استمرارُ التظاهرات في عدن و “الأزمات الدولية” تتوقَّعُ تصاعُدَ حدتها في باقي المحافظات المحتلّة بسبب تدهور المعيشة
المسيرة: متابعات:
تواصلت، أمس الجمعة، موجةُ الاحتجاجات الشعبيّة الغاضبة في مدينة عدن المحتلّة؛ جراء التدهور المُستمرّ للوضع المعيشي وانهيار الاقتصاد والخدمات؛ بفعل سياسات الحرب الاقتصادية التي تمارسها قوى العدوان ومرتزِقتها.
وذكرت مصادر متعددة، أمس الجمعة، أن ”محتجين غاضبين قطعوا الشوارع المؤدية إلى قصر المعاشيق؛ تنديداً بانقطاع التيار الكهربائي والانهيار الاقتصادي”، في حين تستمر الاحتجاجات التي بدأت منذ أَيَّـام دون توقف.
وفي سياقٍ متصلٍ، توقَّعَ تقريرٌ دولي، أمس الجمعة، ارتفاعَ حدة الانتفاضة الشعبيّة التي تشهدها مدينة عدن المحتلّة، واتساع رقعتها، لتشمل عدداً من المحافظات والمناطق الجنوبية والشرقية؛ جراء تردي خدمة الكهرباء وتفاقم الظروف المعيشية، محذرًا من اشتباكات وأعمال عنف واستخدام للقوة قد تواجَه بها هذه الاحتجاجات الغاضبة.
وأكّـدت مجموعة الأزمات الدولية، في تقرير صادر عنها، أمس الجمعة، أن “من المرجح أن تشهد عدن المحتلّة المزيد من الاحتجاجات المندّدة بتدهور الظروف المعيشية، حتى أواخر أغسطُس الجاري”، مضيفة أنه “لا يزال من المحتمل حدوث المزيد من الاحتجاجات المندّدة بانهيار الاقتصاد وانقطاع التيار الكهربائي خلال الأيّام القادمة”.
ورجحت المجموعة أن يستمر انقطاع التيار الكهربائي في التأثير على أجزاءٍ من محافظة عدن المحتلّة، على المدى القصير؛ وهو ما لا يمكن معه استبعاد حدوث تظاهرات ذات صلة في المدينة أَو أية مناطق محتلّة أُخرى تعاني من انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيّام المقبلة.
وبيّن التقرير أنه من الممكن حدوث اضطرابات في النقل والأعمال في المناطق الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان، في ظل محاولات ميليشيا الاحتلال تفريق المتظاهرين بالقوة.
وشهدت مدينة عدن المحتلّة، أمس الجمعة، لليوم الرابع على التوالي احتجاجاتٍ شعبيّةً واسعةً؛ للتنديد بتردي الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء، وتفاقم ظروف المعيشية، حَيثُ قام المتظاهرون بإحراق الإطارات وقطع الشوارع، فيما استخدم ميليشيا الانتقالي الذخيرة الحية لتفريق الاحتجاجات؛ ما أَدَّى إلى سقوطِ جرحى، كما فرض المجلس الموالي للاحتلال الإماراتي حظر التجول، وشن حملة ملاحقات واعتقالات طالت عدداً من المحتجين.
وأشَارَ تقرير مجموعة الأزمات الدولية إلى أنه ومنذ فترة طويلة عانت المحافظات الجنوبية المحتلّة من النقص المتكرّر في الطاقة والمياه والوقود، كما أَدَّى انخفاض قيمة الريال اليمني على المدى الطويل في المناطق التي يسيطر عليها تحالف العدوان إلى ارتفاع التضخم وتفاقم السخط الشعبي.
إلى ذلكَ، اتهم الحِراكُ الجنوبي، أمس الجمعة، ميليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي التابع للاحتلال الإماراتي، بقتل أبناء عدن، بالسلاح الإماراتي، وذلك في إطار قمع الانتفاضة الشعبيّة والاحتجاجات الغاضبة المندّدة بانهيار الوضع المعيشي والاقتصادي وغياب الخدمات وعلى رأسها الكهرباء.
وفي تصريحٍ لقناة المهرية الموالية للعدوان، أمس الجمعة، قال رئيسُ المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري، مدرم أبو سراج: “إن ميليشيا المجلس الانتقالي تقتل أبناء عدن بسلاح إماراتي”، مبينًا أن “الانتفاضة الشعبيّة التي تشهدها عدن، نتاج طبيعي لانهيار الخدمات وانتهاكات مرتزِقة الاحتلال الإماراتي المنضوين ضمن ما يسمى المجلس الانتقالي”.
وَأَضَـافَ القيادي الحراكي أبو سراج، أنه كانت هناك احتجاجات في عدن؛ مِن أجل تحقيق مطالب الخدمات، لكنها حَـاليًّا تحولت إلى غليان وانتفاضة شعبيّة.
من جانبٍ آخر شهدت مدينة عدن، أمس الجمعة، توتراتٍ أمنيةً وعسكرية وانتشارًا عسكريًّا غير مسبوق لمرتزِقة الاحتلال، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبيّة المندّدة بانهيار الخدمات الأَسَاسية والمطالبة برحيل تحالف العدوان وحكومة الفنادق والانتقالي.
وأفَادت مصادر محلية، بأن المئاتِ من ميليشيا الانتقالي على متنِ مدرعات عسكرية، انتشروا، أمس الجمعة، في معظم شوارع المدينة، حَيثُ قاموا بنصبِ نقاط تفتيش، في محاولةٍ لقمع الاحتجاجات الغاضبة.
وكانت ميليشيا الانتقالي قد أطلقت الرصاصَ على المتظاهرين، أمس الأول؛ ما أسفر عن مقتل وجرح 13 شخصًا، كما شنت حملة اعتقالات طالت العشرات من المحتجين.