تحالفُ العدوان يدفعُ بالمناطق المحتلّة إلى الهاوية..بقلم/ محمود المغربي
في 2014م رفض حزب الإصلاح ومن معه من ناشطي ومثقفي الدفع المسبق رواد السفارات دعوة الأنصار إلى شراكة وطنية حقيقية تسقط الوصاية والهيمنة الخارجية وترفض التبعية والإملاءات وتنحاز إلى المصالح الوطنية وتحافظ على سيادة اليمن من خلال مؤتمر السلم والشراكة ومفاوضات موفنبيك التي صام ممثلي حزب الإصلاح فيها عن الكلام بتوجيهات سعوديّة تطالبهم بالمماطلة والصمت وعدم قبول أي حلول لإفشال جهود الأنصار والمبعوث الأممي لإحلال السلام وتجنيب الوطن الصراعات المسلحة وحتى تكتمل التحضيرات السعوديّة لشن العدوان على اليمن.
وفي الأيّام الأولى للعدوان أصدر حزب الإصلاح ومن معه من قوى مرتبطة بالخارج التأييد الكامل والترحيب بعاصفة الحزم التي عصفت بالوطن ودمّـرت كُـلّ شيء فيه وقتلت النساء والأطفال والأبرياء ودفعت بالملايين من أبناء الشعب اليمني إلى الهروب والنزوح والسقوط في مستنقع الفقر والجوع والبطالة والتشرد في كافة محافظات الجمهورية، ليرتد عصفها نحو حزب الإصلاح نفسه والجماعات التي رفضت مؤتمر السلم والشراكة لتجعل منهم عصفًا مأكولًا، ولا تزال تفعل وتعصف بهم حتى اليوم.
وقال حزب “الإصلاح” يومها، إن عاصفة الحزم بقيادة زعيم الأُمَّــة والمدافع عن الدين والمقدسات والسنة سلمان الرجيم جاء للقضاء على الانقلابيين واستعادة الدولة وإعادة الشرعية التي يمثلها حزب الإصلاح إلى صنعاء وإنقاذ اليمن وأبنائها من تقبيل الركب وللقضاء على سيطرة إيران التي لم يكن لها وجود في اليمن وجلب العزة والكرامة للشعب اليمني.
وبعد سنوات من العدوان شاهدنا قيادة حزب الإصلاح وأولاد السفارات وهم يقبلون أيادي وأقدام سلمان وولي عهده وركب شيخ الإمارات الذي لم يغفر أَو يقبل بوجود حزب الإصلاح وعمل على استهداف الإصلاح بمختلف الوسائل القذرة من تعذيب وانتهاك لكرامة ورجولة من وقع في يده من إصلاحيين، إلى عمليات تصفية واغتيالات لقادة ومشايخ الإصلاح إلى استهداف تجمعات مقاتلي الإصلاح في مختلف المناطق، إلى إسقاط نفوذهم في تعز والجنوب وتسليم المحافظات التي كانت في أيادي الإصلاح إلى جماعات ومليشيات معادية للإصلاح ابتدأ من عدن إلى أبين إلى شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى وتعز التي لم يتبقَّ للإصلاح فيها شيءٌ يُذكر، ونتوقع أن يتم تسليمها لطارق عفاش بعد أن عملوا على إفشال سلطة الإصلاح وشراء الولاءات والأشخاص.
فيما ترك تحالف العدوان الذي جاء كما قالوا لتحرير صنعاء وإعادة شرعية الرياض إليها، وذهب لاحتلال حضرموت والمهرة وسقطرى التي لم يصل إليها الحوثيون ولم يقتربوا حتى منها ويقضي على نفوذ وسيطرة شرعية الفنادق في تلك المحافظات وينشئ مليشيات أكثر عمالة وانحطاطًا ومناطقية، ويجعلها بديلة عن شرعية الفنادق التي يمثلها حزب الإصلاح بمساعدة الإصلاح نفسه الذي ربما أصبح يستمتع بما يفعله السعوديّ والإماراتي به ويشارك في قيام دول وكيانات فوق تراب الوطن.
أما عن العزة والكرامة التي وعد بها حزب الإصلاح وتحالف العدوان أبناء اليمن قبل ثماني سنوات فيلمس ثمارها اليوم المواطنين في المناطق المحتلّة التي خرجت تشكر سلمان وأبناء زايد الخير من خلال الفوضى والانهيار الكامل، حَيثُ وصل سعر صرف الدولار إلى 1500 ريال ليصبح سعر الدجاجة داخل مدينة تعز إلى عشرة ألف ريال ما يعادل ثلاثة أضعاف ما تدفع السعوديّة والإمارات لشراء مرتزِق من أبناء تعز أَو عدن لتصبح الدجاجة أغلى من المرتزِق اليمني ويا لها من عزة وكرامة تلك التي وعد بها حزب الإصلاح أبناء اليمن وجلبها تحالف العدوان لهم.
هذا الوضع دفع بأبناء تعز المحتلّة إلى الخروج إلى الشوارع وكسر حاجز الخوف والرعب للمطالبة بإسقاط شرعية الفنادق وطرد تحالف العدوان بعد أن وصل بهم الحال والوضع الاقتصادي المزري إلى الهاوية وأصبح الشخص لا يستطيع إشباع بطنه ولا يغطي الراتب الشهري الذي يحصل عليه من لديهم وظائف نفقات الأسرة لأسبوع واحد في ظل انهيار العملة وارتفاع الأسعار حتى وصل سعر الواحد الزبادي إلى ألف ريال.
المظاهرات والاحتجاجات لم تقتصر على أبناء تعز كما هو الوضع المزري وارتفاع الأسعار وانتشار للفوضى بل إلى كافة المناطق المحتلّة جنوب الوطن، حَيثُ تشهد مدينة عدن ثورة شعبيّة منذ أَيَّـام وتجاوز أبناء عدن المظاهرات والاحتجاجات ليصل الأمر إلى إحراق المباني الحكومية والمواجهات مع المليشيات الحاكمة التي جاءت بها الإمارات لتكون جزءًا من المشكلة والفوضى، حَيثُ لا عمل ولا همّ لتلك المليشيات إلا أخذ الجبايات والاقتتال فيما بينها على تقاسم تلك الأموال.