حتى لا ننسى ما مضى.. ألا يكفي ذلك للحفاظ على ما بقيَ؟! بقلم/ أبو حسين وجيه الدين
للعام التاسع والعدوان الأمريكي الصهيوني السعوديّ الإماراتي وعملائهم المرتزِقة يرتكبون أكبر الجرائم وأبشعها وبشتى أنواعها بحق أبناء الشعب اليمني (أطفالاً، وكباراً، رجالاً ونساء) بطائراتهم وصواريخهم وقنابلهم العنقودية وبكافة الأسلحة المتطورة والجوية والبرية والبحرية والمحرمة.
استهدفوا منازل المواطنين ومباني الكادحين والمؤسّسات الحكومية والعسكرية والمصانع والمستشفيات والمساجد والمدارس والشركات والصالات، صالات العزاء وصالات الأفراح، والشوارع والجسور والأسواق والأحياء السكنية والملاعب الرياضية والخيول والمزارع، حتى مزارع الدواجن لم تسلم ولم تنجوا منهم، بل استهدفوا بصواريخهم وقتلوا حتى مرتزِقتهم من يقاتلون معهم، من يقاتلون في صفهم، واعتقلوا واغتالوا المواطن اليمني المغترب عند عودته إلى وطنه كالشهيد الشاب/ عبدالملك السنباني، والكثير من المغتربين اليمنيين العائدين إلى وطنهم والمقيمين في أمريكا وبعض الدول الأُخرى، ونهبوا كُـلّ ما لديهم وعذبوهم أشد العذاب وقتلوهم أبشع القتل.
واغتالوا خطباء كُثر في المحافظات والمناطق المحتلّة تحت سيطرتهم، واغتصبوا النساء، ولم يسلم منهم حتى لاعبي كرة القدم من أبناء المحافظات والمناطق التي تحت سيطرتهم، فقد اختطفوا وعذبوا الكثير منهم.
دمّـروا أَيْـضاً البنية التحتية اليمنية التي هي ملك الشعب اليمني جميعاً دون استثناء تدميراً كاملاً وشاملاً، وفرضوا الحصار على أبناء الشعب اليمني جميعاً، وقطعوا المرتبات ونقلوا البنك، ومنعوا الدعم الدولي لنا واحتجزوا السفن المحملة بالمواد الغذائية والغاز والنفط وشنوا جميع أنواع الحروب الخطيرة والشرسة (حروب عسكرية، وإعلامية، واقتصادية، طائفية، وحزبية، ومناطقية، وعنصرية، وسلالية) مستخدمين كُـلّ الأسلحة المتاحة والمحرمة الحديثة منها والمتطورة والاتوماتيكية والكيماوية والبيولوجية.
واشتروا بأموالهم الجيوش العالمية من كُـلّ الدول المتحالفة والمرتزِقة من أبناء الشعب اليمني وتحالفت معهم أكثر من عشرين دولة تحت قيادة أمريكا وإسرائيل وحلفائهم ومشاركة مباشرة لأمريكا وإسرائيل في التخطيط والمخابرات والإدارة والتوجيه.
كلّ هذا كان ولا يزال ضد من؟! ضد الشعب اليمني المستضعف المظلوم الصابر ولماذا؟!
ليس لشيء إلا لأَنَّه شعب أبى الخضوع والاستسلام والعبودية إلا لله سبحانه وتعالى، شعب أراد أن يعيش بحرية وكرامة كحق يكفله له الشرع والقانون في كُـلّ دساتير الدنيا.
فكل هذا العدوان ألا يحتم علينا جميعاً أن نستشعر المسؤولية في مواجهة هذا العدوّ الذي ارتكب كُـلّ ذلك في حق شعبنا ولم يتمكّن بعد؟ ناهيك كيف سيكون الحال لو تمكّن.
ولن يتكمن إلا بتقصيرنا وتفريطنا وتوجّـهنا إلى أهداف هامشية وتوجيه بوصلة العداء نحو الداخل وإفراغ جام الغضب في ظهور المرابطين وهذا عامل خطير سيمكن العدوّ منا.
ما يجب أن نسأل به أنفسنا اليوم هو كيف سيكون حالنا ما لو تمكّنوا منا؟
والله يقيناً لو تمكّن أعدائنا منا لعشنا بلا غاية ولا إرادَة ولا كرامة وبلا حرية ولا شرف ولما قام لليمن بعدها قائمة.
ولنا خير عبرة وأوضح دليل في المحافظات الجنوبية اليمنية، وكلّ المناطق التي تقبع تحت احتلال وسيطرة وظلم وتجبر قوى العدوان.
إن ما يجري فيها من جرائم واغتصابات وقتل ونهب وسلب وسجون واعتقالات واغتيالات وتقطعات وارتفاع الأسعار وتدهور الاقتصاد إلا خير شاهد على نوايا العدوّ وكيف سنكون ما لو تمكّن منا.
كيف وإن يظهروا علينا تيقنوا أنهم لن يرقبوا في سني ولا شيعي ولا مؤتمري ولا أنصاري إلًّا ولا ذمة، هم لا يفرقون بين أحد، هم يستهدفون الجميع، فالله الله في الحذر والجهوزية والاستعداد واليقظة يا يمن الإيمان والحكمة.