دروسُ ومحاضراتُ قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي.. دستورٌ أخلاقي للأُمَّـة

المسيرة – منصور البكالي

على مدى 22 يوماً أطَلَّ علينا قائدُ الثورةِ، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في محاضرات استثنائيةٍ تناولت دروساً من وصية الإمام علي بن أبي طالب لابنه الحسن عليهما السلام، وتخللها شرح ونصائح وإرشادات من قبل السيد القائد ستدوَّن للتاريخ.

وتناول قائدُ الثورة وصية الإمام علي لابنه الحسن -عليهما السلام- بتفصيل واسع، وشرح كافٍ، وبلغة واضحة بيِّنة، وتفسير لما يسبق لأحد أن تناوله، وهي تأتي في مسار حرص السيد القائد على تزكية الأُمَّــة وإرشادها، وجاءت لتكون مرجعاً لكل الباحثين والمهتمين، كما كان لافتاً تسلسل الأحداث وربطها بالواقع، وتقديم النصائح والإرشادات والتحذيرات على ضوء هذه النصوص والوصية.

وجاءت هذه المحاضراتُ في أفضلِ الأيّام وهي العشر من ذي الحجّـة؛ ولأهميّة الدروس وما تحويه وصية الإمام علي بن أبي طالب لابنه الحسن -عليهما السلام- من نصائح وإرشادات، فقد استمر قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي –يحفظه الله- في شرح الوصية، من بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، إلى نهاية الشهر، دون ملل أَو كلل، وهي لمن يتابعها ويواظب على استماعها جرع إيمَـانية وأخلاقية بامتيَاز، وتهذيب للنفس، وتبيين للصواب من الخطأ، وفيها شد الإنسان إلى الله عز وجل، والخوف من عقابه، والطمع في غفرانه ورضاه.

 

نورٌ على نور:

وفي هذا الجانب يقول مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، رئيس حزب الأُمَّــة العلامة، محمد أحمد مفتاح: “إن السيد القائد قدّم لنا وصيةَ الإمام علي بطريقة شرح مفصل، مع العلم بأن الكثيرَ من الناس لم يطَّلعوا عليها، وربما لم يسمعوا بها، وتناولها لما فيها من الإرشادات المهمة، والعظيمة بذلك المستوى من التوضيح والتهيئة، وبذلك التفصيل الرائع والعجيب تأتي في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأُمَّــة؛ ليكون لها أثر بالغ، وأهميّة بالغة في تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن سلوك وأخلاق وقيم ومبادئ نموذج راق جِـدًّا ورجل عظيم بمستوى الإمام علي -عليه السلام- الذي هو قُدوة لكل الأجيال من بعده، ولما يقدمه هذا النموذج من حلول للكثير من المشكلات والاعوجاجات في حياة المجتمع”.

ويؤكّـد العلامة مفتاح في حديث خاص لصحيفة “المسيرة” أن “هذه الوصايا العظيمة وما حصلت عليه من الإثراء والشرح والإضافة أصبحت اليومَ بمثابة دستور أخلاقي، وخطة عمل قِيمية لمن يرغب أن يسير على النهج السوي، والاستفادة من هذه النصائح المستمدة من كتاب الله (القرآن الكريم)، ومستمدة من حياة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بل هي خلاصة هذه الحياةِ الإيمانية والتعاليم النبوية”، مشدّدًا على أن “لها أهميّة كبرى جِـدًّا في معالجة مشكلات الأُمَّــة”، آملاً أن يزودنا قائد الثورة خلال الأيّام القادمة بالمزيدِ من هذه الدروس والمحاضرات والتوجيهات والإرشادات، التي تحمل النور العظيم.

من جانبه، يقول الدكتور العلامة حمود عبدالله الأهنومي: “أولاً: وصية الإمام علي لابنه الحسن -عليهما السلام- هي من أهم ما كُتب في المجال التربوي والاجتماعي في الإسلام، ثم أضيفَ عليها شرحُ السيد القائد العلم نوراً على نور، وربطها بواقعنا العملي، ودروس عظيمة تردّدت ما بين علمَينِ لَهي دروسٌ كريمة ومفيدة ومهمة، وتقدم خلاصات التجارب الإنسانية المستفادة من القرآن الكريم وتجارب الأمم الماضية.

ثانياً: هذه الوصيةُ العظيمة مع شرحها من أعظم الأضواء التي تساعدنا على إدارة شؤون حياتنا في مختلف مجالاتها وتهندس حياتنا على النحو الذي يريده الله من إقامة للقسط وتقديم الشهادة العملية على عظمة دين الله.

ثالثاً: تناولت الوصيةُ موضوعاتٍ ومساحاتٍ واسعةً من هذه الحياة، بطريقة المرشد المجرِّب الذي حنكته التجارِبُ، وعاش مع الماضي في تجاربهم، واستخلص معهم الخلاصات النافعة والمهمة وقدمها لابنه خالصة سائغة للعمل.

 

خارطة طريق:

بدوره يقولُ الأُستاذ طه المؤيد: “إن دروس قائد الثورة سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن وصية الإمام علي لابنه الحسن -عليهما السلام- رسمت خارطةَ طريق لكل أبناء الأُمَّــة الإسلامية، وحدّدت لهم المنهجية الواضحة الملامح لكيفية التحَرّك في مسيرة حياته، وكيفية تعامله مع خالقه -جل وعلا-، ومع المجتمع من حوله، وكيف يتحَرّك في ضوء هذه التعليمات”.

ويتابع المؤيد في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن “الإمامَ عليًّا -عليه السلام- قال بأنه أعطى ابنه الإمامَ الحسن خلاصة تجربته في الحياة، وخلاصة ما استفادة من تجارب السابقين من قبله، وما عرفه من كتاب الله، وهو قرين القرآن كما عُرف عنه”، مُشيراً إلى أن “دروسَ قائد الثورة لها أثر كبير في تزكية النفس وتربيتها وتهذيبها وتعديل اعوجاجها عن طريق التعامل والأخلاق، كما تقوِّي الارتباطَ بالله والثقة به، مقدِّمةً خارطةً كاملةً لمسيرة الإنسان في هذه الحياة، وليتوفق في حياته وآخرته”.

ويحُثُّ المؤيد أبناءَ الأُمَّــة على اغتنام هذه الدروس وتطبيقها في واقع حياتهم؛ لما تقدمه من الحلول للكثير من المشكلات اليومية والحياتية التي يقع فيه الإنسان في مسيرة حياته؛ ولما لها من أهميّة تعبر عن شخصية بمقام الإمام علي -عليه السلام- وما كان عليه من العلم والمعرفة والحكمة والزهد والتقوى وما تحلى به من القيم والمبادئ الربانية التي لم يتميز بها أحدٌ بعد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- سواه، لافتاً إلى أن الأُمَّــة فيْ أَمَسِّ الحاجة لإحياءِ منهجية الإمام علي ووصاياه وسلوكه وخُلاصة تجاربه في الحياة؛ لما لها من أثرٍ عظيمٍ في سلوكِ المسلمينَ وواقعِ حياتِهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com