لقاءٌ موسَّعٌ للإعلاميين اليمنيين تنديداً بحجب القنوات الوطنية من “يوتيوب” و “فيس بوك”

المسيرة: صنعاء

نظّم اتّحادُ الإعلاميين اليمنيين بالعاصمةِ صنعاءَ، أمس الأحد، لقاءً موسَّعاً للإعلاميين والمثقفين والكتاب؛ وذلك لمناقشة تصعيد مواقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب، فيسبوك” ضد الإعلام اليمني، وسُبُل الرد على هذا التصعيد الرامي إلى إسكات أصوات الحرية وتكميم الأفواه الصارخة في وجهِ الاستكبار العالمي.

وفي اللقاء الذي حضره نائبُ وزير الثقافة، محمد حيدرة، وعشرات الإعلاميين والكتاب اليمنيين، أكّـد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” نصر الدين عامر، أن “حذف القنوات اليمنية من موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب لم تكن سابقةً، وإنما امتدادٌ لخطوات تمت منذ سنوات”، مُشيراً إلى أن “العدوانَ يتعمد حجب كُـلّ ما يتم توثيقُه من جرائم بحق الإنسانية في اليمن”.

ولفت إلى أن قوى الاستكبار تسعى لأن تصلَ بالباحث من الخارج عندما يريد البحثُ عمّا تعرضت له اليمن خلال سنوات العدوان إلى عدم الحصول على وثائقَ لمجازر وجرائم العدوان بحق الشعب اليمني وما لحق بِنيته التحتية ومقومات التنمية من تدمير واستهداف طال الحجر والبشر.

وأوضح عامر أن “حذفَ القنوات اليمنية على اليوتيوب عملٌ مخطّطٌ ومدروسٌ من قبل العدوان؛ بهَدفِ تشويش مظلومية اليمنيين ويقدّم الطرف السعوديّ كوسيط ولم يرتكب أية مجازر بحق اليمن وشعبه”، لافتاً إلى أن “حذف القنوات اليمنية الوطنية، مفصَّلٌ بمقاسات سعوديّة ومالها المدنَّس، حَيثُ تضمن بعد حذف القنوات إرسال إيميل بأن القنوات تدعمُ منظَّمةً عنيفةً، وليست هناك أية معايير تتحدَّثُ عن مشاهدَ مخلةٍ أَو غير قابلة للعرض”.

وأكّـد رئيس مجلس إدارة وكالة “سبأ” أهميّة اتِّخاذ موقف قوي تجاه حذف القنوات اليمنية من “يوتيوب”، وإعادة الأرشيف الذي تضمنته القنواتُ للعلن عبر شبكة الانترنت في المواقع الخَاصَّة وعدم السماح بأن تمحى هذه المرحلة التاريخية، سواء من بطولات وتضحيات الشعب اليمني وتمريغ أنف السعوديّة في التراب.

 

في خندق العدوان والحصار:

من جانبه، استعرض رئيسُ اتّحاد الإعلاميين اليمنيين، عبدالرحمن الأهنومي، تقريراً عمّا يتعرض له الإعلام اليمني في مِنصات التواصل الاجتماعي، منوِّهًا إلى أن الإعلام اليمني يتعرض لاستهداف خطير ومتصاعد من قبل شركات التواصل الاجتماعي “يوتيوب – فيسبوك”؛ ما يستدعي التضامن في مواجهة هذا الاستهداف وإدانته ورفضة والتحشيد لمواجهة الرد عليه.

وأوضح الأهنومي أن شركة “يوتيوب” حذفت مؤخّراً 70 قناة يمنية، منها 50 تابعة للمؤسّسات الإعلامية اليمنية والإعلام الحربي والمراكز الإعلامية اليمنية، و20 قناة يمنية تابعة لإعلاميين يمنيين ومنشدين ومكاتب إعلامية في المحافظات.

وذكر أن “المشتركين في هذه القنوات أكثر من 8 ملايين مشترك، بينما مشاهداتها تصل إلى مئات الملايين”، مبينًا أن “شركة يوتيوب حذفت قنوات ثقافية تقدّم محتوى ثقافيًّا، وأزالت محتويات من قنوات أُخرى مع إزالة معظم المحتوى الذي يوثّق جرائم تحالف العدوان عن المنصة، وتقييد وصوله والحد من انتشاره”.

واعتبر الأهنومي في تقرير اتّحاد الإعلاميين اليمنيين، هجمةَ الحذف للقنوات اليمنية الأخطر، حَيثُ بلغت الحذف النهائي نسبة 60 % من القنوات اليمنية في اليوتيوب، لافتاً إلى أن المراسلات مع إدارة شركة اليوتيوب، أكّـدت أن الأمر لم يكن خاضِعاً لمعاييرَ وسياساتٍ تتبعها الشركة تجاه المحتوى، وإنما اعتبار كُـلّ محتوى يمني ثقافي أَو يتعلق بجرائم العدوان أَو مشاهد لانتصارات حتى المحتوى السياسي ترويجاً لمنظَّمة إجرامية.

وبيَّنَ أن “تحالُفَ العدوان -بالتزامن مع الهجمة على المحتوى اليمني من قبل “يوتيوب وفيسبوك”- يصّعد من حربه الإعلامية التضليلية، وتسخير ماكينته الإعلامية الهائلة لتزييف وقلب الحقائق”.

وقال التقرير: “إن شركةَ يوتيوب تشترك مع تحالف العدوان في جرائمه بشكل واضح، من خلال سعيها إزالة أي محتوى يوثق جرائهم العدوان بحق اليمنيين”، مُضيفاً “حذفت إدارة فيسبوك 80 % من حسابات الإعلاميين اليمنيين، ومعظمهم يضطرون إلى إنشاء حسابات أُخرى بشكل متكرّر. ”

وطالب تقريرُ اتّحاد الإعلاميين مخاطَبةَ وزارة الاتصالات رسميًّا باسم جميع الإعلاميين اليمنيين بحظر وحجب موقعَي “يوتيوب وفيسبوك”، وتوجيه رسالة باسم الإعلاميين إلى النائب العام باتِّخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الأمن القومي لليمن، وإغلاق هذه المنصات، مؤكّـداً أهميّة البحث عن بدائل وطنية مناسبة لهذه المواقع.

 

جرمٌ غيرُ مسكوت عنه ورَدٌّ قاسٍ منتظر:

من جانبه، ألقى الناشط الإعلامي محمد منصور، كلمة أكّـد فيها أن الرد اليمني على الحرب الإعلامية حق ويجب أن يكون فوق سقف توقعات العدوّ.

وأشَارَ منصور إلى أن المحتوى الثقافي اليمني على هذه القنوات لها تأثير كبير على الساحة اليمنية والعربية؛ ما جعل دول العدوان الاتّفاق مع شركتي اليوتيوب والفيسبوك لحذفها.

فيما أكّـد مدير البرامج بقناة “المسيرة” الفضائية، الإعلامي حميد رزق، أن “شركات وجهات دولية تتشارك لتبييض صفحة تحالف العدوان على اليمن مقابل أموال يتلقونها”.

ونوّه رزق إلى أن “استهداف المحتوى اليمني هو محاولة أخيرة ويائسة؛ لمنع العالم من التعرف ثقافة التحرّر التي يقدمها اليمن للشعوب المضطهدة”.

وفي ختام كلمته أكّـد أن “العدوّ يريد تكبيل أيدينا إعلامياً في ساحتنا، بينما يتاحُ لأذرُعِه العملُ بحرية وموقف الإعلاميين في هذه المواجهة محوري وحاسم”.

وفي السياق أكّـد رئيس الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، محمد العابد، أن “استهداف وإسكات الإعلام اليمني قد يكون مقدمة لتصعيد وارتكاب جرائم خطيرة ضد الشعب اليمني”، معتبرًا “حذف القنوات اليمنية على اليوتيوب والفيسبوك إفلاساً، وقوة للكلمة التي يسطرها الإعلام اليمني عبر قنواته والناشطين الإعلاميين عبر صفحاتهم في الفيسبوك”.

 

مطالِبُ حقة.. التصعيد بالتصعيد:

وفي سياق متصل، استنكر بيان صادر عن اللقاء الموسَّع إغلاق إدارة شركة يوتيوب للقنوات اليمنية، معتبرًا الإجراءات القمعية ضد المحتوى اليمني والقنوات الوطنية بحذفها وإغلاقها وإزالة المحتوى تصعيداً خطيراً يهدف إلى إسكات الحقيقة.

وأكّـد البيان أن استهدافَ اليوتيوب للإعلام اليمني الوطني ممنهج وإرهاب إعلامي وفكري يهدف إلى إسكات الصوت اليمني، وأن إزالة المحتوى الذي يوثّق جرائم تحالف العدوان على اليمن وتواطؤ مكشوف مع تحالف العدوان.

وطالب البيان وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بسرعة اتِّخاذ الإجراءات اللازمة بإغلاق وحجبِ موقعَي “يوتيوب – فيسبوك” وحظرِهما في النطاق الجغرافي للجمهورية اليمنية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com