انصُروا القرآنَ ينصُـرْكم الله.. بقلم/ نوال أحمد
في الشهر الماضي وفي أول أَيَّـام عيد الأضحى قام اللوبي الصهيوني ومعه الغرب الكافر إلى إهانة المسلمين في يوم عيدهم، وكان ذلك من خلال التعدي على حرمة ما حرم الله تعالى وانتهاكهم وإساءَاتهم المتكرّرة لأقدس المقدسات الإسلامية، وها هي جريمتهم بالأمس تتكرّر اليوم على يد الشخص ذاته وفي الدولة ذاتها، إنها دولة السويد التي سمحت لمسخ من مسوخها بأن يحرِقَ المصحف الشريف بإذن منها وتحت رعايتها وحمايتها.
ولعمري أن هذا اعتداءَ صارخاً وسافراً على الإسلام وعلى الرسالة السماوية، وبداية لإعلان حرب كبرى وَخطيرة يشُنُّونها على الله ورسوله وعلى كتابه (القرآن الكريم)، يعلنونها حرباً شيطانية كبرى يستهدفون بها إسلامنا وقرآننا وقيمنا ومبادئنا، يستهدفون حتى الفطرة الإنسانية بضربها وتدنيسها وتحويلها إلى شواذ، وقد أعلنها الرئيس الأمريكي صراحة وأمام الملأ مروجاً لجريمة المثلية والعمل على نشر هذه الفاحشة الشنيعة وفرضها على شعوب العالم.
إن إقدام الغرب الكافر ومن خلفه اللوبي الصهيوني على تكرار مثل هذه الجرائم والاعتداءات الشيطانية الآثمة بحق أعظم مقدساتنا (القرآن الكريم) ومحاربته وَتدنيسه وإحراقه لهو من أكبر الاعتداءات والإساءَات لديننا الإسلامي ولهو من أبشع الجرائم وأشنعها، إنها جريمة تتفطر لها القلوب المؤمنة، لكنها في الوقت نفسه تشعل في هذه النفوس الغيرة والغضب لكتاب الله وآياته، وما زادت المؤمنين إلا إيماناً وَتمسكاً بالقرآن الكريم والعمل به في الواقع، والتوعد بالانتقام من أعداء الدين وكلّ من يتطاول على القرآن الكريم والكتاب المنزل من الله الرحيم هداية وَنوراً وتبصرة ورحمة لكل العالمين..
تحت الأكاذيب والافتراءات المحبوكة غربياً وصنعهم لتلك الذرائع السخيفة والواهية ورفع شعار (حرية التعبير) يبرّرون للعالم جرائمهم واعتداءاتهم المتكرّرة على مقدساتنا، يسيئون إلى نبينا الكريم ويحرقون كتاب الله العظيم فيبرّرونها بكذبة (حرية الرأي والتعبير) وهي الكذبة الغربصهيونية التي لا يصدقها إلا مغفل وساذج وإلا كُـلّ من يجهل مخطّطات أعداء الدين والإنسانية من اليهود والغرب الكافر، الذين أصبحت حروبهم على الإسلام مكشوفة، أساليبهم وسياساتهم الشيطانية الخداعة والماكرة تجاه الإسلام وَأمة الإسلام والمقدسات باتت علنية وواضحة، فحرية الرأي والتعبير التي يزعمونها ويتغنون بها في قوانينهم نراها تُلغى على من يقوم بعمل يخالف أهواءهم أَو ينافي رغباتهم، كُـلُّ ما نراه في الواقع يدلل على أن الغرب الكافر عمل على تزييف الحقائق واختلاق الأكاذيب لكن الأحداث كشفت زيفهم وعرتهم على حقيقتهم وأسقطت شعاراتهم الكاذبة، فلو أن أحداً قام بعمل بسيط ضدهم كحرق علم الشواذ مثلاً فهل سيسمحون له بذلك؟!..
أم أنهم سيعتبرون هذا الفعل اعتداء بحقهم وتعد على حرياتهم، بالطبع هذا ما سيحصل من جانبهم بل وسيقومون بتطبيق أقصى العقوبات بحق من يقوم بهذا الفعل، سواءٌ أكان شخصاً أَو جماعة أَو حتى دولة، نحن نعلم بأن الغرب الكافر لديهم معايير مزدوجة وسياسات شيطانية يتعاملون بها في قوانينهم وفي واقعهم الليبرالي المتصهين.
نحن اليوم أمام حرب كونية كبيرة تستهدف الإسلام والمجتمع البشري عُمُـومًا، وأمام جريمة حرق القرآن لا يكفي الشجب التنديد والاستنكار، يجب على أُمَّـة الإسلام أُمَّـة القرآن أُمَّـة رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، يجب عليها اليوم أن تخرج من حالة اللا موقف إلى حالة الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، وأن يكون لها موقف فعلي قوي وحازم أمام اعتداءات الغرب الكافر وإجرامه وانتهاكاته المتكرّرة بحق إسلامنا ومقدساتنا، يجب على كُـلّ الشعوب أن تغضب لله ولدينه وأنبيائه ورسله وللمقدسات وأن تتحَرّك وتثور وتضغط على حكوماتها بمقاطعة البضائع السويدية وكلّ البضائع الأمريكية والإسرائيلية عامة، وكذلك بالمقاطعة السياسية والدبلوماسية مع السويد وطرد كُـلّ سفرائها من كافة البلدان الإسلامية، كتلك المظاهرات والمواقف العظيمة والمشرفة التي قدمها الشعب العراقي العزيز، ما شاهدناه في بغداد من حرق للسفارة السويدية وطرد للسفيرة السويدية منها هو ما يجب أن نشاهده في كُـلّ البلاد الإسلامية؛ حتى لا تتكرّر مثل هكذا اعتداءات وممارسات تسيء إلى إسلامنا ومقدساتنا في بلاد الغرب، يجب على الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة أن تثور وتفجر ثورة قرآنية انتصاراً لربها ودينها ونبيها وقرآنها، يجب أن تسقط ثقافات الغرب ويزول ضلالهم ويزهق باطلهم وتكسر شوكتهم ليكون رداً قرآنيًّا قويًّا ومزلزلًا للأعداء وكياناتهم.
إن هذا لهو الواجب الديني والأخلاقي والإنساني المفروض علينا كأمة تنتمي إلى هذا الدين وهي مسؤوليتنا أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام إجرام وطغيان قوى الكفر والبغي والإفساد، وحروبهم وأعمالهم الشيطانية، يجب أن ننصر الله بنصرتنا لقرآننا وإسلامنا بتوحدنا في خندق واحد وبصف واحد تحت قيادة أعلام الهدى القرآنيين بجهاد وقتال أعداء الله والإسلام والبشرية، أمريكا والصهيونية العالمية، بالتصدي لقوى الطاغوت وَإفشال مخطّطاتهم بكل إيمان وعزم وثقة بالله سبحانه وتعالى؛ حتى لا تُذل أُمَّـة الإسلام وهي خير أُمَّـة وحتى لا تُهان أمام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، لنكن مع الله ولنجاهد في سبيله، ننصر ديننا لينصرنا الله الذي وعدنا بالنصر حين قال سبحانه: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ).