الـ 21 من سبتمبر.. ثورةٌ وتحرُّر
أميرة السلطان
قامت ثوراتٌ عديدة في كُـلّ أنحاء العالم وكلّ هذه الثورات لها أهداف وغايات ومبرّرات هي من جعلت من الشعوب تتحَرّك وتثور على الوضع الذي يعيشون فيه.
فكانت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر إحدى هذه الثورات، وظن العالم أنها ستكون مُجَـرّد ثورة كسابقاتها من الثورات التي تبدأ بأهداف وعناوين عريضة ثم تنتهي ببيع دماء الثوار وارتهان الزعماء لقوى الطاغوت والعمالة.
لكن ومع أن ثورة 21 سبتمبر ما زالت ثورة في بدايتها إلا أنها أثبتت وبكل جدارة أنها ثورة ليست كتلك الثورات ومن عدة جوانب:
أولًا: حرّرت هذه الثورة الشعب اليمني من الوصاية والارتهان للخارج وجعلت من اليمن دولة مستقلة ذات سيادة، قرارها بيدها ومن عاصمتها، ليس بيد السفير الأمريكي كما كان في السابق.
ثانياً: ثورة 21 سبتمبر تبني جيشاً قوياً متسلحاً بسلاح الإيمان أولاً ثم بسلاح صنعته أيادٍ يمنية باحتراف بعد أن حاول الأعداء مراراً وتكراراً من تدمير قدرات هذا الجيش وهيكلته.
ثالثًا: انتقلت ثورة 21 سبتمبر بالجيش اليمني من دائرة الاستيراد للأسلحة إلى دائرة التصنيع لكثير من الصواريخ بجميع أنواعها والطائرات المسيَّرة والألغام البحرية التي كتب عليها وبكل فخرٍ (صنع في اليمن)، أسلحة نوعية أرعبت كُـلّ من نظر إليها وإلى اليمن.
رابعاً: تسعى ثورة 21 سبتمبر من جعل اليمن دولة تكتفي ذاتياً في كُـلّ المجالات، ومنها المجال الزراعي الذي أصبح له دورٌ فاعلٌ في توفير الكثير من الاحتياجات الزراعية الذي يحتاج إليها الشعب فزُرعت مساحات شاسعة كانت مهملة في الجوف وتهامة وغيرها، وأصبح اليمن اليوم يمتلك منتجات زراعية فائضة عن الحاجة كما هو الحال في (الثوم والتفاح) وغيرها من المنتجات.
خامساً: حمت هذه الثورة ثروات هذا البلد من السلب والنهب والتي طالت لسنوات عديدة لم يجرؤ من تولوا أمر اليمن على أن يقولوا لمن ينهب ثرواتهم كفى نهباً فهذه الثروات التي تنهبونها هي حق لهذا الشعب الذي يصنف من دول العالم الثالث.
وهذه فقط بعض النماذج التي حقّقتها ثورة الـ 21 من سبتمبر خلال سنواتها القليلة وخلال هذه الفترة الوجيزة.
إن ثورة 21 سبتمبر هي ثورة نوعية لا تشبه أية ثورة قامت في وطننا العربي والأحداث قد شهدت بذلك، إنها وبحق ثورة التحرّر والاستقلال من الارتهان للغرب، ثورة النهوض بهذا الشعب في كُـلّ مجالات الحياة.