صنعاءُ في رحابِ “حليفِ القرآن”.. بقلم/ إلـهام الأبيض
صنعاءُ في رحابِ “حليفِ القرآن”
إلـهام الأبيض
مشهد يقشعر منه الأبدان، شعب بما أنعم الله عليه من الإيمان والحكمة، كأنهم سيول متدفقة في كُـلّ أنحاء الجمهورية اليمنية، في رحاب الشهيد زيد بن علي -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- تقيم العزاء، وتتعهد بالوفاء والتأكيد على الثبات والصمود أمام الباطل وأهله، إنها ليست مناسبة طائفية، بل إحياء لتاريخ أهل البيت من جديد، وإعادة سيرتهم وتبيين مظلوميتهم، التي غيَّبها العدوّ من سابق الأزمان.
اليمن كانت وما زالت شعبًا وقـادة تحيي كُـلّ ذكرى خلّدها التاريخ عن أهل بيت النبوة عليهم السلام، بطريقتها الخَاصَّة المتفردة على العالم العربي، ليعلم العالم إنها اليمن على مر العصور هي الدولة العربية الإسلامية المرتبطة بآل بيت رسول الله “صلوات الله عليهم أجمعين”، ورغم الظروف التي تمر بها اليمن ويمر بها الشعب اليمني وهو يواجه غزاة معتدين يحملون وحشية الشمر وحقد عبيدالله بن زياد وطغيان واستهتار يـزيد، واستكبار هشام الطاغي الباغي، إلا أنه خرج الشعب كُـلّ الشعب وفي مقدمة الصفوف القادة في مسيرات حاشدة غير مسبوقة حبًا وولاءً لرسول الله وأهل بيته – عليهم صلوات الله وسلامه-.
وليس الكلام محصورا على صنعاء فقط؛ فـ ذكرى استشهاد الإمَـام زيد بن علي، أحياها الشعب اليمني في كُـلّ بقاع أرض اليمن، في كُـلّ المحافظات والمناطق خرج الجميع في المسيرات التي أقيمت لإحياء ذكرى استشهاد الإمَـام زيد بن علي -عَلَيْـهِ السَّلَامُ-، ومنها تكون رسالة شعب اليمن للعدو، أن اليمن ليست محط تجارب لجرائمهم من جديد، وما دام اليمنيون متمسكين بالولاء الصادق الطاهر البين الحقيقي لله ورسوله وآل البيت فهو الغالب وهو حزب الله المنتصر على هشام العصر، وخيارنا هو خيار الإمَـام زيد الثائر ضد الباطل، وإن دم زيد بن علي يسري في كُـلّ عرقٍ من أبناء الشعب اليمني، وكل العالم يشهد أن اليمن هي أكثر الشعوب ارتباطا وثيقًا بأهل البيت عليهم السلام، يؤكّـد الشعب اليمني اليوم أن نهج زيد هو نهج الشعب اليمني.
في مواجهة هذا الواقع السيء نحتاج إلى أن نعود من جديد إلى مدرسة الأنبياء إلى مدرسة العُظماء والهُداه من أهل بيت النُبوة إلى مدرسة أعلام الحق والحُرية، إلى مدرسة الإمَـام زيد بن علي -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- وإلى كُـلّ الأحرار والشُرفاء والمُصلحين الذين أحيّوا في الأُمَّــة روح المسؤولية، علّمونا أن نقف مهما كان حجمُ الظروف أن نُقدم التضحيات مهما كانت؛ أن لا نقبل نهائيًّا بالاستسلام والإذعان، أن نتصدى للشر والمُنكر والطغيان والظُلم، والجور والوقوف أمام الدول المُستكبرة.
اليوم قوى الطُّغيان مجتمعة في هذا الزمن قوى الطُّغيان والشر والظُلم والجور من داخل أمتنا من المحسوبين على المُسلمين تحت الراية الأمريكية والإسرائيلية عبيد وخدم وعُملاء ومرتزِقة ومنافقين يتحَرّكوا مجتمعين لتدمير المنطقة واستعباد الشعوب وقهرها وإذلالها، من خلال عودتنا لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، نعود إلى الإمَـام زيد بن علي -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- له حضوره البارز والفاعل في التاريخ الإسلامي، في كُـلّ المجالات؛ فهو واحد من عُظماء أهل بيت النبوة الكاملين الذين أبرزوا عظمة الإسلام ومشروعه الحضاري وقدموا الإسلام دينًا ودولة، لقد قدم الإمَـام زيد بن علي “-عَلَيْـهِ السَّلَامُ-” الإسلام مشروع سمو، أخلاق، كرامة، عدالة، وجسد مبادئه قولاً وعملاً وسلوكاً، وأرسى دعائم الحق والعدل والقسط في ربوع اليمن حتى قال -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- كلمته المشهورة:- “والله لئن أطعتموني لما افتقدتم من رسول الله إلا شخصَه إن شاء الله”، ولقد كان كما قال.
نحنُ اليوم في حاجة إلى هذه المبادئ والقيم القرآنية إلى هذه الروح وإلى هذه العزيمة والشموخ، إلى القيم العظيمة، إلى هذا الإيمان، والوعي لنتحَرّك به في مواجهة هذه التحديات والأخطار ومن أهم الأخطار لاشك الخطر الإسرائيلي والأمريكي وأدواتهم والأحداث التي يشهدها بلدُنا اليمن.