المرتباتُ أوقف صرفَها العدوان ورهانُه عليها خاسر.. بقلم/ منير الشامي
ظلت قيادة صنعاء تصرف مرتبات كُـلّ موظفي الدولة حتى شهر سبتمبر 2016م ولولا مؤامرة العدوان بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن لما توقف صرفها إطلاقاً، وقد تعمد العدوان تنفيذ هذه المؤامرة لرفع معاناة الموظفين وتعطيل مؤسّسات الدولة ولكي يقطع تدفق إيرادات النفط والغاز إلى الخزينة العامة للدولة؛ كونها المصدر الرئيسي لتغطية بند المرتبات وبنسبة كانت تصل إلى 90 % وحتى يتمكّن أَيْـضاً من تدمير القوة الشرائية للعملة الوطنية بشرعنة طباعة مئات البلايين منها فتصبح قيمتها الشرائية لا تساوي قيمة الحبر الذي عليها تنفيذاً لتهديد ووعيد السفير الأمريكي في مفاوضات الكويت، وفعلاً نجح في تحقيق ذلك إلا أنه لم يكتفِ عند هذا الحد، بل حاول بعد ذلك استثمار جريمته بنقل البنك والسيطرة الكاملة على الموارد السيادية لليمن أن يلصق وزر جريمة وقف صرف المرتبات وتضاعف معاناة الشعب بقيادة صنعاء وأنها من أوقفت صرفها وأنها سببُ معاناة الشعب عبر حملة إعلامية صاخبة لبث الشائعات الكاذبة لم تتوقف حتى اليوم في محاولة يائسة لاختراق الجبهة الداخلية المواجهة للعدوان ولإثارة 85 % من موظفي الدولة ضد قيادتهم الصادقة والمخلصة، ولزعزعة الاستقرار الداخلي في المحافظات الواقعة تحت سلطة صنعاء إلا أنه فشل في ذلك خلال ثماني سنوات متواصلة.
ولن ينجح في ذلك أبداً لا اليوم ولا بعد قرن من الزمان لسبب رئيسي هو أنه نفذ مؤامرته بنقل البنك أمام الشعب اليمني خطوة خطوة، وبالتالي يستحيل أن يستبدل الحقائق التي شهدها كُـلّ يمني بِشائعاته الكاذبة التي تروجها أبواقه والشعب يعرف زيفها ومصدرها والهدف منها ليس؛ لأَنَّه يثق في قيادته فحسب بل؛ لأَنَّه يعلم جيِّدًا الحقائق التالية:-
1- المرتبات لم تتوقف إلا بعد مؤامرة نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن؛ بهَدفِ وقف صرفها وحرمان الموظفين من حقوقهم؛ مِن أجلِ محاولة إثارتهم وشحن احتقانهم ضد قيادتهم.
2- بند المرتبات يتم تغطيته من إيرادات النفط والغاز وبنسبة 90 % ويعلم أَيْـضاً أنه توقف صرف المرتبات بعد مؤامرة نقل البنك إلى عدن، وأن حقول النفط والغاز تحت سيطرة قوى العدوان ومرتزِقته، ولعلمه بهذه الحقائق يستحيل أن ينخدع بالشائعات التي يروجها أبواق العدوان ومرتزِقته لا اليوم ولا بعد ألف سنة.
3- تحالف العدوان ومرتزِقته لم يفوا بالتزامهم باستمرار صرف المرتبات بعد نقل البنك ولم يفوا بالاتّفاق الذي قضى بتخصيص إيرادات الموانئ التي تحت سيطرة حكومة المرتزِقة وميناء الحديدة لسداد المرتبات بينما وفت قيادتهم وخصصت إيرادات ميناء الحديدة لسداد المرتبات وتقوم بتجميعها وصرفها كلما بلغت الحد الذي يكفي لصرف نصف مرتب.
4- أنهم شهدوا حرص قيادتهم على رفع المعاناة عن كاهلهم وصدقها في حمايتهم والدفاع عنهم وتمثيلهم والمطالبة بحقوقهم، والدليل على ذلك أنها قبلت الدخول في هدنة مقابل منح الشعب استحقاقاته الإنسانية وفي مقدمتها صرف المرتبات وهذه استحقاقات إنسانية لا يحرم منها أي شعب يعتدى عليه ولم يحرم منها إلا الشعب اليمني، فلم تشترط قيادتنا شروطًا صعبة أَو شروط الطرف الأقوى كعادة الحروب، وهي في موقعه والعالم يدرك هذه الحقيقة فعلاً، وكان يحق لها أن تضع شروط المنتصر إلا أنها لم تفعل ذلك لحكمة بالغة؛ بسَببِها زاد الشعب معرفةً ويقيناً بأن تحالف العدوان هو من يتعمد مضاعفة معاناته واستمرارها ويرفض صرف مرتباته من إيرادات نفطه وغازه المحتجزة في البنك الاهلي السعوديّ، خُصُوصاً وهو يشاهد ويسمع الأمريكي منذ عام ونصف يقول: “إن مطالب صرف المرتبات شروط مستحيلة و غير ممكنة” وهو أيسر الأمور وأسهلها تنفيذاً؛ لأَنَّه لا يمثل عبئًا على أية دولة من دول العدوان، بل هو من ثروة الشعب وحقوقه المحتجزة ولا يحتاج سوى تحويل الرصيد من البنك الأهلي السعوديّ إلى البنك المركزي بصنعاء، فهل هناك أيسر من هذه الخطوة؟
هذه بعض الحقائق التي يعلمها الشعب اليمني وغيرها الكثير التي تجعلنا نقول بكل ثقة للسفير الأمريكي والمبعوث الأممي وللطرف السعوديّ وللمرتزِقة: “إن المستحيل هو نجاحكم في إثارة يمني واحد ضد قيادته أَو زعزعة صمود الشعب أَو النيل من وحدة جبهته الداخلية فذلك هو المستحيل بعينه، أما صرف المرتبات ومنح الشعب استحقاقاته فهو أسهل من شرب كوب ماء، وستنتزعها قيادتنا منكم شئتم أم أبيتم، إما عبر طاولة المفاوضات أَو عبر صواريخنا والمسيَّرات؛ فحبل الكذب قصير، واحذروا غضبَ من طال حلمه إذَا نفِدَ صبره.