احتشادٌ مهيبٌ في شارع المطار بصنعاء إحياءً لذكرى عاشوراء

المسيرة: خاص

من جديد تتصدَّرُ صنعاءُ الصمود، عواصمَ العالَمِ العربي والإسلامي، كما هي عادتها في المناسبات الجامعة، على الرغم من الصعوبات والمعوقات والمتاعبِ التي خلّفها العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي.

وفي ذكرى عاشوراء الأليمة “ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي -عليهما السلام-، خرج أحرارُ وحرائرُ اليمنِ في العاصمة صنعاء، في مسيرتين منفصلتين أكّـدوا من خلالهما السير على نهج سيد الشهداء في مقارعة الطغاة والمستكبرين، وإسقاط هيمنة الطغيان الذي يمارسُه بنو أمية هذا العصر، بدعم أمريكي صهيوني بريطاني.

 

احتشادٌ يؤكّـد الارتباط:

ومن شارع المطار بصنعاءَ، احتشد عشراتُ الآلاف من أحرار اليمنِ، الذين تقاطروا من كافة مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، رافعين الرايات الحسينية الثائرة، وهاتفين بأعلى صوت هز الأرجاء “هيهات منا الذلة”، مجددين البيعة للإمام الحسين -عليه السلام- وآل بيت النبوة الأطهار.

ورفع المشاركون الصورَ واللافتاتِ التي حمَلت شعارات البراءة من الأعداء، ورسائل الوعيد والانتقام من الطاغوت الأكبر أمريكا وإسرائيل وأدواتهم العميلة في القطر العربي والإسلامي.

وأكّـد المشاركون أن محطةَ عاشوراء هي درسٌ للأُمَّـة للنهوض وإسقاط هيمنة قوى الطاغوت عليها، مشيرين إلى أن ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- صنعت منعرجاً في التاريخ الإسلامي، ورسمت نقطة انطلاق للأُمَّـة للسير نحو الوصول إلى مكانتها التي قدَّرها المولى تعالى لها بأن تكون خير أُمَّـة أخرجت للناس، منوّهين إلى أن الثورة الحسينية كانت ضرورة ملحة عندما انحرفت الأُمَّــة عن التوجّـهات المحمدية وعن الولاء الحقيقي الذي فيه عزة الأُمَّــة.

ونوّه المشاركون من أحرار اليمن إلى أهميّة إحياءِ ذكرى ثورة الإمام الحسين -عليه السلام-؛ لإحياء قيم الدين الحنيف، متطرقين إلى ما تعيشه الأُمَّــة في الوقت الراهن من ذل وهوان؛ نتيجة الابتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والسنة المحمدية.

 

القولُ الفصل.. إطلالةٌ لقائد الثورة وبيان المسيرة:

ووَسَطَ تعالي أصوات زئير اليمانيين الأحرار الثائرين، أطَلَّ قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي –يحفظه الله- بكلمة، أكّـد فيها أن ثورةَ الإمام الحسين -عليه السلام- جاءت لتنتشلَ الأُمَّــة من براثن السقوط الأموي الذي فرضوه على الأُمَّـة وسلموا رقابها لأعدائها.

وتطرق قائدُ الثورة إلى أهميّة إحياء هذه المناسبة، وَشخصية الحسين بن علي عليهما السلام، وجملة من الرسائل الثورية الهامة.

وصدر عن المسيرة بيانٌ أكّـد فيه أحرار اليمن أن “إحياءَنا لهذه الذكرى هو واحدٌ من تعابير حُبِّنا وولائنا وارتباطنا بسيد الشهداء”، كما اعتبروا إحياء هذه الذكرى “تعبيرًا عن موقفنا المبدئي الإيماني الديني ضد الظلم والظالمين في كُـلّ زمان ومكان”.

ورسّخ أحرار اليمن موقفهم الثابت في البيان بقولهم: “لقد حسمنا خيارنا وقرارنا في التمسك بالإسلام الذي يحرّرنا من كُـلّ طاغيةٍ وطاغوت مهما سعت قوى الطاغوت والاستكبار لإخضاعنا وإذلالنا”.

وَأَضَـافَ البيان “سنتمسك بالإسلام في موقفه الذي أعلنه الإمام الحسين “عليه السلام” في مثل هذا اليوم، “أَلَا وَإِنَّ الدَّعِيَّ بنَ الدَّعِي قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتِين: بَينَ السِّلَّةِ، وَبَينَ الذِّلَّة، وَهَيهَات مِنَّا الذِّلَّة”.

كما جدّد بيان أحرار اليمن التأكيد على “تمسكنا بموقفنا المبدئي تجاه قضايا أمتنا وفي مقدِّمتها القضية الفلسطينية، وموقفنا المعادي للعدو الإسرائيلي وللغطرسة الأمريكية”.

وكرّر أحرار اليمن في البيان استنكارهم لـ “كلّ أشكال التطبيع والعلاقات مع إسرائيل بأي شكلٍ من الأشكال من قِبِل أنظمة العمالة والخيانة، ونعتبرها من الولاء المحرَّم شرعاً”.

وفي سياق الارتباط اليماني الوثيق بقضايا الأُمَّــة وهمومها، أكّـد أحرار اليمن “على وقوفنا المبدئي مع محور المقاومة والجهاد في مواجهة اليهود والصهاينة حتى يتم دحرهم، وتحرير المقدسات في فلسطين”.

وفي إطار ما يشهده الغرب الكافر من ممارسات عدائية ضد الإسلام وأقدس المقدسات، جدد اليمانيون “الإدانة وبشدة للإساءَات المتكرّرة إلى القرآن الكريم من قبل دولة السويد والدنمارك الذين يقومون بذلك؛ استجابةً لتوجيهات اللوبي الصهيوني اليهودي”.

ودعا أحرار الشعب وثوار الشعب اليمني “حكام وشعوب عالمنا العربي والإسلامي إلى اتِّخاذ المواقف الحازمة تجاه الإساءة للقرآن من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول المسيئة”.

وعلى صعيد متصِلٍ، خاطب أحرار اليمن دول العدوان بالقول: “إنّ أيديَنا ما زالت قابضةً على الزناد، وما زلنا مُستمرّين في إعداد القوة لمواجهة عدوانكم وحصاركم وغطرستكم”، مجددين التأكيد على “أنَّ موقفنا في التصدي للعدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني الغاشم على بلدنا هو موقفٌ مبدئيٌّ من منطلق هُــوِيَّتنا الإيمانية”.

ونوّه البيان إلى أن “التصدي للعدوان واجبٌ دينيٌّ وإنسانيٌّ ووطني، ومن يفرِّط بهذا الواجب، أَو يخون هذا الموقف، فهو يخون هُــوِيَّته الإيمانية، ويفرِّط بها”.

وفي ختام البيان أكّـد أحرار اليمن بذل الغالي والنفيس في التصدي للعدوان مهما كان مستوى التحديات، ومهما كان حجم التضحيات، منوّهين إلى أن “التضحيات مهما بلغت لن تكونَ بمستوى خسائر الاستسلام والخنوع التي تخسر الأُمَّــة فيها كُـلّ شيء، حَيثُ تخسر حريتها، واستقلالها، وكرامتها”.

 

حرائرُ اليمن على خُطَى سيدة الثائرات زينب:

وفيما كان البيانُ مشتركاً لمسيرتَي الأحرار والحرائر في العاصمة صنعاء، فَــإنَّه وفي الخط الموازي كانت حرائر اليمن على الموعد في ساحة جامع الشعب التي امتلأت بجموع غفيرة من مؤمنات اليمن الثائرات.

وجددت حرائر اليمن العهد بالثبات على خطى السيدة زينب -رضوان الله عليها- التي تعتبر النموذج الأرقى للنساء الثائرات المؤمنات.

ورفعت حرائر اليمن المشاركات في المسيرة اللافتات والمجسمات التعبيرية التي نقلت جانباً من المعاناة التي تعرض لها آل بيت الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم- في كربلاء، وبشاعة الجريمة التي ارتكبها طاغية العصر.

وتطرقت إلى شجاعة الإمام الحسين -عليه السلام- وتضحياته ومن معه؛ في سبيل إعلاء كلمة الله، وإقامة الحق ومواجهة الباطل، مؤكّـدات أهميّة استلهام الدروس والعِبر من سيرة الإمام الحسين في التصدي لطغاة هذا العصر.

وحثت المشاركات كُـلَّ الحرائر إلى استشعار المسؤولية إزاء هذه الجرائم ونصرة دين الله والمقدسات الإسلامية، مجددات العهد لأعلام الهدى من آل بيت النبوة بمواصلة العطاء والدفع بأبنائهن ورجالهن نحو الجهاد ونصرة الدين والمستضعفين.

كما لم تنسَ حرائر اليمن قضايا الأُمَّــة، وحملن حكومات الدول العربية والإسلامية مسؤولية تمادي الحكومات السويدية والدنماركية في السماح بالإساءة إلى القرآن الكريم، واستفزاز مشاعر المسلمين في العالم، داعيات الشعوب العربية والإسلامية إلى مقاطعة المنتجات السويدية والدنماركية، واتِّخاذ مواقفَ حازمةٍ، بالضغط على الحكومات بطرد السفراء، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد والدنمارك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com