كيف كان وضعُ الأمن اليمني قبل ثورة ٢١ سبتمبر؟!
محمد الموشكي
الأمنُ وما أدراكَ ما الأمن ووضع الأمن المتمثل بوزارة الداخلية في ظل وجود السفارات الغربية وأدواتها الاستخبارية في صنعاء؟!
هنا لن أذكر لكم الجرائمَ وَالفوضى والتفجيراتِ والقتلَ والانفلاتَ الأمني الكبيرَ الذي اختار من العاصمة صنعاء مقرًّا وعنواناً لانفلاته المأساوي الكارثي، والذي سمع به وشاهده ولمسه الجميع وبشكل يومي في الشوارع العامة وفي المقرات الحكومية وَالشركات والمؤسّسات الخَاصَّة، بل وحتى في المستشفيات الحكومية والخَاصَّة.. وكانت أخبارُ الفوضى والتفجيرات تعتبر من الأخبار الأَسَاسية واليومية، التي كانت تبث عبر القنوات المحلية والدولية طوالَ العام.
وهنا سأكتفي بذكر بعض الوقائع والحقائق الكارثية الذي حصلت بحق الأمن نفسه وفي داخل وزارة الداخلية نفسها، حَيثُ وصل الوضعُ الكارثيُّ المأساوي في هذا الشق الأمني إلى اقتحامِ وتفجيرِ ونهبِ مِقَرِّ وزارة الداخلية نفسِه لعدة مرات من قبل بيت الأحمر ومن قبل الأدوات الاستخبارية الأمريكية القاعدة!؟ بل وصل الأمر إلى أن تقومَ وحدة تتبع وزارة الداخلية وهي النجدة التي كانت تتبعُ القوسي الذي كان يتبع النظام الحاكم آنذاك باقتحام ونهب وتدمير وزارة الداخلية بل واحتلالها لأشهر كثيرة.
نعم قوات النجدة تبع جهة سياسة معيَّنة، وقوات الأمن المركزي كانت تتبع السفارة الأمريكية رأساً، وقوات الأمن العام كانت تتبع نافذين يتبعون الأحزاب السياسية،… إلخ، والداخلية كوزارة مفرَغة بشكل كامل لا تمتلك أية قوات، بل حتى لا تمتلكَ مِقَرَّا لها آمنًا، برغم أن الوزير ومكتبَه كان يقادُ من قبل ممثل السفارة الأمريكية الدائم في الوزارة.