تجلياتُ حكمة الشعار ما بين طاولة التفاوض والحوار.. بقلم/ محمد أحمد البخيتي
حوار وطني، ثم تفاوض سعوديّ يمني، جلوس مع قصار ونقاش مع أدوات بلا قرار، وهذا ليس بخافٍ على أحد، فطيلة زمن الحوار وتفاوض ما بعد حرب العدوان وما ترتب عليها من ظلم وجرم ومآسٍ ودمار، وما ذاقه اليمنيون من معاناة؛ بسَببِ الحصار، وما جسّدته المتغيرات ونحت في قاموس الذكريات طوال تسلسلها الزمني.
ابتداءً بالجلوس على طاولة الحوار مع مكونات وأحزاب سياسية يمنية في الحوار الوطني، وما بعد الحوار اليمني اليمني، فقد أثبتت الأحداث والمجريات وما ترتبت عليها من تبعات، أن تلك المكونات ليست أكثر من أدوات لدول إقليمية تدار من خلف الستار، وتفاوض وهي لا تمتلك القرار، ونظراً لموقف الأنصار الثابت المتجسد في التحرّر من الوصاية واستعادة القرار اليمني، كشفت تلك الدول الإقليمية عن وجهها القبيح الذي طالما سعت من خلاله لعرقلت أي تقدم إيجابي وإعاقة مجريات الحوار الوطني اليمني.
واضطرت لإماطة لثامها لتبرز للواجهة وتعلن حربَها العدوانية الذي تحالفت فيها مع كُـلّ القوى الشيطانية؛ بهَدفِ كسر إرادَة الأحرار وإعادة سيناريو الوصاية على جحافل الثوار.
حربٌ استمرت لسنواتٍ ثماني، استطاع خلالها أحرار ثورة 21 سبتمبر 2014م كسر معادلة الحرب وتغيير مسارها وإرغام المعتدين على الاعتراف بصنعاء كعاصمة للقرار وقبلة للتفاوض والحوار والدفع بهم لاستنجاد العالم لإخراجهم من مستنقع الحرب على اليمن لإنقاذ نفطهم ومطاراتهم ومنشآتهم الحيوية والعسكرية من حمم صواريخ ومُسيّرات القوات المسلحة اليمنية، مذعنين للشروط مقرين بالهزيمة طالبين للهدنة مقبلين على صنعاء مع وسيط عماني؛ بهَدفِ تفاوض سعوديّ يماني.
وما إن جرت المفاوضات وأعلنت السعوديّة عن تقارب وتفاهمات إلا وكثرت الرحلات وأقبلت على الرياض عدة شخصيات عسكرية وسياسية أمريكية لتثبت المستجدات أن السعوديّة والإمارات ليست سوى أدوات إقليمية تابعة لقوى دولية وأنها كسابقاتها من الأدوات اليمنية بمسمياتها السياسية والحزبية.
كتأكيدٍ على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من وقفت وراء افتعال الأزمة اليمنية وحرب التحالف العدوانية، لذلك بتنا الآن أمام ضرورة ملحة تفرض علينا اتِّخاذ خطوات واستراتيجيات عسكرية جديدة ترغم القوى الدولية (أمريكا -بريطانيا -إسرائيل) على إنهاء أية مساعِ استيطانية ومؤامرات شيطانية وَعلى سحب قواتها من الجزر والمدن الجنوبية اليمنية، وهنا مربض الفرس وتجليات حقيقة الحرب على اليمن كحربٍ أمريكية بأدواتٍ محلية وإقليمية حربٌ بمستجدات وسلسلة تراكمات تجسد من خلالها معنى الشعار وحكمة الشهيد القائد من وراء الصرخة بالشعار.