الحربُ الاقتصادية وحكمةُ القيادة في مواجهتها..بقلم/ فضل فارس
لا بُدَّ لإخواننا في المناطق المحتلّة من تحَرُّك مجتمعي واسع، ومن منطلق شعب واحد وأمة مسلمة واحدة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وبتصرفات رشيدة حكيمة ترفض المحتلّ؛ لترغمه من خلال تحَرّكها الواعي والمسؤول (وبالحد الأدنى وفي الوقت الراهن) لتغيير سياساته الاقتصادية العدوانية تجاه تلك المناطق ووضعها المزري التي تمر به على مدى سنوات، ولنا تجاه ذلك في أبناء محافظة المهرة قبائل “الشيخ الحريزي” الأسوة في حفظ ما يمكن حفظُه من ثروات البلد وحقوقه المشروعة، ورفض -وذاك حق مشروع ومكفول وكان التحَرّك الصحيح والإيجابي للجميع من البداية- للتدخل الخارجي الساعي أَسَاساً مع منافقي البلد إلى نهب البلاد واستعباد العباد.
إن الحرب الاقتصادية، التي أفضت إلى نقل البنك المركزي من صنعاء ومن ثم طباعة العملة الجديدة وغيرها من أساليب اصطنعها هذا العدوان بحق أبناء هذا الشعب بمجمله.
حقيقةٌ أدركها الأحرارُ من أبناء الشعب، أنها جزءٌ من سياسات إجرامية -لحرب كونية مجتمعة- ضمن مخطّط صهيوني عدائي لعدوان غاشم شكّلته الدولُ المتغطرسة العظمى بغطاء وأقنعة بعض الأنظمة العربية العميلة، وهي في بشاعتها لا تقل أثراً عن الحرب العسكرية بحق أبناء هذا الشعب ككل.
إنه الصنيع الأمريكي والبريطاني لتلك السياسات الاقتصادية العدائية التي جعلت أبناء هذا الشعب، وخُصُوصاً إخواننا في الجنوب المحتلّ، يعيشون حالة مزرية في شتى جوانب حياتهم المعيشية: من غلاء الأسعار، والتلاعب المصرفي الذي حطّم القيمة الفعلية للعملة، ونهب الثروات الوطنية؛ فانتشرت المجاعة والفقر والجوع، وانعدام فرص العمل بين أوساط المواطنين، مع ما تفتعله أَيْـضاً من خراب وسطو ونهب وتقطع وإرهاب وقتل واغتيالات ومصادرة ممتلكات بشكل علني من قبل المليشيات الارتزاقية صنيع القوى العدوانية- بشتى مسمياتها وتعدد أوجه ولاءاتها.
إن الطرق التي تعمدت قوى العدوان -بتوجيهاتٍ من أسيادهم الحقيقيين- إحداثَها جاءت لغرضِ إحداث أبلغ الأضرار ما أمكن بحكومة صنعاء وشعبها المحاصر من كُـلّ الاتّجاهات، لَكنها وبحكمة القيادة الرشيدة للبلد تحولت بمثابة الفرصة لأبناء شعبنا في الاعتماد على أنفسهم وصناعة قرارهم وما يخصهم بأيديهم، وبحكمة القيادة القرآنية والرشيدة لهذا الشعب وُوجهَ كُـلّ ذلك المكر -بعون الله وتأييده وهو العامل الأَسَاسي- بعزائم صُلبة وقلوب مؤمنة وخطوات رشيدة وحكيمة جعلت العدوّ هو الخاسر وباءت كُـلّ خططه على مدى سنوات العدوان بالفشل والخيبة والخسران.
وكان الرد حاسماً من حكومة صنعاء -كما هو ردها الحاضر دائماً في كُـلّ الجبهات العسكرية- ببتر كُلِّ يد تمتدُّ إلى ثرواتنا الطبيعية وكلّ مقدراتنا المحلية على طول جغرافية يمننا الحبيب، وما على شعبنا إلَّا الصبر ومواصلة الجهود فقد بات النصرُ بعون الله قابَ قوسَينِ.