الإمَـامُ زيد.. ملحمةٌ جهاديةٌ خالدة.. بقلم/ محمد الضوراني
في ذكرى استشهاد الإمَـام زيد بن علي -عَلَيْهِ السَّلَامُ- حليف القرآن علم من أعلام الهدى من آل البيت الأطهار، الإمَـام زيد -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ملحمة جهادية بطولية خالدة تجسدت فيه وفي أعماله وفي أقواله وفي توجّـهاته الصحيحة ومواقفه المشرفة مع الحق وضد الباطل وضد الضالين والمنافقين والظالمين في ذلك العصر الممثل بهشام بن عبد الملك الذي عمل على أن يكون حكمة للناس بالظلم والباطل والفساد والانحراف، كان الإمَـام زيد شوكة في حلوقهم وميزان الحق في ذلك العصر الذي ساد فيه الظلم والجبروت والضلال والانحراف الثقافي والأخلاقي وغيرها.
الإمَـام زيد رفض العبودية لغير الله ووقف شامخاً في مواجهة التحالف الكبير بين أهل الباطل ضد المدرسة المحمدية التي تجسدت في الإمام علي -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ومن بعده الإمام الحسن والإمام الحسين -رضوان الله عليهم- وامتدت هذه الحركة الجهادية التحرّرية الحركة التي حافظت على الأُمَّــة من السقوط في براكين الضلال والانحراف واستمرت عبر الأجيال جيلاً بعد جيل، وحفظها الله لتكون نواة لمشروع يوحد هذه الأُمَّــة ويجعل منها أكثر قوة وتماسكًا في مواجهة الباطل وحزب الباطل وأنصار الباطل.
نحن اليوم في أمس الحاجة للنماذج المحمدية، للنماذج من الصادقين الأبرار، الصادقين في إيمانهم، الصادقين في توليهم لله وللرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- الصادقين في ولايتهم للإمام علي -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، نحن اليوم نعيش بركات ونتائج ثورة الإمَـام زيد -عَلَيْهِ السَّلَامُ- التي تجسدت في هذا الشعب وفي المناطق الحرة ثورة فيها البصيرة وفق هدى الله، فيها القضية الحق والعدل، فيها القيادة الصادقة والمتحَرّكة وفق هدى الله وتتجسد في ثورة الأحرار من سبقوهم في الجهاد والاستشهاد، واستمرت خالدة وانتقل إلينا رونقها وبريقها وحفظت الأُمَّــة الإسلامية من حالة الاستسلام والخضوع للمشاريع التي جاءت بعيدة عن منهج الله وعن أوامر الله وعن القرآن الكريم، مشاريع جاءتنا من أعداء الله وأعداء رسوله صلوات الله عليه وعلى آله.
الإمَـام زيد رفض كُـلّ المشاريع التي عمل على نشرها كثقافة بين أبناء هذه الأُمَّــة، مشاريع تنحرف بالأمَّة عن الحق وعن الاستقامة وعن السلامة من عذاب الله، فقدم نفسه رخيصة في سبيل الله وللحفاظ على الدين وعلى طريق الهداية والاستقامة لهذه الأُمَّــة.
إن الإمَـام زيد بن علي -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ثورة صحيحة وثورة ارتعب منها وخاف منها أعداء الأُمَّــة وأعداء الدين ارتعب منها الضالون والمنحرفون والفاسدون، أرعبهم بقوة إيمانه، أرعبهم ببصيرته التي امتلكها من كتاب الله وكان حليف القرآن قولًا وعملًا وجهادًا، قال الإمَـام زيد لشدة ارتباطه بالله من خلال فهمه لكتاب الله: “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”، هذا الكتاب القرآن الكريم كتاب هداية ودستور حياة وجهاد ومسيرة عمل، لا بدَّ أن يتجسد فينا كأمة مسلمة تعي أوامر الله وتفهم توجيهات الله وتفهم واجباتها ودورها في إصلاح الأُمَّــة وحمايتها من الانحراف الذي يعمل عليه أعداء الله ليبعدونا عن الله ويبعدونا عن دين الله وعن أعلام الهدى من عباد الله الصادقين، نحن اليوم نجد أن من تحَرّك في نفس مدرسة الإمام علي -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ومن بعده الإمام الحسن والحسين وزيد -عليهم السلام- هم من حفظوا ماء وجه هذه الأُمَّــة؛ لأَنَّهم فهموا دورهم ومهامهم وما يتطلب منهم القيام به في نصر دين الله ورفض الضلال ورفض الظلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتجسيد دين الله قولاً وعملاً وجهاداً.
الإمَـام زيد قال البصيرة البصيرة ثم الجهاد، سلام الله على الإمَـام زيد وعلى ثورته وعلى جهاده وعلى مشروعه القوي مشروع الحرية والاستقلال، مشروع الأُمَّــة جيلاً بعد جيل.