الجبهةُ التربوية.. صمودٌ وانتصار
أبو حسين وجيه الدين
تعتبر الجبهة التربوية من أهم الجبهات ومن أعظم الجبهات؛ كونها الحصن الحصين للطلاب والطالبات للحفاظ عليهم وحمايتهم من آثار الفراغ السلبية واستثماره بالبرامج العلمية والدروس التربوية القرآنية والتعليمية المفيدة وتنشر التعاليم الدينية الإسلامية وتعمل على بث الروح الجهادية وزرع الحب والإخاء والتعاون والإحسان وتترك آثاراً إيجابية في نفوس الطلاب والطالبات وعلاقة قوية أُسرية طيبة وبين أبناء المجتمعات.
ولا يخفاكم أن من ضمن أهداف الحرب الناعمة والحملات الإعلامية الخطيرة الممنهجة التي تقودُها الأبواق الإعلامية المأجورة هو استهداف وتدمير العملية التعليمية وإفشالها وكسر الجبهة التربوية.
ولقد حاول الأعداء مراراً وتكراراً وباستمرار، وما زالوا يحاولون ويعملون ومنذُ بداية عدوانهم إلى يومنا هذا على استهداف وتدمير الجبهة التربوية القوية الصامدة تحت عدة عناوين ومسميات وبكافة الوسائل المتنوعة وجميع الطرق المختلفة وأنواع الأساليب الخطيرة جِـدًّا، إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً وعجزوا عجزاً مخزياً عن استهدافها، وذلك بصمود وثبات وصبر وإيمان وحكمة وبصيرة ووعي آبائنا وإخواننا المعلمين والمعلمات والعاملين التربويين، رغم وجود الحصار الخانق الكامل والشامل وتجويع الشعب اليمني وقطع المرتبات ورغم الحروب الشرسة بجميع أنواعها وكافة مسمياتها، ورغم الحصار والويلات والمعاناة التي يعاني منها المعلمون والمعلمات وكافة أبناء الشعب اليمني من قِبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وعملائهم المرتزِقة.
رغم كُـلّ هذا إلا أن الجبهة التربوية مُستمرّة وصامدة ليس في الجانب التعليمي فقط، بل في جميع الأعمال والميادين الجهادية، ولهم مشاركات في جميع المواقف المشرفة، الصادقة، المخلصة، الدينية والوطنية، حاضرين ومتفاعلين ومشاركين في كُـلّ المسيرات الجماهيرية والوقفات الاحتجاجية والفعاليات، وفي كُـلّ ذكرى ومناسبة، والفضل لله أولاً وللمعلمين والمعلمات الأحرار الأوفياء الشرفاء، وللقيادة الحكيمة الصادقة المخلصة التربوية المتمثلة بالأخ وزير التربية والتعليم السيد يحيى بدر الدين الحوثي يحفظه الله.
ومن جمال الحكمة أن يظل الإنسان المؤمن العاقل والحكيم متمسكاً بالمشروع القرآني والقضية الدينية والوطنية العادلة ومظلومية الشعب اليمني الحر الصامد، وأن يكون الإنسان صامداً ومجاهداً في سبيل الله، وأن يبقى على أُسلُـوبه الجميل صابراً ثابتاً على الموقف الحق ومُستمرّاً في العمل الصحيح والمطلوب، مهما كانت معاناته ومهما قست عليه الظروف ومهما كانت الصعوبات والتحديات ومهما كان الحصار وحجم الحروب والمؤامرات، إلا أن الإنسان يبقى على نفس الحال من الإيمان والصبر والصمود والثبات والبصيرة والحكمة والوفاء والمواجهة، واثقاً بالله ومتمسكاً بحبله ومتوكلاً على الله دون أن يخاف ويُحبط وينهزم وينحط ويخضع ويميل للباطل فيخسر الموقف الحق ويخسر رضا الله سبحانه وتعالى، وتسقط مكانته واحترام وتقدير الناس له، وهذا ما وجدناهُ من الإيمان والحكمة والصبر والبصيرة والوعي لدى إخواننا المعلمين والمعلمات الصامدين في الجبهة التربوية.
فَــإنَّ مهمة المعلم مُربّي الأجيال مهمة عظيمة جِـدًّا، وعمله من أشرف الأعمال ومن أعظم الأعمال ومن أهم الأعمال إذَا أتقنه وأخلص لله تعالى فيه وربى الطلاب التربية الصحيحة القرآنية.
المعلم مربي الأجيال عليه يترتب صلاح الأسرة وصلاح المجتمع، قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: للإمام علي –عليه السلام-: (لئن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من حُمر النعم)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤولٌ عن رعيته).
المعلم راعٍ في مدرسته وهو المسؤول عن طلابه بحسن التربية وحسن السلوك والحرص على تنشئتهم التنشئة الصالحة وتربيتهم التربية القرآنية.
ولولا المعلم لما حملنا سلاحَ القلم ولا استطعنا مواجهةَ العدوان الأمريكي السعوديّ الصهيوني الإماراتي في جبهتنا الإعلامية والثقافية التوعوية.