الحربُ على الإعلام الحر.. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تعتبر الحرب الإعلامية جزءًا أَسَاسيًّا من المعركة التي يخوضها شعبنا ضد دول العدوان وأتباعهم، وهي الواجهة التي تعكس الانتصارات التي تحقّقها الجبهات العسكرية، وخلال الثماني السنوات الماضية تمكّنت وسائل الإعلام اليمنية الحرة بمختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة ومواقع التواصل الاجتماعي، من مواجهة الإعلام المعادي بإمْكَانياته الهائلة وتقنياته الحديثة وقدراته الفائقة، ونجح الإعلام الحرُّ في اكتساب المصداقية حتى أمام الجمهور المعادي، من خلال تقديمه الخبرَ الصحيحَ دون مبالغة، ولم يقتصر الإعلام الحر على مواكبة المعركة العسكرية، ولكن كان له دور متميز في مواجهة الحرب النفسية وحرب الشائعات التي كانت تشنها دول العدوان على بلادنا مستهدفةً المجتمعَ لخلخلة تماسكه وكسر نفسياته؛ بهَدفِ إضعاف الجبهة الداخلية فيسهل اختراقها، ولكن كان الإعلام الحر بالمرصاد لتحَرّكات العدوّ، وتمكّن من تحقيق انتصارات كبيرة في هذه الجبهة ساعدت على حماية الجبهة الداخلية وفضح مؤامرات العدوّ في هذا الجانب.
كما كان للعدو دورٌ بارز في مواجهة الحرب الناعمة على اليمن، والتي تخطط لها وتديرُها دول كبرى لإفساد المجتمع والنيل من قيمه الدينية وثوابته الوطنية، ما زالت هذه المعركة قائمة والإعلام الحر مُستمرّ في تصديه لها ويساهم في تحصين أفراد المجتمع اليمني لحمايته من السقوط في براثن الحرب الناعمة.
وخلال فترة الهدنة، هدأت الجبهات نوعاً ما ووقفت الغارات الجوية على بلادنا؛ فظن العدوّ أن الفرصةَ متاحةٌ ليتوسع في حربه الإعلامية والنفسية على المجتمع من خلال نشر الأكاذيب والدعايات الباطلة والشائعات التي تستهدف ضرب العلاقة بين القيادة وأفراد المجتمع، ولكن لم يسمح الإعلام الحر للعدو بتمرير مخطّطاته الشريرة ووصل دوره في مواجهة إفك الأعداء، وعند ذلك شعر تحالف العدوان بالإحباط واعتبر أن عدوَّه الأول في هذه المرحلة هو الإعلام الحر بمختلف وسائله، وبالفعل قام تحالف العدوان مؤخّراً باستهداف الإعلام الحر من خلال البدء بإغلاق عدد كبير من مواقع الإعلام الحربي، ثم تبعه إغلاق مجموعة من المواقع التابعة للإعلام الحر من مؤسّسات وأفراد، وما زال طابور الإغلاق مُستمرّاً.
ويظن العدوّ أن إغلاق مواقع الإعلام الحر سيمنعُه من مواجهة تحَرّكاته في أوساط المجتمع، ولكن الذي لا يعرفه الأعداء أن الشعبَ اليمني على قناعة تامة بأن المعركة مع هذا العدوّ طويلة، ولن يعدم الإعلام الحر الوسيلة لممارسة الدور المنوط به في هذه المعركة، والجميع على إيمَـان كاملٍ بأن الله معنا وسينصُرُنا على الظالمين.