وضعُ المرتبات قبل دخول أنصار الله صنعاءَ.. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
خلالَ السنوات التي حكم فيها عبدربه منصور بالمشاركة مع حزب “الإصلاح”، عايشت شخصيًّا تجربةً متعلقةً بموضوع المرتبات، فقد كُنت أعمل في إحدى مؤسّسات الدولة الرسمية، وكنا كموظفين نستلمُ مرتباتِنا في آخر يوم من الشهر، وبعد أن وصل عبدربه إلى الحكم عن طريقِ الاستفتاء المشبوه، بدأ موظفو الدولة يقلقون من أن يأتيَ يومٌ لن تستطيع الدولة فيه دفعَ المرتبات برغم وجود البنك في صنعاء وعدم وجود حصار على البلاد أَو عدوان، وكان سبب قلق الموظفين هو التصريحات الرسمية التي كانت تصدر عن عبدربه بصفته رئيساً ومن رئيس الوزراء آنذاك (باسندوة) عن الوضع المالي والاقتصادي السيئ للدولة؛ بسَببِ انحسار الإيرادات، وقطع الطرق الرئيسية، والأوضاع الأمنية المزرية؛ ونتيجة لذلك كانت الجهاتُ الحكوميةُ تتسابقُ في إنجاز (شيكات) المرتبات حتى تستلمَ مرتباتها من البنك المركزي قبل الجهات الأُخرى؛ خوفا من عدم كفاية الأموال المحفوظة في البنك، ووصل التسابُقُ إلى أن تقومَ بعضُ الجهات بتجهيز شيكات المرتبات يوم عشرين من الشهر، في مخالفة واضحة للقانون، والجهة التي أعمل فيها كانت تنجز الكشوفات يوم 20 من الشهر، في محاولة من الجهات الحكومية لامتصاصِ خوف موظفيها وقلقهم.
وكنا نرى ونسمع عبدربه معظمَ الأحيان يناشد الدول الشقيقة لتقديم مساعدات طارئة؛ لمواجهة موضوع المرتبات، وكان يقومُ بزيارات إلى الخارج والشعب ينتظر الإعلان عن مقدار الأموال التي جمعها عبدربه خلال زيارتِه؛ ليتنفس الموظفون الصعداء ويضمنون مرتباتهم ذلك الشهر، وفي الشهر الذي يليه تعود البلاد إلى الوضع الحرج، لينتظر اليمن مساعدة أُخرى من دولة أُخرى، وأصبح المسؤولون الحكوميون متسولين على أبواب الجيران، وكلما حصلت اليمن على مساعدة جديدة قدمت للجيران ولأمريكا تنازُلًا سياديًّا جديدًا، وفي الأيّام الأخيرة لمرحلة عبدربه حاول رفعَ سعر البترول لمواجهة الأوضاع الاقتصادية والمالية السيئة التي تمر بها حكومته برغم وجود البنك المركزي في صنعاء ومطارات وموانئ اليمن مفتوحة.
واليوم يحاولُ المرتزِقةُ -استجابةً لوجهة نظر أمريكا- تسويقَ أن حكومة صنعاء تسرِقُ المرتبات، ونسَوا أن حكومةَ صنعاءَ كانت تدفعُ المرتبات حتى تم نقلُ البنك المركزي إلى عدن، ولو كانت لدى حكومة صنعاء نيةٌ لمنع المرتبات عن موظفي الدولة لكان من البديهي أن تمنعَ صرفَ المرتبات من أول يوم دخل فيه أنصارُ الله صنعاء، وهذا يدحَضُ تقوُّلاتِ المرتزِقة في موضوع المرتبات.