شـعارُ الصـرخة واستراتيجيةُ المرحلة..بقلم/ إلـهـام الأبيض

 

لا شك أن للشعارات أهميتَها في هذه المرحلة، بل وصارت استراتيجية مهمة حتى لدى أعداء الأُمَّــة بإمْكَانياتهم الكبيرة المادية والعسكرية، فنجد أن الأعداء يتحَرّكون لاحتلال الشعوب تحت شعارات متعددة ومختلفة؛ لأَنَّهم يعرفون أهميتها ولا يقولون كما نقول نحن: ما قيمة هذه الشعارات؟

لنعرف الدوافع والأسباب وما حقّقه هذا الشعار على المستوى الداخلي والخارجي أمور تحدث عنها الشهيد القائد (السيد حسين بدرالدين الحوثي)، فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، دخلت المنطقة مرحلة جديدة سعت فيها أمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهما إلى السيطرة الشاملة والتامة على أمتنا الإسلامية؛ أرضاً وإنسانا ومقدرات وموقعاً جغرافياً، وبدوافع استعمارية وَأَيْـضاً عدائية، وليس فقط للسيطرة على ما في هذه المنطقة من موارد اقتصادية.

هناك عداء لهذه الأُمَّــة وهو دافع إضافي إلى الأطماع والاستهداف والسعي الشامل عليها، التحَرّك الأمريكي والإسرائيلي في اتّجاه السيطرة على الأُمَّــة، ليس فقط تحَرّكاً عسكريًّا واحتلال الأرض فقط وإنما لاحتلال النفوس والسيطرة على الإنسان في مسارات حياته: فكراً، وثقافة، ورأياً، وكذلك السيطرة على الوضع السياسي، والاقتصادي، والإعلامي، وفي كُـلّ المجالات ومن كُـلّ الاتّجاهات، وهي السيطرة المعادية وليست بهَدفِ إرادَة الخير لهذه الأُمَّــة والسعي لمصلحتها، وإنما سيطرة على كُـلّ القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، وأن تتحول منطقتنا إلى موقع جغرافي مهم على مستوى العالم، أن تكون قواعد عسكرية واستغلالها ضد الأُمَّــة العربية الإسلامية.

لقد انطلق هذا الشعار “شعار الصرخة” لتصحيح المسار؛ في المسار الصحيح يسطع شعار البراءة من أهل الكتاب، الذي ينسجم مع القرآن الكريم؛ وهو الذي يمثل استجابة حقيقية لتوجيهات الله سبحانه وتعالى، وينسجم في المسار الذي انطلق فيه بشكل واضح مع مبادئ هذا الإسلام الحق، مع أخلاقة، وقيمه، ويمثل أَيْـضاً اقتدَاء حقيقيًّا وصادقاً برسول الله محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” بأن نتحَرّك عمليًّا نعادي العدوّ الذي يستهدفنا عسكريًّا، واقتصاديًّا، وثقافيًّا، وإعلامياً، وبكل الوسائل والأساليب.

اليوم على الأُمَّــة أن تكون واعية لتعليمات الله في كتابه؛ بالمعادَاة لأعداء الأُمَّــة والبراءة منهم والمباينة لهم وأنها مسألة أَسَاسية في القرآن الكريم، ومن هذه المسألة أُقيم موقف البراءة والمباينة لأعداء الله وأعداء الأُمَّــة في هذه المرحلة المهمة والسعي للتصدي لمؤامرتهم الهدّامة للأُمَّـة العربية والإسلامية.

(الصرخة في وجه المستكبرين) موقف واضح وقوي أمام الأعداء وقد كان بداية لانطلاق المشروع القرآني، موقف البراءة من أعداء الله من واقع الشعور بالمسؤولية، ومن جهة أُخرى من منطلق الوعي بطبيعة التحَرّك الأمريكي والإسرائيلي، وكانت هذه الخطوة في مواجهة الأعداء الحقيقيين من خلال استنهاض الأُمَّــة لمواجهة التحديات الكبرى والمخاطر الجسيمة التي يقوم بها أهل الكتاب أمريكا وإسرائيل، وتصحيح المسار لوضع الأُمَّــة بالعودة إلى القرآن الكريم والتثقف بثقافته، والاهتداء به والتحَرّك العملي وفق خطوات متعددة وهو يعبر عن حالة السخط التي أصبحت حافزاً مهماً للنهوض الحضاري للأُمَّـة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com