دعوةُ سماع ومنتهى بلاغ..بقلم/ هنادي محمد

 

للعدوِّ في المقام الأول، وكلِّ مَن يريد أن يفهمَ جُزءًا من مهامِّ عَلَمِ الهدى المصطفى من قبل الله -عزّ وجّل-، فليستمع إلى محاضرات السيد المُفدّى/ عبدالملك الحوثي في شرحه لوصية الإمَـام عليٍّ لابنه الحسن “عليهما السّلام”.

المنطلقُ الأَسَاسُ الذي من خلاله يُلقِي تلك المحاضراتِ هو “التّزكية” التي تعني بمفهومها العام: كُـلُّ ما يُسهِمُ في حفظ الجانب الإيماني للإنسان، من خلال منهج الله” القرآن الكريم”، والتربية الإيمانية على مبادئ وقيم وأخلاقيات الدّين.

العَلَمُ القائدُ الحكيم لم يختر وصية الإمَـام عليٍّ لابنه الحسن “ع” لتقديمها للأُمَّـة بشرح مختصر، لمُجَـرّد الصدفة العابرة أَو الاختيار العشوائي؛ فكما كان توقيتُ الإمَـام عليٍّ في تقديم تلك الوصية الساخنة التي شملت كُـلَّ ما تحتاجُه النفسُ البشرية من إرشادات ومحاذير، تأتي الأهميّةُ للتوقيت الذي اختاره العلم القائد؛ لتستفيق الأُمَّــة من تيهها، وتعودَ عودةً جادةً إلى الله، وتتحمل المسؤولية بكل ما تحمله من معنى في مختلف مجالات السعي والعمل والحركة في هذه الحياة الدنيا، وتستشعر ارتباط خط سير الدنيا بالحياة الأُخرى، والترابط الوثيق بين العمل -سواء الصالح أم الطالح- بالجزاء الأخروي كنتيجة حتمية.

للمتأمل فيما طرحه السيد القائد فيما سبق من محاضراته يجد أنه يتحدثُ مع أمته كما لو كان أباً مربياً حريصاً على تصويب أفعال أبنائه وتربيتهم في كُـلّ صغيرة وكبيرة؛ ليُعينَهم على صلاح أنفسهم وبنائها البناء الصحيح الذي يوفّق للفوز برضوان الله وجنته، يعلِّمُهم كُـلَّ ما به يرتقون في أداء أدوارهم المختلفة من مختلف مواقعهم الإنسانية، يطلق تحذيراته لهم من سوء المعاصي والذنوب، وسوء العاقبة التي توصل صاحبها إليها، يدق ناقوس خطر الغفلة والنسيان عن ما يستوجب القيامَ به من طاعات والتزامات فرضها الله عباده، وينبّه باستمرار على ضرورة المسارعة لتلافي التقصير ومعالجة الاختلالات النّفسية والعملية.

يخاطبنا كأبٍ حريص، ومعلِّمٍ مربٍّ، وعالمٍ مسؤول، وقائد مؤهل، يذكّر وأنّاتهُ تطرق أوعية قلوبنا بكل رأفة ولين لتقول لنا: “حريصٌ عليكم فهل من مدّكر”، فهل نعمل بما نسمع، ونعي ما يطرق مسامعنا بعد كمال الحجّـة من علم الهدى؟!

أخيراً: هي دعوةٌ لكل معارِضٍ ومعاند ومتعنت دون أن يتركَ لنفسه فرصةَ سماع الحق بشحمة أذنه، أقول له: دع عنك التكبر، وكُن منصفاً لنفسك أوَّلًا، واستمع لمحاضرة واحدة من محاضرات السيد عبدالملك الحوثي، وانصف لما ستسمعه ثانياً، بكامل الموضوعية؛ لتزيح عن عينيك غشاوةَ التضليل الذي تغشاك حتى أصابك العمى والصمم، والعاقبةُ للمتّقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com