الوصايا فرصةٌ وتركُ الفُرصة غُصَّة.. بقلم/ محمد الضوراني
الوصايا للإمام علي -عليه السلام- باب مدينة العلم والرشاد والذي من خلال وصاياه الإيمانية والقرآنية نتشبع بالهدى ونزداد بصيرة من خلالها، نستفيد في ما يحقّق لنا الخير في الدنيا قبل الآخرة.
إن الوصايا التي يقدمها لنا السيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في هذه الأيّام للاستفادة من هذه الوصايا وربطها بواقعنا المعيشي واقعنا العملي وواقعنا الجهادي.
نحن اليوم في أمس الحاجة للهدى وأن نتشبع من الهدى ومن أعلام الهدى والتقى، نتعلم منهم ما ينفعنا حقيقةً في دنيانا قبل آخرتنا، وهي فرصة منحنا الله إياها نحن أبناء الشعب اليمني شعب الإيمان والحكمة وكلّ شعوب الأُمَّــة الإسلامية.
إن استماعنا واستيعابنا للوصايا فيه الخير لنا فيه الصلاح لواقعنا النفسي وواقعنا العملي ليصلح هذا الواقع وفق توجّـه صحيح ووفق انطلاقة إيمانية تحقّق لنا الخير والاستقامة في الدنيا وهي شرط أَسَاسي لننال الوعد الإلهي بالفوز بالجنة والنجاة من النار في يوم الحساب يوم الفزع الأكبر والشديد والذي وعد الله -عز وجل- ووعد الله حق أن يكون المؤمنون هم من سوف ينالون السعادة والأمن والسلامة في ذلك اليوم، لذلك نحن في أمس الحاجة للهدى وأعلام الهدى، نحن في أمس الحاجة للتزود بالهدى لننال به ومن خلاله التقوى، التقوى الحقيقية والمُستمرّة التي لا تتوفر لدى المفرطين والمقصرين والمستهترين وَغير المبالين، لا تتوفر لمن يتهرب من المسؤولية والذي لا يهتم بتحمل المسؤولية الإلهية التي لا يمكن أبداً أن يتهرب أحد منها، إننا في واقعنا في أمس الحاجة أن نستقي ونتعلم ونهتدي بالهدى وهو القرآن الكريم ومن قرناء القرآن الكريم من سفينة النجاة والتقى سفينة آل البيت.
أعداء الأُمَّــة يستهدفوننا في كُـلّ المجالات الثقافية والفكرية، كُـلّ ذلك؛ مِن أجل أن ننحرف عن مسار الحق ونسلك مسار الباطل، مسار الحق الذي يحتاج للإعداد النفسي والفكري والثقافي وفق توجّـه إيماني صحيح ووفق رؤية قرآنية صحيحة ووفق تحَرّك عملي وانطلاقة جهادية صحيحة، يتحَرّك الجميع لهدف واحد وهو الحق والعدل والإعداد والبناء الصحيح في مواجهة الباطل وأنصار الباطل من يتوجّـهون نحو إفسادنا وإضلالنا وأن نسقط في حبال الشيطان لنعيش الذلة والإهانة والضعف والفشل والسقوط والخسارة الأبدية عند الله، في حال التفريط والتقصير سوف نسقط في كُـلّ المجالات ونبقى تحت أقدام أعدائنا وتحت هيمنتهم وتسلطهم على الأُمَّــة الإسلامية، أن الوصايا التي يقدمها السيد القائد العلم وفي محاضرات عديدة ليست لمُجَـرّد أن نستمع وانتهى، نستمع ونعي ونتفكر ونراجع واقعنا جميعاً وفق روحية تستشعر رقابة الله عليها وتستشعر واقعها وتعالج وتصلح ما فسد منها، إن المتغافلين وَغير المبالين وَغير المهتمين بالهدى والاستماع للهدى وأعلام الهدى كفرصة لا يمكن أن تعوض، فرصة نحتاج إليها نحن وفي أمس الاحتياج لهذه الفرصة لتربية وتهذيب النفوس ولتحقيق الاستقامة التي تحتاج منا لاستغلال الفرص والتحَرّك في واقعنا لإقامة الحق والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحَرّك وفق رؤى سليمة وتوجّـهات عملية صحيحة وتحَرّك جهادي يجمع الجميع ويهتم به الجميع، لا بدَّ من أن نعي الوصايا للإمام علي-عليه السلام- نعي ونفهم ونعين أنفسنا لكي نفهم ونعي لنوعي ونرشد المجتمع الذي نعيش فيه ليكون مجتمعًا واعيًا وفاهمًا، ويدرك دوره ومهامه في هذه الحياة ومن خلال هذا المجتمع تعي الأُمَّــة الإسلامية ويسود العدل ويسود دين الله والثقافة الصحيحة ويسقط النفاق ويسقط أعداء الله وتسقط ثقافتهم المغلوطة وسياستهم القذرة وحربهم الناعمة.