رئيسُ الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه الدكتور يحيى شرف الدين في حوارٍ خاص لـ “المسيرة”: بدأنا من الصفر ونخطِّطُ للتوسع في الدراسات العليا لتشمَل بقية التخصصات في الماجستير والدكتوراه
المسيرة- حاوره منصور البكالي:
قال رئيسُ الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه الدكتور يحيى شرف الدين: إن نسبةَ الإقبال للتسجيل في الأكاديمية للعام القادم 1445هـ جيدة، وإن عددَ مَن تم قبولُهم إلى يومنا هذا 800 طالب في المركز الرئيسي وفروعه، وإن التسجيلَ لا يزال مُستمرّاً، مُشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية التي تم اعتمادها لهذا العام 1800 طالب وطالبة.
وَأَضَـافَ في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” أنه “لا توجد أية رسوم تسجيل يدفعها الطالب وتتحمل الأكاديمية طباعة المنهج ويسلم مجاناً لجميع الطلاب في كُـلّ التخصصات كذلك توفر الأكاديمية سكناً خيرياً وتغذية للطلاب الوافدين من المناطق النائية”، لافتاً إلى أن “من الخدمات التي تتميز بها الأكاديمية وجود كلية خَاصَّة بالطالبات مستقلة إدارياً وأكاديمياً بنسبة 100 % وملحَقٌّ بها سكنٌ خيريٌّ للقادمات من المناطق النائية”.
إلى نص الحوار:
– يا حبذا دكتور يحيى في بداية الحوار لو تعطينا نبذةً عن الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه؟
أُنشئت الأكاديميةُ العليا للقرآن الكريم وعلومه كأول مؤسّسة تعليمية متخصصة في هذا المجال تتبع وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة بناءً على القانون رقم (2) لسنة 1442هـ الموافق 2021م بشأن إنشاء الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه، والمصادق عليه من رئيس المجلس السياسي الأعلى.
وبدأ قبول أول دفعة من الطلاب في العام الدراسي 1443هـ وحرصت الأكاديمية على أن يكون الطلاب الملتحقون فيها من جميع مديريات ومحافظات الجمهورية.
وتلبيةً للتوسع والإقبال الكبير على الأكاديمية من أول عام لتأسيسها، حرصت الأكاديميةُ على التوسع بافتتاح ثلاث كليات في الأمانة وكلية في محافظة صعدة وأُخرى في محافظة عمران، أَيْـضاً الأكاديمية وضعت في خطتها التأهيل الأكاديمي للطالبات فقد تم افتتاح كلية خَاصَّة بالطالبات لسد حاجة المجتمع من الكفاءات النسائية في مجال القرآن الكريم وعلومه.
أما ما يخص التخصصات التي تدرس فيها؛ فالطالب الملتحق بالأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه يدرس أربع سنوات يتخرج منها بدرجة (البكالوريوس)، وتبدأ التخصصات من سنة ثالثة يلتحق الطالب بأي تخصص يريده.
التخصصات المتوفرة حَـاليًّا هي: دراسات قرآنية -إدارة ثقافية تربوية -وإعلام ثقافي، وَأَيْـضاً شريعة وقانون، وإن شاء الله خلال الأعوام القادمة سنعمل على فتح تخصصات أُخرى مرتبطة باحتياجات البلد وتطلعات المجتمع.
– ما هي الوثائق المطلوبة للالتحاق أَو التسجيل بالأكاديمية؟
أن يكون الطالبُ حاصلاً على الشهادة الثانوية، وَأَيْـضاً يكون متفرغاً للدراسة، إلى جانب إجراءات أُخرى تقوم بها الأكاديمية بعد فحص ملفه وعمل اختبار قبول القرآن الكريم من حَيثُ قدرته على القراءة المقبولة، وكذلك مهارته على الكتابة الصحيحة والخالية إلى حَــدٍّ ما من الأخطاء الإملائية وهذه تعتبر من أهم شروط الالتحاق وقبوله نهائيًّا بالأكاديمية.
– ما هي الخدمات المقدمة للطلاب؟
من أهم الخدمات التي تقدمها الأكاديمية لطلابها مجانيةُ التعليم فيها؛ بمعنى أنه لا توجد أيةُ رسوم تسجيل يدفعُها الطالب، أَيْـضاً تتحمَّلُ الأكاديميةُ طباعةَ المنهج ويسلَّمُ مجاناً لجميع الطلاب في كُـلّ التخصصات، كذلك توفِّرُ سكناً خيرياً وتغذية للطلاب الوافدين من المناطق النائية، كذلك الخدمات التي توفرها الأكاديمية تنوع الأنشطة المقدمة لأبنائنا الطلاب من أنشطة ثقافية، تدريبية وأنشطة رياضية (سباحة، كرة قدم، كرة طائرة) وغيرها من الأنشطة سواءً التي تقام في السكن الداخلي أَو أنشطة خارجية.
ومن الخدمات أَيْـضاً التي تتميز بها الأكاديمية وجود كلية خَاصَّة بالطالبات مستقلة إدارياً وأكاديمياً بنسبة 100 % وملحق بها سكنٌ خيريٌّ للقادمات من المناطق النائية.
– ما نسبةُ الإقبال والالتحاق بأكاديمية القرآن الكريم وعلومه هذا العام مقارنة بالعام الماضي؟
كما تعلمون أننا لا زلنا في فترة التسجيل للعام القادم 1445هـ والتي سيستمر التسجيل حتى تاريخ 25 ذي الحجّـة 1444هـ، ونسبة الإقبال في التسجيل إلى حَــدٍّ ما جيد، حَيثُ بلغ عدد الطلاب الذين التحقوا بالأكاديمية وفروعها في بداية العام 1444هـ (1500) طالب وطالبة.
أما عدد من تم قبولهم إلى يومنا هذا للعام 1445هـ (800) طالب في المركز الرئيسي وفروعه ولا يزال التسجيل مُستمرًّا، والطاقة الاستيعابية التي تم اعتمادها لهذا العام بحسب الإمْكَانيات المتاحة (1800) طالب وطالبة.
– لكل جامعة أَو أكاديمية علمية مناهجُ وموادٌّ دراسية تدرسها.. فما هي المناهج والمواد التي تدرسونها إلى جانب القرآن الكريم في الأكاديمية العليا؟
الأكاديميةُ العليا للقرآن الكريم وعلومه تركِّزُ في برامجها على كتاب الله من تلاوةٍ وحفظٍ وتجويد وفي جميع سنوات برنامج البكالوريوس؛ كون الأُمَّــة تفتقر إلى كتاب الله والعمل به، إلى جانب مقرّرات أُخرى تدرس في سنة أولى وثانية وهي مقرّرات عامة لجميع الطلاب قبل الدخول في التخصص، وهذه المقرّرات في مجال اللغة العربية ومجال الإيمَـان، والفقه والخطابة والسيرة النبوية وفي علوم الحديث، وفي الإدارة الإسلامية، وفي مبادئ الإدارة والاقتصاد الإسلامي وغيرها من المقرّرات، إلى جانب مواد مواكبة لما يدرس في الجامعات الأُخرى مثل مقرّر اللغة الانجليزية ومقرّر الحاسوب.
أما من سنة ثالثة فسوف تكون مقرّراتها أكثر توسعاً وارتباطاً بالأقسام التخصصية الأربعة والتي تم ذكرها سلفاً.
– من يقدم التمويل للكوادر الإدارية والفنية وهيئة التدريس؟
هناك جهات داعمة تؤمن بأهميّة مثل هذه المؤسّسات التعليمية والتي تتبنى الوعي القرآني، وأهميتها في إنشاء جيل متمسك بثقافة القرآن، واحتياج المجتمع المتعطش لمثل هذا النوع من التعليم؛ فكل ما يقدم من مرتبات للكادر الإداري والتدريسي لا يمثل شيئاً، مقارنة لما تصرفه وتنفقه الجامعات الأُخرى وخَاصَّة الأهلية منها.
– السكن الداخلي وتوفير التغذية –ما مستوى قدرة الأكاديمية في توفير ذلك للطلاب الدارسين خَاصَّة في ظل الأوضاع القاسية؟
حرصت الأكاديمية على الحفاظ على أية مبالغ تأتيها من الداعمين وصرفها بحسب الاحتياج الضروري من نفقات تشغيلية أَو مرتبات للكادر الوظيفي والتدريسي، وأن تكون النسبة الأكبر من المبالغ المقدمة من الداعمين تذهب لصالح الطلاب وتغذيتهم التغذية المناسبة والمفيدة والتي تضمن سلامة أبنائنا الطلاب.
– ما مستوى التنسيق بينكم وبين وزارة التعليم العالي؟
قانونُ الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه يتضمَّنُ العلاقةَ ما بين وزارة الإرشاد ووزارة التعليم العالي بشكل عام وما بين الأكاديمية بشكل خاص فيما يتعلق بالجانب الأكاديمي، أَيْـضاً وزارة التعليم العالي مُمَثَّلة في المجلس الأعلى للأكاديمية فنائب وزير التعليم العالي أحد أعضاء المجلس ويتم إشراكهم في الخطط والقرارات التي تتخذ، فقد نصت مواد القانون الخَاصَّة بإنشاء الأكاديمية بأن هناك علاقةً، فوزارةُ التعليم العالي هي من تصادِقُ على الشهادات الصادرة عن الأكاديمية واعتمادها.
– ما أبرزُ الصعوبات التي تواجه الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه؟
الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه بدأت من الصفر بإمْكَانيات وتمويل متواضع..
صحيح هناك صعوبات واجهتها الأكاديمية في بداية تأسيسها مثلها مثل بقية قطاعات ومؤسّسات الدولة؛ بسَببِ العدوان الغاشم والحصار على بلدنا، لكن استطعنا بذلك مواجهة أغلب الصعوبات بفضل الله أولاً وبفضل توجيهات ورعاية سيدي ومولاي السيد/ عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وبفضل جهود الناس المخلصين في هذا الوطن، والواقع يشهد ما وصلت إليه الأكاديمية وفروعها في المحافظات، ولله الحمد.
– ما هي الخططُ والرؤى المستقبلية التي تسعون لتحقيقها؟
إيجادُ مصدر تمويل رسمي معتمد سنوياً من وزارة المالية يغطِّي احتياجات الأكاديمية وفروعها ولمواجهة التوسع الكبير الذي تشهده الأكاديمية كُـلّ عام.
كما نسعى دائماً للتوسع وفتح فروع في بقية المحافظات، ولكن هناك محافظات لها الأولوية لفتح فروع فيها مثل المناطق التهامية كمحافظة الحديدة؛ كون طلابهم لا يستطيعون تحمل صقيع الشتاء في صنعاء أَو غيرها؛ لذلك نحاول جاهدين حَـلّ مثل هذه الإشكالية كتسكين الطلاب في الأماكن أَو الغرف الدافئة أَو زيادة الأغطية ليستطيعوا الاستمرار في تعليمهم ولا يحصل تسرب لطلابنا من تلك المناطق.
ونسعى أَيْـضاً لفتح فرع في محافظة ذمار كونها متوسطة لعدد من المحافظات، وهذا سيخفف الضغط على المركز الرئيسي وفروعه في الأمانة بصورة كبيرة من حَيثُ الطاقة الاستيعابية.
أيضا نسعى لفتح فرع في محافظة حجّـة كون أن هناك نسبةً لا بأس بها من الطلاب الملتحقين بالأكاديمية من هذه المحافظة، إضافة إلى أننا نسعى إلى توسعة سكن الطلاب للأكاديمية وفروعها من خلال إنشاء مبانٍ جديدة فيها تستوعب الأعداد المتزايدة من الطلاب كُـلّ عام.
ومن خططنا كذلك التوسع في الدراسات العليا لتشمل بقية التخصصات الأُخرى في مرحلة الماجستير والدكتوراه، كما نسعى إلى استيعاب من لم يتم تأهيله من أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية للحصول على الماجستير والدكتوراه.
– ما تطلعاتكم لمخرجات الأكاديمية؟
نعمل جاهدين أن تكونَ مخرجاتُ الأكاديمية يتجسِّدُ فيها المشروعُ القرآني والهُــوِيَّة الإيمَـانية؛ للقيام بواجبهم تجاه المجتمع والأمة، وَأَيْـضاً بناء جيل قرآني يعي ويدرك أهميّةَ وعظمةَ هذا المشروع القرآني؛ ليقوم بتجسيده واقعاً عمليًّا بين أوساط الأُمَّــة.
كذلك تسعى الأكاديمية لإخراج علماء وخطباء ومرشدين يحملون ثقافةَ القرآن الكريم وعلومه للدعوة إلى الله، ونشر الثقافة القرآنية، وَأَيْـضاً إعداد إداريين مؤهلين قادرين على القيام بإدارة المؤسّسات التربوية والتعليمية للدولة، وفق الثقافة القرآنية.
ونسعى كذلك إلى رفد الجهات الإعلامية بإعلاميين لديهم الكفاءة العالية، ومثقفين بثقافة القرآن، كي يستطيعون مواجهة التحديات التضليلية.
أيضاً نتطلع إلى خرِّيجين يستطيعون التواصُلَ مع المجتمع وقضاياه في جميع مراكز المجتمع الحساسة من تعليم وقضاء وإفتاء وخطابة وإصلاح وتحكيم بين الناس، إضافةً إلى رفد الجهات التعليمية ومؤسّسات الدولة بالكوادر والبحوث والدراسات المتخصصة في مجال القرآن الكريم وعلومه، وغيرها من المجالات التي نطمح إليها مستقبلاً من خلال الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه).