اللا ممكن: رفاهيةُ السعوديّة مع حرمان اليمن.. بقلم/ أحمد عبدالوهَّـاب الشامي
“أوجه التحذير الجاد لهم، لا يمكن أن نسكت ولن نسكت تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته واحتلال بلدنا وحالة العدوان والحصار”..
هكذا خاطب السيـد القائد تحالف العدوان في كلمته بمناسبة ذكرى استشهاد الإمَـام زيد (ع).
فبعد مضي تسعة أعوام عانى الشعب اليمني فيها من عدوان، أقلِّ ما وصف عنه توصيف الأمم المتحدة “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، إلا أنه ومنذ عام ونيف عُلِّقت الآمال على الوساطة العُمانية وخفض التصعيد القائم، لكن سياسة الطغيان الأمريكية والتبعية السعوديّة الإماراتية لها جعل رأسَ عملية السلام ينصدم بسقفٍ متدنٍّ، وبعد الفشل في الحسم العسكري اتجه التحالف إلى الخطة “ب” والتي تقتضي خفضَ التصعيد عسكريًّا، مع استمرار الحصار والتجويع وحرمان الشعب اليمني من المرتبات والثروات.
تعويلُ الرياضِ على إبقاء الحال على مَـا هو عليه والمماطلة في المفاوضات دون الوصول إلى تطورات إيجابية أَو معالجات للإجراءات الظالمة باتت غير ممكنة، خُصُوصاً مع تواصل النهج العِدائي ضد الجمهورية اليمنية والسعي لتفكيك البلد.
قدّم السعوديّ بعضَ الإجراءات الخَجُولة نحو إيقاف الحرب، بفتح رحلات محدودة وَوجهة وحيدة لمطار صنعاء، ورفع بعض المحدوديات على ميناء الحديدة، في حين كان المفترض أن يُقْدِمَ على رفع الحصار عن مطار صنعاء وَميناء الحديدة كليًّا؛ كون ذلك يندرجُ في المِلَفِّ الإنساني، والذي يعتبر مفتاحَ السلام في اليمن.
ظن التحالفُ السعوديّ بأنه -بإطالة مدة الهدنة المؤقتة أَو خفض التصعيد- سينجح في إدارته للحرب اللا محسوسة، عبر مواصلة الحصار، وقطع المرتبات والتجويع، وتوجيه السخط نحو الداخل، وإثارة الفتن تحت مختلف العناوين؛ لينأى بعدها بنفسه عن التبعات والالتزامات نتيجة عدوانه الظالم، غير أن ذلك بات في خانة اللا ممكن؛ وهو ما أورده السيـّد القائد في خطابه.
وفي حين ظن الكثير أن طول المدة كانت في صالح التحالف السعوديّ لم تغفل القوات المسلحة اليمنية عن ذلك، بل استغلتها لتطوير القدرات العسكرية.
“لا يمكن أن يعيش السعوديّ في أمن ورفاهية وتحريك للاستثمارات في نيوم وغيرها، ثم يتسبب باستمرار الحصار والمعاناة والبؤس في واقع شعبنا” والكلام بين القوسَينِ للقائد.
والمحصِّلَةُ عدمُ اجتماع النقائض؛ فالرفاهيةُ وَالاستثمار وَنيوم واستقطابُ أفضل لاعبي العالم مع استمرار الحصار وَالعدوان والتجويع والحرمان للشعب اليمني أصبح غير ممكنٍ؛ فبقاء الحال من المُحَال!