اليمن.. سيّدُ الجزيرة وحكيمُ الأُمَّــة
إبراهيم العنسي
في حضرةِ اليمن تقفُ وقد ملأت العظمة جوانحَك.. انتشيت، وزهوتَ بما رأيتَ من رسائل حفل مهيب، يَنُمُّ عن عظمة تاريخٍ وعراقة حضارة وعنفوان شعب.
أيها الباغي المحتلّ كيف رأيت ما رأيت؟! وقد تبسمت جغرافيا اليمن المتسعة من المهرة إلى صعدة، وقد تفاخرت حضرموت وعدن وشبوة ومأرب والجوف وأبين، وكلّ بقعة في هذه البلدة الطيبة، بعظمة اليمن الذي يقهر أعداءه.
أيها الباغي هل رأيت وقد دمعت عيون أبناء اليمن الحر في كُـلّ زاوية وكلّ بقعة!
أما رأيت وقد نسي ابن الجنوب ترهات أحاديث انفصام العرى بين شمالاً وجنوباً فصار يصرخ بضمير الأُمَّــة الجمعي “هي اليمن أيها الباغي” فانفض غبارك واجمع صغارك وتسلل بظلمة الليل وغادر قبل أن يحل صباح نقعنا المليء بهدير تهتز له الأرض وتخر له صواريخك وطائراتك سجّداً، خاضعة ذليلة..
هل وصلت رسائل من يقولون الله أكبر وما دونه أصغر!!
هل أزف رحيلَ أذناب كانوا قد رحلوا من قلب اليمن كابنٍ عاقٍ وما تبقى إلا أن يتوارى عن أنظار أمه الطاهرة غير مأسوف عليه؟!
هل تجلت الحكمة اليمانية الخالدة بخلود الذكر وما أفرد له من عظيم المزايا كتاباً وسنةً؟!
هل بلغتم المنتهى بقراءة سطور الحقيقة أنكم لم تمسوا هذا الوطن الكبير إلا أذى، فقدمت له عن جهل خدمة من رحم المعاناة يوم أن أيقظتم طائر العنقاء من سبات طويل، ينفض غبار الصمت، فتجلى سيد الجزيرة بقوته وحكمته وعنفوانه!!
لا يساورني شك أن منكم من قد عض أصابع الندامة حزناً على ما اقترفت يداه بحق وطن هو أهله وأخوته وأقاربه وجيرانه، هو سكنه ومرعاه وماءه وسنده.
ومن عض أصابع الندم على تفريط جعل منه على حين غرة أسيرًا محتلًّا حقيرًا لا يقدر على شيء، إلا الخضوع والرضا بما تشتهي نفس سيده.
ما قبل هذا العرض كانت صنعاء تضع بصمات النصر في كُـلّ سطر تجريه الأقلام بكل هذا العالم الذي يعيش مخاض ولادة جديدة، وما بعد المهابة التي رآها العدوّ نكون على أعتاب نقش النصر على أكبر مسلة في العالم.
هو اليمن عراقة التاريخ وعنفوان اليوم وإشراقة الغد.