أمريكا تدشّـنُ معركةَ التصفيات بين أدواتها.. بقلم/ جميل المقرمي
اغتيال المدعو عبداللطيف السيد بداية لحرب تصفيات ستنفذها أمريكا عبر أدواته المعروفة بالقاعدة.. على مدى الأعوام الماضية يسعى العدوان إلى محاولات خلط الأوراق وتبرئة نفسه ممن تسمى تنظيم القاعدة وداعش.. وذَلك من خلال تصفيات بينية للأدوات، وآخراها وليس بالأخير ما حصل للمدعو عبداللطيف السيد.. والتي يؤكّـد خبراء عسكريون أن السلاح المستخدم في عملية التفجير لا تملكه إلَّا دول معروفة بل ويحرم تجارة مثل هذه الأسلحة.
فالمتتبع لهذه الجماعات التكفيرية منذ نشأتها وطبيعية نشاطها، أصبح على وعي كامل أن القاعدة صناعة أمريكية وأنها الأدَاة التي تسبق أمريكا لاحتلال أي بلد.. وفي اليمن يخوض أبناء الشعب اليمني حرباً ضروس مع القاعدة وداعش التي ارتكبت وترتكب كُـلّ يوم جرائمها بحق أبناء الشعب اليمني..
فمن الذي يدعم هذه الجماعات التكفيرية؟!
هذه الجماعات حظيت بدعم كبير من قبل أمريكا وعبر وكلائها الإقليميين والمحليين، والتي تواجدت وتوغلت في كُـلّ مفاصل الدولة هنا في اليمن، وحظيت بدعم السلطة وعاشت في كنفها.. فقد توغلت القاعدة في مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية ونفذت العديد من الجرائم ومنها تفجير العرض العسكري لقوة الأمن الخاص في ميدان السبعين، وهنا يتساءل الشارع عن الأُسلُـوب وكيف دخل هذا الشخص ليفجر نفسه وسط عرض عسكري؟.. الإجَابَة بكل سهولة أن الأجهزة الأمنية والعسكرية أصبحت مخترقه تماماً، وأصبح أعضاء القاعدة يحضون بدعم وصرفت لهم الرتب العسكرية والرواتب من الدفاع والداخلية إبان النظام السابق، وخُصُوصاً بعد حرب أفغانستان والتي عاد الكثير منهم إلى اليمن وأطلق عليهم في حينه الإرهاب، والتي اتخذت من جبال المراقشة في محافظة أبين مقراً لها لتتوسع وتنتشر في مختلف المحافظات..
وأصبحت الأجواء اليمنية مستباحة لأمريكا متى وكيفما تريد وبإيعاز من المشغل الأم نفذت هذه الجماعات الإرهابية العديد من الأعمال الإجرامية قبيل ثورة ٢١ سبتمبر ومنها مستشفى العرضي ومسجد الحشحوش وبدر وغيرها، والتي راح ضحيتها العشرات من المصلين.. وكذا المرضى في جامع العرضي.
وعقب سيطرة الثوار على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات شاهد الجميع غياب هذه الجماعات وتقلص عملياتها الإرهابية.. والسبب أن هذه الجماعات كانت تعيش تحت كنف السلطة وفي رعايتها.
ومنذ اليوم الأول للعدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن برز هذا التنظيم كأحد القوات والجماعات التي يعتمد عليها تحالف العدوان ويدعمها ويتبني مواقفها.. وتصرف له المدرعات ومختلف الأسلحة ويقيم المعسكرات على مرأى ومسمع من العالم.. الذي كانت طائرته الحامية وَالمساندة والداعمة لكل هذه الجماعات في مختلف الجبهات.. وقد شاهدنا بعض القنوات العالمية وهي تنقل مشاركة هذه الجماعات في معارك العدوان كما حصل مع مراسلة البي بي سي، وَأَيْـضاً الأسلحة الأمريكية التي وجدها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة أثناء تطهير هذه المديريات من هذه الجماعات التكفيرية.
وكما جاء على اعتراف قادتها بمشاركتهم جنباً إلى جنب في إحدى عشرة جبهة لمواجهة من أسموهم الروافض والمجوس.
اليوم وبعد أن اصحبت المناطق المحتلّة ملاذاً أماناً لهذه الجماعات.. التي تحَرّكها كيفما تريد.. وبعد أن قرّرت أمريكا الدخول في معركة احتلال اليمن بشكل مباشر، أوعزت إلى هذه الجماعات التكفيرية التحَرّك لتصفية كُـلّ من يطلقون على أنفسهم قادة ليتسنى لها أن تكون البديل بعد وجود المبرّر للتدخل تحت مسمى مكافحة الإرهاب.. الأمريكي يعرف تماماً أن الشعب اليمني بمختلف فئاته لا يمكن أن يقبل به على الأراضي اليمنية، ولذلك يسعي لخلق الأسباب والظروف المناسبة.. ومنها ما هو حاصل في الجنوب والمناطق المحتلّة من انفلات أمني واغتيالات واختطافات وفوضى عارمة، وانهيار في مختلف المجالات، وبعد أن أصبح المواطن يتمنى من ينقذه من هذا الوضع المزري يكون من كان.. هنا تكون أمريكا قد حقّقت هدفها ولعل انتشار صوراً للجنود الأمريكيين في حضرموت والمهرة وأخيراً السفير الأمريكي عبر طيرانه في قصر المعاشيق.
كلّ هذه الصور المسربة ليست للذكرى وإنما لمعرفة مدى تقبلها وقابليتها في الشارع، وهل ستكون هناك ردة فعل في الشارع ضد هذا الظهور وانتشار هذه الصور على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات.. أما وقد سكت الجميع بل وذهب البعض إلى تبرير هذا التواجد يكون العدوان قد حقّق هدفه المنشود؛ ولهذا يجب على أبناء الشعب اليمني بمختلف فئاته ومكوناته أن يعرف تماماً أن الأمريكيين إذَا دخلوا اليمن سوف يرتكبون أبشع الجرائم والانتهاكات، ولهم في ما حصل بالعراق وأبو غريب عظة وعبرة، وعلى جميع أبناء الشعب اليمني التحَرّك الجاد والمسؤول لطرد هذه الأدوات التي زرعت في خاصرة الأُمَّــة.
وعلى الجيش واللجان الشعبيّة إعطاء الإشارة إلى أبناء المناطق المحتلّة أنهم جنباً إلى جنب مع كُـلّ الأحرار في معركة التحرّر والاستقلال وعدم ترك الساحة مهيأة للأمريكان..