأُمَّــة بولاية أمير المؤمنين ومباركتهم له، سعى الطاغوت وأدواته إلى إبعاد الأُمَّــة عن مبدأ الولاية الإلهية والإيمان به والعمل بمقتضاه الذي يشكّل لها ضمانةً حقيقيةً من السقوط في شباك مؤامراته الشيطانية التي تستهدف الإسلام ورسالة الله ومنهجه ورسوله، بحيث تُضعِفُها وتجرِّدُها من قوتها الضاربة ممثلة بـ”الولاية” التي من خلالها تستمدُّ الوعي والبصيرة النافذة، التي تعينها على مواجهةِ قوى الشر والكفر وتكسبها العزم الذي لا ينتهي والبأس الذي لا يلينُ؛ اهتداءً واقتدَاءً بمَن أمرها الله بموالاتِهم والتمسُّكِ بهم.
المقارنة التي قدّمها العَلَمُ القائدُ بين ولاية الله وولاية الطاغوت كسبيلَينِ لا ثالث لهما، وطريق نور أَو ظلام، لا رؤية ضبابية فيه، تكفي ليختار الإنسان أية ولاية ينضوي تحتها، وأيّهما أسلمُ لدنياه وآخرته، وأزكى لنفسه وروحِه التي تتعرَّضُ لهجمات متواصلةٍ؛ لتدنيسها والنيل من نقائها وفطرتها السليمة.
والعاقبةُ للمتَّقين.