القـرصـنـةُ الأمريكـيـةُ عـلـى الـيـمـن
رحـاب الـقـحـم
في ذروةِ الابتزاز الإنساني، والقرصنة الأمريكية على مرتبات الموظفين، تُحضِّرُ الأممُ المتحدةُ لمؤتمر جديد في نيويورك؛ لتمويل منظماتها ومشاريعها تحت مسمى “دعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن“، غير أن المساعدات في القاموس الغربي كالاستحقاقات الإنسانية لا بد أن تخضعَ للحسابات السياسية ومصالح الدول الكبرى، والآمال لإيصال الغذاء والدواء للجوعى والمرضى تكاد تنعدم؛ لترتفعَ مؤشرات الفقر والبطالة، وما يزيد الطين بلةً هو تقليصُ برنامج الغذاء العالمي للمساعدات تحت ضغط الدول المانحة الرئيسة التي تعد الأكثرَ انغماساً في تعميق أزمة اليمنيين، والأكثر تمسكاً باستمرار العدوان والحصار، وفي الطليعة السعوديّة والإمارات ومن خلفهما أمريكا.
الولايات المتحدة تصر على تعزيز حضورها في محافظتَي حضرموت وشبوة، وبسط هيمنتها على السواحل والموانئ اليمنية، ولتهيئة الأجواء لتقبل وجودها الاستعماري استعرضت سفارتها عبر مقطع فيديو أنشطة السفير “ستيفن فاجن” ولقاءاته المخالفة للقوانين والأعراف الدبلوماسية واصفةً زيارته إلى سيئون بالتاريخية، والتاريخ هنا لن يرحمَ العملاء والخونة، من سياسيين أَو عسكريين وقفوا أذلاءً كما لو كانوا طلاباً في المرحلة الأَسَاسية؛ لتلقي التعليمات والموجِّهات من مجنَّدة أمريكية؛ ليكونوا عوناً للأمريكان على تدنيس الأرض وانتهاك السيادة الوطنية.
على خط المواجهة، أولوياتٌ خمسٌ لا بدَّ من تعزيزها وترسيخِها، يؤكّـد الرئيسُ المشاط، مواجهةَ العدوان وتحصين الجبهة الداخلية، والعمل على إصلاح مؤسّسات الدولة وتحقيق النهضة في الزراعة والتصنيع المحلي؛ ليستندَ البلدُ إلى ركنٍ شديدٍ؛ لاستكمال معركة التحرير الشاملة.
معركة كبرى يخوضها المجلس السياسي الأعلى لانتزاع حقوق الشعب اليمني، وفرض السيادة والاستقلال على كامل أراضي الجمهورية اليمنية، وأي تناول خارج هذا الإطار فَـــإنَّما هي محاولاتٌ يتبناها الطابورُ الخامسُ؛ لتكريس مخطّط التمزيق، والالتفاف على القضايا والاستحقاقات الإنسانية كقضية المختطَفين والمخفيين قسرياً، التي تعودُ إلى الواجهة من جديد بمؤتمر صحفي استعرض أبشعَ جرائم الخطف والتعذيب حتى الموت في سجون المرتزِقة ومشغليهم، ورغم البُعد الإنساني لهذه القضية إلا أن تحالفَ العدوان يصر على جَرِّها إلى ميدانِ السياسة واستغلالها لضربِ النسيج الاجتماعي وتماسك الجبهة الداخلية، على أن الانتصارَ لحقوق المئات من الضحايا وذويهم يكرس مشروعية المسألة ويؤكّـدُ مبدأَ عدم الإفلات من العقابِ، الذي تخلت عنه الأمم المتحدة وهيئاتها تحت الضغط الأمريكي؛ لتترُكَ البابَ موارباً لمزيدٍ من الجرائم والانتهاكات في اليمن.