الإمامُ الهادي -عليه السلام-: (إنها لَسيرةُ محمد أَو النار).. بقلم/ عبدالقوي علي أبو هاشم
عُرف الإمام الهادي بغزارة علمه وعبادته وشجاعته، وقد قضى حياتَه جهادًا في سبيل الله، آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، ناشرًا للحق بلسانه ومواجهًا للظالمين بسيفه لا تأخذه في الله لومة لائم، ومدافعًا عن اليمن واليمنيين الذين وقفوا معه مناصرين له ضد فتنة القرامطة التي تحَرّكت في تلك الفترة؛ لترتكبَ أبشع المنكرات في اليمن وفي غير اليمن.
وبفضل جهاده دَفَعَ الله عن اليمن ذلك البلاء وتلك المنكرات بعد عشرات المعارك التي خاضها معهم، واستمر الإمام الهادي ومن هم امتدادٌ له من أعلام الهدى لأكثرَ من ألف عام، وهذا يُعبر عن علاقةِ شعبنا وارتباطه بأعلام الهدى وبهُــوِيَّته الإيمانية.
وفي هذا السياق، ندين تغييب تاريخ هؤلاء العظماء من تاريخ هذا الشعب، ومن وسائل الإعلام، ومن مراكز البحوث والدراسات، حتى أن الكثير من أبناء شعبنا لا يعرفون عن ذلك.
من نِعم الله علينا أننا اليوم نُحيي ذكرى ثورة الحسين ونحن في الواقع نحيي منهجَه في الثورة على الطغيان، ونحيي ثورةَ الإمام زيد ونحن نسلُكُ مسلكَه، ونثورُ على الظلم كما ثار، ونواجه كما واجه.
نحتاج إلى الثبات على الموقف رغم كُـلّ المؤامرات والتخاذل، ذلك الثبات الذي سطّره الحسين بقوله: (لا واللهِ لا أعطيهم بيدي إعطاءَ الذليل، ولا أُقِرُّ إقرارَ العبيد)، وسطّره زيد بقوله: (لو لم يخرج معي إلا ابني يحيى لقاتلتهم)، وسطّره الهادي بقوله: (إنها لسيرة محمد أَو النار)، ونحتاجُ اليوم للبصيرة والجهاد.