ثورةٌ وإرادَة الشعب لن يفشلَها المتآمرون
جار الله نايف حيدان
لم نكن في ذلك النعيم الذي يتحدث عليه اليوم بعض المزايدين في فترة حكم النظام العفاشي البائد، فلو كان النعيم موجوداً لكانت اليمن أعظم من باريس في منتزهاتها، ولكانت أعظم من الصين في اقتصادها؛ لأَنَّ ذلك الحاكم استمر لعقود من الزمن وفي وضع مستقر وآمن.
ففي المجال العسكري تعمد العدوّ الأمريكي الحاقد أن يضرب اليمن عسكريًّا بتعاون النظام الحاكم آنذاك من خلال إحراق وإتلاف الأسلحة الخَاصَّة باليمن، هذا ما عرفناه لاحقاً من تلك الوثائق والمشاهد التي وجدت بعد مصرع عفاش.
ما نريد إيضاحه هو أن اليمن ظلت تحت الوصاية الخارجية منذ أن تآمروا على الرئيس الشهيد/ إبراهيم الحمدي، وطوال الفترة اللاحقة حتى مجيء ثورة الحرية والاستقلال ثورة ٢١ سبتمبر المجيدة.
ثورة طردت حكامًا وأُناسًا يدّعون المشيخة كانوا قد تسلطوا على الحكم حتى أنه أخذهم الكبر والغرور لدرجة أن المواطن أمامهم لا شيء، ويأتي اليوم المزايدين ليهاجموا هذه الثورة ويسمونها بالنكبة!!
ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م لم تأتِ لتنهب أَو تأكل راتب المواطن كما يتحدث الحاقدون عليها، فبعد الثورة استمر صرف المرتبات لجميع المواطنين، وجاءت مرحلة العدوان في ٢٦ مارس ٢٠١٥م واستمرت الحكومة في صنعاء بصرف المرتبات رغم التقسيمات التي حصلت وتعدد الفئات والأعداء، ظلت تصرف الرواتب لمن هم في مأرب وفي عدن وفي كُـلّ اليمن، حتى جاء العدوّ بمؤامرة نقل البنك المركزي إلى عدن ولم يعد لصنعاء من الإيرادات إلا ١٠ % أَو أقل، حينها قطعت من تدعي “الشرعية” صرف المرتبات لجميع اليمنيين، وعجزت صنعاء عن صرف الرواتب وعملت جاهدةً على صرف نصف الراتب بين وقت وآخر، بمعنى أن العدوّ ومن معه من السلطات المتعددة هم من ينهبون رواتب اليمنيين وعلى الجميع إدراك هذه الحقيقة.
لثورة ٢١ سبتمبر أهداف عظيمة فمنها بناء جيش وطني قوي وقد تحقّق ذلك الهدف -بفضل الله وجهود المخلصين- وصححت القيادة وضع الجيش، وما وجدناه في العرض العسكري ليس إلا عرض رمزي لوزارة الدفاع اليمنية، عرضت الأسلحة المصنعة بأيدٍ يمنية، تطورت اليمن كَثيراً في المجال العسكري، فحقاً.. الحصار ولد إبداعاً يمنياً كَبيراً في مجال التصنيع الحربي..
وفي المجال الزراعي استطاعت النهوض بشكل كبير وتشغيل الأراضي الزراعية التي كانت قد أهملت سابقًا في إطار مشروع الاكتفاء الذاتي الذي سنحقّقه بإرادتنا جميعاً إن شاء الله..
صحيح أنها لم تحقّق البعض من أهدافها، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا، ولكن قيادتها ممثلة بقائد الثورة السيد/ عبدالملك الحوثي، يعمل جاهداً لتحقيق ما تبقى، فإرادَة الشعب عنده هي الأولى بالتحقيق؛ وقد تحدث في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة ٢١ سبتمبر المجيدة عن الجانب الأهم في أهدافها وهو الوضع المزري الموجود في بعض مؤسّسات الدولة والذي له الأثر الأكبر في نفسية المواطن، ووعد القائد بأنه سيحل تلك الإشكالية وخلال الأيّام القليلة القادمة.
فالتصحيح لا يزال مُستمرًّا، والأعداء أَيْـضاً مُستمرّون بمحاولة إفشال الثورة وبجهود الجميع ستنجح الثورة بتحقيق ما تبقى من أهدافها، وَ”ثورتنا مُستمرّة” على كُـلّ خائن وعميل ومندس حتى تطهير اليمن من جميع الحثالة.