من خفض التصعيد العسكري بعد فشلها إلى التصعيد في الحرب الإعلامية.. بقلم/ أبو حسين وجيه الدين
على الرغم من مرور تسعة أعوام من الحرب العدوانية الهمجية العبثية التي يشنها النظامين السعوديّ والإماراتي بدعم أمريكي صهيوني، وتحالف بعض الدول معهم من أغنى وأقوى الدول بقيادة أمريكا، مرتكبين بحق الشعب اليمني أبشع الجرائم دون التفريق بين الأطفال والنساء ولا بين الشيبان أَو الشباب ولا بين العسكري أَو المدني.
وبعد أن يأس العدوان بأن هذه الحرب العبثية الإجرامية والوحشية لم ولن تتمكّن من تحقيق أهداف أمريكا وأدواتها السعوديّة والإمارات وعملائهم في إخضاع الشعب اليمني الحر، الأبي، الصابر، الصامد، الصادق، الوفي، واستعبادهم وإعادة تعويم نظام الخائن الفارّ عبد ربه منصور هادي وبقية العملاء الخونة.
وبعد أن فشل العدوّ عن تحقيق الانتصارات في الحرب العسكرية لجأ إلى تكثيف الحرب الناعمة وتغذيتها كخطوة أولى وتوسيعها على أوسع نطاق لاستهداف الجبهة الداخلية وتفكيكها وخلخلتها وزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة ونشر الفساد الأخلاقي.
ولم يكتفِ بذلك وحسب بل لجأ العدوّ كخطوة ثانية وأخيرة إلى إغلاق القنوات الإعلامية الحرة وتقييد الصفحات وحظر حتى بعض الأرقام، وهذا إن دل إنما يدل على أهميّة الجبهة الإعلامية، جبهة الوعي ودورها البارز الكبير والمهم وتحقيق نجاحاتها في الحفاظ على تماسك وترابط الجبهة الداخلية وعلى الاستقرار والأمن الداخلي، ويدل أَيْـضاً على أن الجبهة الإعلامية الصامدة جبهة الوعي بمساندة الجبهة الأمنية والجبهة الثقافية والتربوية لها الدور الكبير البارز في شتى المجالات في مواجهة العدوان وأبواقهم الإعلامية المأجورة وتعريتهم وفضح أعمالهم وكشف حقيقتهم وإفشال مخطّطاتهم، التي كان يراهن عليها العدوّ في استهداف أبناء المجتمعات وأبناء الشعب اليمني في نشر الفساد الأخلاقي واستهداف الجبهة الداخلية وبذل لأجل هذا وما زال يبذل الأموال الهائلة والمبالغ المغرية في سبيل تحقيق أهدافه الخبيثة.
إن حظر وسائل الإعلام اليمنية أعظم شهادة وأقوى دليل على أهميّة الجبهة الإعلامية كما يقول المثل “الحق ما شهدت به الأعداء”.
ومن هنا يجب أن نفهم أن المعركة معركة وعي والعدوّ يسعى لتكميم الأفواه من خلال الانتقال بقوة إلى ساحة المعركة الإعلامية وتصعيده الخطير فيها رغم خفض التصعيد في الجانب العسكري.
لكن لكل فعل ردة فعل كما أن الأنصار لم يقفوا متفرجين في المعركة العسكرية وانطلقوا من الصفر حتى وصلوا إلى قمة النجاح العسكري وأصبحوا قوة تضرب بها الأمثلة وسطر التأريخ شدة بأسهم أمام أعتى القوى في الساحة، كذلك سيكونون في الحرب الإعلامية، ونحن نعول عليهم في إيجاد حلول للخطوات التعسفية من قبل الأعداء في الحرب الإعلامية، والشعب كُـلّ الشعب الحر والأبي كما وقف معكم في الحرب العسكرية يقف اليمن معكم في الحرب الإعلامية التي تصاعدت خلال هذه الفترة بشكل أكبر، والله معكم والشعب إلى جانبكم، والله غالبٌ على أمره.