بشائرُ وأسرارُ الانتصار مع ذكرى مولد المختار في يمن الأنصار
أبو خلدون الشيبة
تهل علينا ذكرى مولد الرسول الأعظم في يمن الإيمان والحكمة وللعام التاسع من الصمود الأُسطوري لشعبنا العظيم في مواجهة أعداء الله ورسوله والذين هم من سلالة أعداء محمد والذين قاتلوا محمدًا وأخرجوه من دياره، وقالوا عنه: كاهن ومجنون وشاعر، (فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ، أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ، قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ).
وفي ذكرى مولده يشتد الخلاف ويحتدم الصراع بين أنصار الرسول وأعدائه وَتتحَرّك معركة ثقافية إعلامية حادة من قبل أعداء الرسول ما بين مستنكر لإحيَـاء ذكرى مولد الرسول ومعاديها ومُبَدِّعين لإحيائها وَمحاربين لإحيائها وما بين محييها ومقيميها.
أعداء الرسول الذين قاتلوه وأخرجوه من دياره في عهده، هم أنفسهم اليوم الذين يستنكرون إحيَـاء ذكرى مولده ويبدعون من يقيمونها ويشنون حرباً إعلامية شعواء على إحيَـاء ذكرى المولد ويفعّلون حملةً ثقافية كبرى ضد إقامة المولد النبوي الشريف فهم هم أنفسهم الذين قال الله تعالى عنهم: (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)، وهم أنفسهم الذين قال الله عنهم: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا)، وهم الذين قال الله عنهم: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) وهم الذين قال الله فيهم: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا)، فكيف سيحتفلون بذكرى مولد الرسول الأعظم وهم من كان ينفض من حوله ويتركونه قائمًا بينهم؟!
أما نحن اليمنيين أنصار الرسول والذين سمانا الله تعالى بالأنصار فقد كان لأجدادنا اليمنيون الأنصار السبق إلى رسول الله فآووه وأيدوه ونصروه وَفرحوا واحتفلوا بهجرته إليهم إلى المدينة وأنشدوا: “طلع البدر علينا، من ثنيات الوداع”.
لقد انتصر الرسول ومعه الأنصار على طغاة عصره وكان لأجدادنا الأنصار فضل كبير في انتصار الرسالة الإسلامية، وبالتالي فَــإنَّنا في يمن الإيمان والحكمة موعودين بنصر الله؛ لأَنَّنا ناصرنا رسوله وما إحياؤنا لذكرى مولده إلَّا نصرٌ وتعزيرٌ وتوقيرٌ لرسول الله واتباعٌ لكتاب الله في موالاة رسول الله وآل بيته؛ فهم موعودون بالنصر الأعظم.
مع حلول ذكرى مولد الرسول وللعام التاسع، يعيش شعبنا معركةً جهاديةً وصمودًا أُسطوريًّا في مواجهة أعداء الله وأعداء رسوله؛ فَــإنَّ الله ناصرنا: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).