بشائرُ قائد الثورة وذكرى المولد النبوي الشريف
حسن محمد طه*
يتعاظم الشوق ويزداد الزخم وتتصاعد الاستعدادات الكبيرة (غير مسبوقة) كُـلّ يوم منذ منتصف شهر صفر الماضي، في العاصمة صنعاء وجميع المحافظات اليمنية الحرة، بمختلف المستويات الرسمية والشعبيّة وَالمكونات والنخب السياسية والعلمائية والاجتماعية والإعلامية والأكاديمية والأدباء والمثقفين والإعلاميين للاستقبال الكبير لإحيَـاء المناسبة والشعيرة العظيمة في نفوس اليمنيين، الذين يتباهون بها وينالون دائماً شرف الانفراد في إحيائها كُـلّ عام بما يليق بمكانة وعظمة مولد صاحبها نبي الله ورسوله محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين.
ويعود الفضل في إعادة إحيَـاء هذه المناسبة وإعطائها الاهتمام الكافي والمكانة التي تستحقها لله أولاً وأخيراً، الذي ينبغي علينا أن نقابله بالثناء والحمد والشكر له على نعمة القيادة الذي اختارها واصطفاها لهذا الشعب وللأُمَّـة بكلها، ليتحمل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على عاتقه مسؤولية إصلاح واقع الأُمَّــة من خلال التذكير بالرسالة المحمدية الصحيحة وإعادتها إلى مسار الإسلام والإيمان، الذي جاء به صاحب المقام والمناسبة (المولود في 12 ربيع الأول) عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام، وتحويلها إلى محطة هامة وفرصة كبيرة يجب استغلالها لإيصال كثير من الرسائل الهامة للعالم بشكل عام وللأُمَّـة الإسلامية بشكل خاص، مفادها (مدى حبنا وتعظيمنا للنبي محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- وتمسكنا برسالته ومنهجه الصحيح وسيرته وأخلاقه التي خلدها القرآن الكريم (كلام الله وهو الكتاب الجامع الوحيد للأُمَّـة والمصدر الأصح ولا خلاف عليه) وليست السيرة المتعددة المصادر والروايات المتناقضة مع النص القرآني.
وتأتي ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام 1445هـ – 2023م متزامنة مع العيد التاسع لثورة الـ21 من سبتمبر المباركة 2014م المكملة لأهداف الثورات التحرّرية، وهي ثورة انطلقت بإرادَة وطنية ومطالب شعبيّة لتعيد أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أُكتوبر إلى الواجهة، وتحملت أَيْـضاً على عاتقها أمام الشعب اليمني مسؤولية وعناء وأعباء تحقيق تلك الأهداف التي ظلت حبراً على ورق تكتب في أعلى الصفحة الأولى لكل صحيفة رسمية، ولم تتحقّق تلك الأهداف بعد مرور أكثر من خمسين عامًا على قيام تلك الثورات، ولذلك كان الثمن باهظاً؛ مِن أجل نجاحها بعد أن تحالفت دول الطغيان مع أدواتها من الأنظمة العميلة في المنطقة من خلال عدوانهم على الوطن وتدميرهم لمقدرات الشعب منذ الشهور الأولى للإعلان الدستوري للثورة، ولكن سيظل هذا الثمن رخيصاً في سبيل الله ومن أجل عزة وكرامة واستقلال اليمن واليمنيين التي تأتي في مقدمة أهداف ثورة 21 سبتمبر المباركة.
وبما أننا قد عشنا أجواء الاحتفال البهيج والعرض العسكري المهيب الخميس الماضي بالعيد الـ9 لثورة الـ21 من سبتمبر المباركة، وشاهدنا من الرسائل والدلالات والمعاني ما يثلج ويسعد قلوبنا وقلوب كُـلّ الأحرار من أبناء الشعب اليمني، وَأَيْـضاً الأشقاء والأصدقاء، وبالمقابل رأينا ما يغيظ الأعداء والمنافقين والعملاء على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.. فلا يسعنا الخوض في هذا الجانب؛ باعتبار أن ما جاء في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يوم المناسبة، وخطاب فخامة الرئيس مهدي المشاط، ليلة المناسبة، يحملان في مضامينهما ما يكفي ويُغنِي عن طرحنا الذي فيه من التقصير الكثير.
ونعود لصلب الموضوع (ذكرى المولد النبوي الشريف) وما سبقها من جهود جبارة للمخلصين في إقامة الفعاليات والأنشطة المتنوعة في العاصمة والمحافظات والمديريات والأحياء والعزل والحارات والقرى؛ لإحيَـاء المناسبة في مشاهد عظيمة تدل على مدى حرص وإصرار اليمنيون الأحرار على نجاح التحضيرات والاستعداد للانتقال للمرحلة الأخيرة المتمثلة بالحشد الكبير والمشاركة الواسعة لإحيَـاء المناسبة في مختلف الساحات المركزية في العاصمة صنعاء وجميع المحافظات يوم الـ12 من ربيع الأول 1445هـ، في مشهد وحضور مليوني غير مسبوق لإيصال الصورة المشرفة من يمن الإيمان والحكمة وأبنائها الأحرار للعالم (الصديق والعدو) وسينظر إليها، كُلٌّ بمنظوره الخاص.
ونجدد التأكيد على دعوة قائد الثورة بالتفاعل والحشد والحضور المليوني المشرف ونحرص على الاستماع لخطابه المهم والاستثنائي لهذا العام من داخل الساحات وليس عبر أية وسيلة أُخرى إلا لمن لديهم عذر وموانع تعيق حضورهم (المرضى وحماة الثغور في جبهات الحدود والجبهات الداخلية وغيرهم)، وخَاصَّة وقد أشار السيد القائد بتأجيل الإعلان عن الإجراءات والقرارات الهامة إلى يوم مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
ونحن، إذ نستغل هذه الفرصة لنعلن تأييدنا الكامل وتفويضنا المطلق له في كُـلّ القرارات والخيارات التي يتخذها، ونحن أَيْـضاً نشفق على كُـلّ المتخاذلين وكلّ من المحرضين على إحيَـاء هذه المناسبة؛ باعتبارهم نصبوا العداء لرسول الله وليس لليمنيين المؤمنين والمحبين للنبي -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- ونشفق عليهم من حسرتهم حينما ينظرون لصور الحشود تكتظ بهم الساحات بعد أن تمتلئَ بضيوف رسول الله من كُـلّ حدب وصوب، ومن المؤكّـد بأن الكثير منهم سيندمون على كُـلّ لحظة بذلوا فيها جهودهم لنشر أفكارهم المضللة ووساوِسهم الشيطانية ضد رسول الله وضد المحتفلين بذكرى مولده صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
بينما يعود الأحرار وهم سعداء بشرف الحضور والمشاركة ويحملون على رؤوسهم وسام الانتصار لرسول الله، وفي قلوبهم صدق الانتماء والمحبة له -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- وتجديدهم العهد لله ولرسوله، ومواصلة صمودهم الأُسطوري والتفافهم حول قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حتى تحقيق النصر المؤزر والحرية والاستقلال لكل شبر من أراضي الوطن الغالي، من أقصى شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى أقصى شماله (وكل عام وأنتم محمديون).
* عضو مجلس الشورى