نحن لا نأمن غدر أولئك الظالمين والغادرين والمعتدين
محمد فايع
كما هو واضحٌ وكما يؤكّد الكثيرُ من المهتمين والمتابعين بأن تحالُفَ قوى العُـدْوَان الأمريكي السعودي وأدواته ومرتزقته في الداخل والخارج سيواصلون محاولاتِها لتأجيج الخلافات بين القوى المواجهة للعُـدْوَان وخاصّة بين المؤتمر وأنصار الله لإضعافهما بعد دخول “عاصفة الحزم” عامها الثاني دون تحقيق النتائج التي انطلقت من أجلها.
السيد عبدالملك في خطابه عشية 26 من مارس 2016 كشف تلك المساعي ودعا الجميع إلى التحرك وتفويت الفرصة على تلك القوى وإلى ما فيه إفشال كُلّ المخططات العُـدْوَانية القادمة إعلامياً وتحت عنوانينَ سياسية وحوارية وغيرها التي يسعى صناعها إلى تفكيك الجبهة الداخلية وإضعافها، محذراً من الغفلة وعدم الركون إلى تلك الأطراف والقوى الظالمة والباغية وأدواتها في الداخل والخارج، وأن المهم في هذه المرحلة الانتباه والحذر من الغفلة، حتى في مثل هذا الجو الذي يدور فيه الكلام عن الحوار، فنحن لا نأمن غدر أولئك الظالمين والغادرين والمعتدين، ويجب أن نكون على مستوى عال من الحذر واليقظة والانتباه، وان يعمل الجميع من مختلف المكونات في كُلّ الجهات والجبهات إلى دراسة آليات للعمل المشترك والفعال، لمواجهة العُـدْوَان.
لقد سعت قوى البغي والشر والإجرام من البداية إلى إثارة الخلافات الداخلية داخل جبهة القوى المتماسكة والمناهضة للعُـدْوَان، وحرصت على تغذية المشاكل والنزاعات والخلافات، وحرصت وما زالت تحرصُ وتسعى إلى أن تدفع بالبعض ليتحرك ضمن أولويات أخرى.
وعليه فإن الجميعَ مدعوون إلى العمل والتحرك الموحد والفعال من أجل تحصين الجبهة الداخلية ومواجهة حالة الاستقطاب الذي ينشط فيه العدو والذي يعتمد على الإغراء تارة وعلى الترهيب تارة أخرى، كما يعمل على توظيف للمشاكل الداخلية.
إن من ينجر لتلك الدعوات وتلك المسارات هم من ضعاف النفوس، وضعاف الإيمان وضعاف الهوية، وضعاف الإحساس بالانتماء، وضعاف الإحساس حتى بالإنْـسَـانية وبالضمير، فالذين يتمكن العدو من استقطابهم ويجعل منهم العدو أدوات داخلية ضد أبناء شعبهم، يصنفون في عداد المرتزقة، أولئك هم الذين سيكتبهم التأريخ، عملاء ويخلد ذكرهم خونة وقفوا مع الأجنبي كما فعل التأريخ مع الذين من قبلهم فيما مضى من التأريخ.
إن مسؤوليتنا في الدرجة الأولى، وواجبنا قبل كُلّ شيء، وأولويتنا قبل كُلّ الأولويات كشعب يمني مظلوم مستهدف بهذا المستوى من الاستهداف، وكقوى حرة صامدة، هي التصدّي للعُـدْوَان كخطر كبير على البلد لا يساويه خطر آخر، وعلى هذا الأساس يجبُ علينا جَميعاً التوحُّد والحفاظ على وحدة الموقف ووحدة الكلمة، والاتجاه هذا الاتجاه، لتعزيز التفاهم، واعتماد آليات عملية وفعالة، للعمل المشترك، فنحن أقوياء بوحدتنا هذه، وبتحركنا جَميعاً في الموقف الذي يستهدفنا جميعا، ويستهدفُ بلدَنا جميعَه.