٢١ سبتمبر ثورةٌ غيَّرت واقعَ وطن ولبَّت طموحَ شعب
منير الشامي
في اليوم الوطني للذكرى الـ9 لثورة ٢١ سبتمبر المباركة شهدت العاصمة صنعاء عرضًا عسكريًّا مهيبًا لوحدات رمزية من وحدات قواتنا المسلحة والأمن، وقد تخلل العرض الكشف عن نماذج جديدة وكثيرة من أسلحة الردع الاستراتيجية المصنعة محلياً بأيادٍ وخبرات يمنية يمنية ١٠٠% منها ما هو مصنع لنماذج ومنظومات صاروخية سبق إنتاجها هنا أَو هناك، ومنها ما هو مبتكر لمنظومات جديدة وبطرازات متنوعة في مختلف الوحدات العسكرية البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي.
الأسلحة الاستراتيجية الجديدة التي تم الكشف عنها بمنظوماتها المختلفة وبمواصفاتها المتطورة وبقدراتها العظيمة وبمدياتها المتعددة واستخداماتها المتنوعة تشكل منظومة متكاملة لترسانة أسلحة استراتيجية، دفاعية وهجومية فعالة وقوية عززت من قدرات قواتنا المسلحة على أداء جميع مهامها مستقبلاً (دفاعاً أَو هجوماً، حمايةً أَو تطهيراً وتحريراً) بنجاحٍ مؤكّـد وبتفوقٍ تام، وهو ما يجعل هذا الإنجاز أعظم وأقوى وأكبر إنجاز تاريخي لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة وعلى مستوى جميع الثورات العربية.
وقد أتى هذا العرض العسكري العظيم في لحظةٍ تاريخية مهمة من تاريخ ثورتنا المباركة لأهداف وغايات محدّدة، فحمل دلالات واضحة وبعث رسائل مؤكّـدة، للداخل والخارج على حَــدٍّ سواء، ولا يتسع المقام هذا للحديث عنها جميعاً، ولعل أول وأهم دلالة له هي انتهاء الخيار العسكري لدول العدوان في اليمن تماماً، وأنه لم يعد أمام تلك الدول وفي مقدمتها السعوديّة والإمارات إلا الإسراع في الخروج من مستنقع عدوانهم على اليمن ومغادرة أراضيه، وتحمل المسؤولية الكاملة عن حربهم العبثية فورًا؛ باعتبار أن كلفة استمرارهم ستكون أكبر بعشرات الأضعاف من كلفة خروجهم الآن، خُصُوصاً بعد أن وصل الجيش اليمني إلى هذا المستوى من التدريب والمهارة والإعداد والقدرات.
أما عن رسائل هذا العرض العسكري المهيب فهي أكثر من أن تحصى ويصعُبُ إيجازها، ولذلك فسأكتفي بالحديث عن رسالتين من رسائله لدول العدوان والعالم الخارجي ومثلهما للداخل، فمن أهم رسائله لقوى العدوان ما يلي:
الرسالة الأولى: جيشنا اليمني أصبح اليوم بفضل الله قادراً على تطهير كُـلّ شبر من التراب اليمني والمياه الإقليمية اليمنية وفي أقصر وقت، وعلى أتم الجهوزية لتنفيذ ذلك إن صدر التوجيه بذلك، ولذلك فخروجكم من أرض اليمن وجزره ومياهه بقراركم وبدون كلفة خير لكم من خروجكم منها بقرارنا وبكلفة ستكون بلا شك أكبر مما تتوقعون.
الرسالة الثانية: لدول العدوان وللعالم أجمع وهي ذات شقين، الشق الأول مفاده سيادتنا على مياهنا الإقليمية وعلى جزرنا وعلى مضيق باب المندب حق مشروع يستحيل أن نتنازل عنه لأيٍ كان وتحت أي مبرّر، والشق الثاني مفاده نحن لا نكن العداء لأحد ولا يمكن أن نعتدي على أي طرف وأصبحنا قادرين اليوم بفضل الله على حماية طرق السفن وعلى تحمل مسؤولية سلامتها وتنظيم مرورها، ولن نسمح بأي تدخل من أي طرف ولا بأي تجاوز يحدث على مياهنا الإقليمية من أي طرف.
ومن أهم رسائله للداخل ما يلي:
الأولى: هذا جيش اليمن وقوته الضاربة هو من الشعب وللشعب لا عليه، مهمته حماية الشعب وحماية ثرواته وأرضه والدفاع عنه وعن أرضه وثرواته.
الرسالة الثانية: فمفادها حقوقكم لن تضيع ولن تهدر بعد اليوم وستنالونها بقوة جيشكم رغماً عن كُـلّ طامع.