الوفاءُ للمقاومة: الذين يرفُضون الحوار اليوم سيتوسَّلونه يومًا من الأيّام
المسيرة | متابعات
برعايةِ رئيسِ كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، أقامت التعبئة التربوية في حزب الله – شعبة الوردانية، الاحتفال التكريمي السنوي 23 للطلاب الناجحين، وخريجي المعاهد والجامعات، وحملة الماجستير والدكتوراه، في ساحة بلدة الوردانية النموذجية، تحت شعار: “بالعلم نحيا”.
وقال رعد: “يفوح عطر الورد من الوردانية، ونحن نستعرض الورود والأزهار التي زرعناها، ورويناها بدموع عيون الآباء والأُمهات، وبعرق وجهود كُـلّ من تعب؛ مِن أجل أن تنمو هذه الأزاهير، لتزيّن مجتمعنا، لتعبق فيه عطور المحبة والعلم والإيمان، والتضامن والتكافل والتنظيم والتطوير في كُـلّ مجال من مجالات حياتنا”، مؤكّـداً أن “العلم مدخل لكل ذلك في التقدم والتطوير، معتبرًا أن العلم فرع إيمان بالله وبرسوله وأنبيائه وكتبه ورسالاته”.
وأضاف: “لا تكن جاهلًا؛ لأَنَّ الجهل مدعاة الخزي والتخلّف، ومدعاة الانحناء والانكسار والهزيمة أمام العدوّ. لقد انحنى زعماء وحكام لنا في منطقتنا، فأودوا بمنطقتنا إلى الخزلان والهزيمة، لكن شمختم يا أهلنا بإيمانكم وبحرصكم على تعليم أبنائكم، فارتفع منسوب التفوّق عندكم، حتى بات العدوّ يتوجس من تهديدكم، الذي تدرج من أن يكون تهديدًا تكتيكيًا كما يقول قادة العدوّ، إلى أن يصبح تكتيكًا استراتيجيًا فيما بعد، والآن يواجه العدوّ تهديدًا وجوديًا، ويتحضّر كما يسميه إلى معركة الكيان الأولى؛ لأَنَّ المعركة التي يحضّر لها، سوف تشمل كُـلّ ساحة الكيان “الإسرائيلي” المحتلّ لفلسطين”.
وتابع النائب رعد: “ما كان هذا يحصل، لولا الجدّية، ووضوح الرؤية، ولولا المرجعية الهادية لمجتمعنا، والتي نسجل أن التقدم الذي بدأناه، لا زال يستظل عمامة الإمام السيد موسى الصدر، ولا يزال مجتمعنا في مقلتَي حزب الله وحركة أمل، لننهض؛ مِن أجل أن نواجه المخاطر والتحديات”.
وشدّد على أننا “نحرص مع بقية المكونات والشركاء في البلد، على التفاهم وثم التفاهم، وعلى التوافق وثم التوافق، وعلى الشراكة دون تمييز أَو امتيَاز، ونأسف شديدَ الأسف لعدم استجابة البعض إلى الحوار الذي ندعو إليه، ويدعو له رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
وقال: “نحن حريصون على وثيقة الوفاق الوطني، وملتزمون بالدستور نصًا وروحًا، فنحن نشكل اليوم أكثرية في مجلس الوزراء، حَيثُ نملك النصاب، الذي يؤهل مجلس الوزراء لاتِّخاذ القرارات، ولكن؛ لأَنَّنا نرغب في التفاهم والحوار، ندعو إلى الشراكة في حضور مجلس الوزراء، ونصبر على من لم ولن يشارك في مجلس الوزراء، ولا ندرج في جدول أعمال المجلس إلا ما هو ملحاح وضروري يطال الجميع، ويسد ثغرات تضرّ الجميع، ولا نتصرف كأكثرية في مجلس الوزراء، للأسف بعض الذين يرفضون الحوار، يتوهمون في مكان ما أنهم يملكون الأكثرية التي تأتي لهم بالرئيس الذي يرغبون به على حساب شراكتهم معنا، وعلى حساب رأينا، يريدوننا أن نحضر إلى جلسة مجلس النواب فقط، لنؤمن لهم النصاب الانتخابي؛ مِن أجل أن ينتخبوا رئيسًا لهم، يراعي مصالحهم ولو على حساب مصالح الآخرين، هذا المنطق لا يستقيم في بناء دولة، ولا في حفظ استقرار، والذين يرفضون اليوم الحوار، سيتوسلونه في يوم من الأيّام”.
وتابع، “نريد في أسرع وقت ممكن، أن ننجز الاستحقاق الرئاسي وننتخب رئيسًا يرضى به كُـلّ اللبنانيين، ويؤتمن على سيادة الوطن، وعلى كرامة اللبنانيين في زمن يتدرج فيه النافذون الدوليون في تطبيق مخطّط التطبيع مع العدوّ “الإسرائيلي”، وفرض هذا المخطّط على كُـلّ أنظمة دول المنطقة. نحن ندين كُـلّ التطبيع مع هذا العدوّ، ولا نرى أفقًا لبقاء هذا الكيان، فهو آيل إلى الزوال والرحيل، وهذا ليس قولنا نحن، بل قول قادة الصهاينة، حَيثُ يختلفون فيما بينهم، هل أن الكيان يستطيع أن يصمد حتى يبلغ الثمانين عاماً أَو أنه سينهار قبله؟ لماذا نلهث وراء هذا الكيان المنحل والمترهل والآيل إلى الزوال؛ مِن أجل أن نطبع العلاقات معه، وكرمى عيون من؟ واستشعارا لكرامة من؟.. فهذا العدوّ الذي يسارع الكثيرون في عالمنا إلى التطبيع معه، هذا لا يستطيع أن يصمد أمام أي مواجهة مع مقاومتنا في لبنان، فكيف إذَا كانت المقاومة مع أنظمة وجيوش المنطقة؟ وأوضح دليل على ذلك، أن العدوّ الإسرائيلي لا يجرؤ على التحرش بما من شأنه أن يستجره إلى مواجهة ولو بسيطة مع المقاومة. فهذا العدوّ الذي كان يستبيح عواصم عربية، ويقصفها، وقد دمّـر في السبعينات مفاعل تموز في بغداد..، ولكن هذا العدوّ المتغطرس، وبفعل المقاومة في لبنان أصبح لا يجرؤ على رمي حجر على خيمة نصبتها المقاومة عند الخط الحدودي”.
وندّد، بالسياسات الشيطانية التي ينحو باتّجاهها بعض قادة العالم، مؤكّـداً أننا نعتز بثقافتنا وبهُــوِيَّتنا وبانتمائنا وبإنجازاتنا وبمقاومتنا، وبوحدة صفنا الذي هو نتاج هذه الثقافة والهُــوِيَّة والإنسانية التي نعيشها”.
وختم رعد بدعوة “المكونات الأُخرى في وطننا للعودة إلى منطق الحوار والتفاهم وتجنب نزاعات الفدرلة والتقسيم والتقوقع والانعزال”.