الولايةُ في مواجهة الغزو الثقافي الصهيوني الأمريكي الرجعي..بقلم/ أنس عبدالرزاق
لا يقتصرُ مفهومُ الغزو على الغزو من الخارج فحسب، ولا ينسب إلى الصهيونية وحدَها، ولا يمكن أن نحصُرَ خطرَه على اليمن فقط، وإنما يبرُزُ إلى حَــدٍّ ما، أن هذا الغزو هو جزء من مخطّط صهيوني أمريكي رجعي عام.
وأتساءل: لماذا لم يتم حَـلّ ولا عقدة لهذه القضية في الدول العربية؟ هذا المفهوم الذي يستخدم كَثيراً لطمس وتغييب ما وراءه من دلالة اجتماعية هي الرسمية الحكومية، وأقصد بالحكومية تعدد الحكومات وأقصد بتعدد الحكومات تعدد السياسات وأقصد بتعدد السياسات تعدد المواقف الفكرية والأيديولوجية من الرجعية الأمريكية والصهيونية وخَاصَّة إذَا كان هذا المفهوم يتعلق بالثقافة؛ أي بالموقف الفكري والإيديولوجي؟ واليوم ندرك تماماً أن رذيلة الحكومات العربية على غرار التعددية الغربية والتي هي مُجَـرّد شعارات طنانة رنانة.
إن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- وأعلام الهدى من بعده هي القضاء على الثقافة الصهيونية ولعن متعاطيها، بل التغني بالمتصديين لها، كما أمر الله بها وضمن تحقيق زوال نقيضها، قال تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا…) فهي تدعو إلى الجهاد المقدس ضد أعداء الإسلام؛ حمايةً ودعمًا للشخصية الإسلامية الخالصة، والتي تستطيع أن تصل إلى تحقيق أهداف الإسلام تحقيقاً رسمياً كاملاً؛ فمعها تختفي الثقافة الغربية والصهيونية وتختفي معها الاختلافات والخلافات وبها تتحقّق كلمة الأُمَّــة على مستوى رفيع يؤكّـد عمق وأصالة الوحدة الإسلامية! واعتبار ذلك هو القاعدة الأَسَاسية التي تقف عليها الثقافة الإسلامية، في مواجهة الغزو الثقافي الصهيوني.
والحق أنه في السياسة نستطيعُ أن نصلَ إلى وحدة أُمَّـة إسلامية، ونستطيع في الاقتصاد أن نجد نقاطَ عمل مشتركة بين الأنظمة العربية المختلفة والمتعارضة، ونستطيع في الأمور العسكرية أن نقدم المعونات المالية والمشاركة الفعلية في تحرير فلسطين، أما في الشؤون الثقافية، في الفكر القرآني للتولي لأمير المؤمنين ولأعلام الهدى فَـإنَّ الأمر يمس جوهرَ وجذرَ الأُمَّــة في موقفها السياسي، والاقتصادي والاجتماعي، جوهر وجذور الخلافات والاختلافات بين الأنظمة العربية فيما بينها وبين هذه الأنظمة ومختلف حركات المقاومة في عالمنا الإسلامي والعربي.
ولهذا قد يكون من العسير للغاية الاتّفاق حول مستوى الحد الأدنى الثقافي أَو الفكري، بدون ولاية الإمام علي وأعلام الهدى وَإذَا كان من الجائز أن يتم هذا الاتّفاق إعلاناً وبياناً، فهو تأكيدٌ لوعي زائف بتضامن عربي غير موجود، فلا سبيل بدون ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأعلام الهدى، إلى أن يصبح أمر تحرّر الأُمَّــة واقعًا حيًّا ملموسًا، ما لم فسينتهي الأمر بالعمالة والتبعية.
وهذا كان بالفعل مصير قرارات الدول العربية لمواجهة الغزو الثقافي الصهيوني مُجَـرّد بيانات بغير تبيين، أَو من الواجب أن أشير من ناحية إلى أن الدول العربية تورطت في مواقف إجرائية عامة تكاد تصدر عن رؤية صهيونية أمريكية.
لاحظ عزيزي القارئ أن أغلبَ المواقف العربية إزاء الثقافة الصهيونية كأنما هيَ في فلسطين المحتلّة وحدها دون سائر البلاد الإسلامية، ورغم وجود أدلة واضحة إلى الفكر الصهيوني العربي أَو إلى طبيعة العلاقة بينة وبين الفكر الصهيوني والذي تؤكّـده مراحل التعاون بين الدول العربية وبين إسرائيل والذي كان نتاجاً للتأثر من الفكر الصهيوني والأمريكي وهكذا تتضح الرؤية الكافية في النسيج العام لتولي الإمام علي وأعلام الهدى، بأن الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل حتى في الحدود الثقافية، إنما يمثل أَسَاسًا في القتال؛ مِن أجل تحرير الأُمَّــة الإسلامية من التبعية السياسية والاقتصادية في الدول العربية بوجه عام والتصدي للثقافة الصهيونية والأمريكية بوجه خاص.