أكاديميون وعسكريون وسياسيون وإعلاميون لصحيفة “المسيرة”: ثورةُ 21 سبتمبر حطّمت مشاريعَ التقسيم والتجزئة ولم تُصنَعْ في غرف المخابرات الأمريكية والأجنبية
المسيرة | عباس القاعدي – أيمن قائد:
لم يمر اليمنُ في تاريخه بثورةٍ نقيةٍ وعظيمةٍ ذاتِ أهدافٍ تحرُّرية ونهضوية كبرى في كُـلِّ المجالات، وغايات سامية تعيد للشعب اليمني حريتَه وقوتَه وهُــوِيَّته الإيمَـانية المنبثقة من الثقافة القرآنية مثل ثورة الـ21 من سبتمبر.
لقد حقّقت الثورة -بفضل الله- نقطةَ تحول تاريخية في حياة شعبنا اليمني، ونقلته من حالةِ الجمود والضعف وحكم معسكر القوى الأجنبية الأمريكية الغربية الصهيونية وأنظمتها العميلة إلى واقعٍ جديدٍ من النهضة والتحرّر والاستقلال والقوة والاقتدار.
ويقولُ أُستاذ المحاسبة بجامعة صنعاء، الدكتور إبراهيم مفضل: “لو قارنا هذه الثورة التي يعتبر تاريخها يوماً من أَيَّـام الله، بما يسمى بثورات الوطن العربي سنجد أنها أنقى وأطهر ثورة، فلم يتم صنعها في غرف المخابرات الأمريكية والأجنبية، ولم يكن رجالها من السكارى واللصوص والمجرمين كما في السابق، ولم يكن قادتها دُمَىً تحَرّكها دولُ العدوان والاحتلال، ولم ترتكبْ مجازرَ بحق معارضيها، ولم تقم بالفَرْزِ الطائفي والمناطقي، ولم يسعَ ثوارُها إلى النهب والسلب والإفساد والفساد، ولم تلغِ تاريخَ اليمن وثقافتَه وأعرافه”.
ويشير إلى أنها “ثورة قضيتها عادلة ومبدأها وطني وقائدها حكيم، ورجالها أطهار، شرفاء، مؤمنين، مجاهدين، مخلصين، باعوا دمائهم رخيصة في سبيل الله وعزة اليمن واليمنيين، وسطروا ملاحم بطويلة جعلت من ثورة 21 سبتمبر ثورة مميزة”.
ويؤكّـد مفضل في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “ثورة 21 سبتمبر تميَّزت عن غيرها من الثورات، بمرجعيتِها: كتاب الله الكريم، وسُنة رسوله، أولاً، وثانياً: أنها حدّدت العدوّ الحقيقي للأُمَّـة المتمثل في أمريكا وإسرائيل، ورفعت شعارها وصرختها بتحرير الأُمَّــة من ذلك العدوّ، وكذلك وجود قائد لها قوي وشجاع استطاع كسب قلوب الناس للالتفاف من حوله حينما وجدوا منه الصدقَ والإخلاص والوفاء وكلّ المبادئ والقيم التي لم يجدوها في غيره؛ لذا فَــإنَّ هذه الركيزةَ تعد أهمَّ عامل من عوامل صمود ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة”.
تأييد شعبي وقيادة حكيمة:
من جهتهِ، يؤكّـد محافظ عدن طارق مصطفى سلَّام، أن “ثورة 21 سبتمبر تميَّزت عن غيرها من الثورات بتأييدٍ شعبي غير مسبوق والتفافِ كُـلِّ أبناء الشعب اليمني حول قائدها؛ ما جعلها ضمن الأرقامِ الصعبة على الساحة الإقليمية والدولية بعد أن تمكّنت -بفضل الله- وحكمة القيادة الثورية المباركة بقيادة السيد العَلَم المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- ومن خلفه الشعب اليمني العظيم الصامد والقيادة السياسية، ممثلةً بالمجلس السياسي والحكومة وأبطال الجيش اليمني بمختلف تشكيلاته ووحداته العسكرية، من تغيير موازين القوى وإعادة بناء لبنات هذا الوطن ومؤسّساته الوطنية والتحول من مسار التخلف والضَّعف والتبعية إلى مقدمة المعركة والتصدي لكل مؤامرات الأعداء والتصدي لها وإجهاض مشاريعهم التآمرية بصورة أربكت الأعداء”، موضحًا أن “الثورة فتحت مساراً جديداً لليمنيين ومنطلقاً وحيداً نحو مستقبل مشرق ينشُدُه اليمنيون من المهرة إلى صعدة”.
ويؤكّـد سلَّام أن “ثورة الـ21 من سبتمبر رافقتها منعطفاتٌ خطيرة ومؤامراتٌ لم يشهد أن عاشتها أيةُ ثورات سابقة، بالإضافة إلى الإرث المتراكم من الفشل المزمن للأنظمة المتعاقبة؛ وهو ما تمكّنت القيادة -بفضل الله- من السيطرة على هذه العوامل المهدّدة لحياة الثورة، وتحويلها إلى عوامل قوة ونجاح ونقطة لانطلاقة جديدة مهدت لحزمة من النجاحات والإنجازات المهولة وبداية لعهد جديد بمستوى عالٍ ومتقدم يليق بقوة وصمود ومكانة هذا الشعب العزيز والمقاوم”.
وعيٌ جديد:
وعلى صعيد متصلٍ، يقولُ الخبير العسكري زين العابدين عثمان: “إن ثورةَ 21 سبتمبر تميزت عن غيرها بعواملَ كثيرةٍ، منها: أنها جاءت بوعي قرآني للشعب اليمني، واستعادت اليمن، وعملت على إعادة بناء المؤسّسة العسكرية، من الجيش والأمن على أسس صحيحة، وأسقطت نظام توريث السلطة في اليمن، كما أسقطت نظام الطائفية والعقائدية التي أسسها عفاش، وفتحت آفاقاً جديدة أمام اليمنيين من الحضارة والتطور والقدرة على حماية الأرض والدفاع عن سيادة الوطن اليمني وحماية الثروة اليمنية”، منوِّهًا إلى أن “المواطنين أصبحوا يتمتعون بالمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، ويعيشون في أمن وأمان في المناطق الحرة بفضل الله ثم عيون رجال الأمن الساهرة لتأمين المواطنين، بينما يعيشُ أبناءُ المحافظات المحتلّة في خوفٍ دائمٍ، وعند تنقلهم يحملون أرواحَهم على أَكُفِّهم لانعدام الأمن”.
ويؤكّـد الخبير العسكري عثمان أن “ثورة 21 من سبتمبر -بفضل الله تعالى- حطّمت القيودَ التي فرضتها أمريكا والقوى الأجنبية على مدار عقود والتي جعلت اليمن بلداً مسحوقاً وفقيراً مسلوبَ القوة والثروة والقرار والسيادة يرزح تحت جور الوصاية والذل والفوضى الأمنية والاقتصادية والفرقة المجتمعية وحطمت مشاريع التقسيم والتجزئة لجغرافيا اليمن ومشاريع الاستعمار التي حاولت أمريكا تثبيتها وترسيخها”.
حريةٌ واستقلال:
وعن أهداف ثورة ٢١ سبتمبر 2014 ومميزاتها، يقول الكاتبُ والباحث في الشؤون الدينية والسياسية الدكتور يوسف الحاضري: “إن لثورة 21 سبتمبر مميزاتٍ وإنجازاتٍ كثيرةً، منها أنها ترجمت وحقّقت أهداف ثورة 26 سبتمبر، على الواقع، التي تم وضعها منذ 63 عاماً، ولم يتحقّق منها هدف واحد من تلك الأهداف الستة، موضحًا أنه وخلال تسعة أعوام، استطاعت ثورة 21 سبتمبر أن تحقّق تلك الأهداف وتعيدها إلى مساراتها الصحيحة، بعد أن كانت تلك الأهداف عبارة عن شعارات فقط”.
ويؤكّـد الحاضري أن “أهداف 26 سبتمبر، لم تتحقّق إلَّا بعد فجر يوم ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، حَيثُ كانت اليمن قبل وبعد ثورة 26 سبتمبر، وخَاصَّة منذ ١٩٧٨ (سيطرت عفَّاش على الحكم) تم استعماره من قبل دول عديدة عالمية وإقليمية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا والسعوديّة والإمارات، فكان سفراء هؤلاء الدول هم رؤساء اليمن ورؤساء حكوماتها ووزراء خارجياتها ودفاعها وداخليتها وتربيتها وكلّ مفاصل الدولة، وأصبح اليمن تحت الوصاية والسيطرة الخارجية، وأصبح الحكم فيه استبدادياً ممثلاً بنظام عفاش وأدواته المتعاقبة وأبنائه المنفلتين وإلى حكم استعماري ممثلًا بسفراء هذه الدول”.
ويشير الحاضري إلى أنه “عندما جاء العدوان الأمريكي السعوديّ في ٢٦ مارس٢٠١٥ على اليمن تلاشى الجيش اليمني، فمنهم من دفن نفسه في مخدعه في بيته، ومنهم من انضمَّ كمرتزِق أجير يقاتل أبناء اليمن مع تحالف العدوان، والقلة القليلة جِـدًّا هم الذين ما زالت نفوسُهم طاهرةً نقيةً من سعي أمريكا وأدواتها لتشويهها خلال العقود الماضية، انضموا إلى الجيش اليمني الحقيقي الذي بنته ثورة ٢١ سبتمبر والذي تحَرّك للتصدي للعالم المعتدي وتحقّق على يديه خلال تسعة أعوام ما لم يتحقّق خلال أكثر من 63 عاماً مضى على ثورة ٢٦ سبتمبر، بل وصل الأمرُ إلى تصنيع عسكري على أرقى وأعلى مستوى كتصنيع الطيران المسيَّر والصواريخ البالستية بجميع مدياتها وأشكالها وصناعات عسكرية متنوعة ومتعددة”.
اجتثاثٌ للوصاية:
وشهد اليمنُ إنجازاتٍ وتحولاتٍ كثيرةً منذ قيام ثورة 21 سبتمبر على مختلف المستويات والأصعدة، كان من أبرزها والأهم: إنقاذ البلد من مستنقع الوصاية والتبعية للخارج، والقضاء على فلول الفساد التي مزقت اليمن وجعلت من ساحته مسرحاً للجرائم المختلفة.
وفي هذا السياقِ، يؤكّـد الدكتور مهيوب الحسام، أن “الثورة جاءت بعد أكثر من خمسين عاماً من الوصاية الأمريكية السعوديّة على اليمن”.
وأشَارَ في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى أن “الأنظمة السابقة باعت اليمنَ للخارج، وفقد حريتَه وسيادتَه واستقلاله، وسمح للأعداء باستقطاع وَنهب الثروة وبأمره أشعل الحروب والفتن في كُـلّ أرجاء البلاد حتى تحَرّك الأحرار من شباب أبناء هذا الشعب في 11 فبراير 2011م؛ ولأن تحَرّكهم كان ينقصه القيادة والمشروع فتكالب نظام العهد الوصائي بشقَّيْهِ: السلطة وأحزابها، مجهضين ثورته، وأوردا الشعبَ وثورتَه في غياهب وصاية أشد وأنكى تمت شرعنتها بمبادرة الوصي نفسه حتى تحَرّك الشعب مجدّدًا في ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م”.
ويضيف الحسام أن “ثورة الشعب الحادي والعشرين من سبتمبر كانت تصحيحاً لكل ثورات الشعب السابقة، حَيثُ رفعت شعار الحرية والاستقلال، وحملت مشروع الخلاص الوطني من الوصاية والتبعية والارتهان، ولما تمتلكه هذه الثورة من قيادة واعية مدركة مؤمنة بالله وبحقوق شعبها وبما تحملُه من مشروع قرآني يهدف إلى الحرية والاستقلال والتفاف الشعب اليمني المؤمن المجاهد العظيم حولها العناصر اكتملت مقومات نجاح الثورة؛ ما أَدَّى إلى فرار الوصي الأصلي والأدوات، وبسفرائه وقواته الاستخباراتية الموجودة على الأراضي اليمنية وانهيار نظامه الوصائي بشقَّيه الذي ذكرنا وبوجهَيه القديم والجديد”.
ويوضح أن “نجاحَ هذه الثورة ليس في كسر الوصاية وإنما في إنهاء الوصاية إلى غير رجعة؛؛ ما أَدَّى لاحقاً إلى إعلان عدوانه المباشر على هذا الشعب الثائر ليستدعي إليه عملائه في نظامه الوصائي للالتحاق به في العدوان الإجرامي المُستمرّ للعام التاسع على هذا الشعب اليمني الأبي”، منوِّهًا إلى أنه “بفضل الله وعونه هزم هذا العدوان وهو الآن يلفظ أنفاسَه، وبعون الله لم يبق بين هذا الشعب اليمني العظيم ونصره النهائي الناجز إلا خطوة واحدة أَو كما يقال صبر ساعة”.
بدورهِ، يؤكّـد عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاءَ، الدكتور عمر داعر البخيتي، أن “من أهم إنجازات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هو كسرُ الوصاية الأمريكية على اليمن”، متبعاً أن “بنجاحِ هذه الثورة المباركة تم القضاءُ على كُـلّ أشكال التبعية والارتهان للخارج والإملاءات المقرة على اليمن، إضافةً إلى ما كان يمنح لمجموعة كبيرة من قيادات الدولة من مرتبات شهرية لشراء الذمم والولاءات لتلك الدول على حساب الشعب اليمني آنذاك”.
ويقول البخيتي لصحيفة “المسيرة”: “إن من مقوماتِ ثورة 21 سبتمبر المجيدة كينونةَ واستقلاليةَ وهُــوِيَّةَ الوطن ضد دول الاستكبار والهيمنة الغربية المتمثلة بأمريكا وإسرائيل ومن يواليهم”، مُشيراً إلى أن “ما قامت به دول العدوان منذ تسع سنوات من عدوان جائر وتدمير وقتل وذلك الانتهاك الصارخ إلا لأَنَّنا استطعنا أن نكسر تلك الوصاية، أَو نلغي ونقيد تلك الوصاية دون رجعة على بلادنا”.
ويضيف: “ونحن في هذه الأيّام المباركة نحتفلُ بذكرى مولد خير البرية سيدنا -محمد صلوات الله عليه وعلى آله- وكذا نحتفل بثورتَي الحادي والعشرين من سبتمبر والسادس والعشرين من سبتمبر المجيدتَين، تلك الثورات التي قامت ضد الطغيان والظلم والاستبداد وعلى رأسها ثورة 21 سبتمبر التي صححت مسار ثورة السادس والعشرين على الرغم من الفارق الزمني بين الثورتين إلَّا أن ثورة 21 سبتمبر استطاعت خلال فترة وجيزة أن تحقّق ما لم تحقّقه ثورة 26 سبتمبر خلال تلك العقود الكبيرة”.
ويلفت إلى أنه “في فترة وجيزة تحقّقت لليمن إنجازات لم تكن ستتحقّق لولا قيام ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر التي تمكّنت ومكنت الشعب اليمني من كسر وإنهاء الوصاية على وطننا اليمن وعلى من كانوا يقودون تلك الدولة خلال تلك الفترة الماضية، والذين أثبتوا فشلهم الذريع وعدم استطاعتهم النهوض بالمجتمع اليمني على مختلف المجالات والأصعدة، مُشيراً إلى القفزة النوعية في التطوير العسكري وعلى رأسه منظومتي القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر، والذي استطاع أن يكسر حاجز الخوف والرهبة والهيمنة التي كانت مفروضة على بلادنا، والذي ما يزال مفروضاً على معظم الدول العربية التي لم تستطع الخروج من تلك العباءة الأمريكية والتبعية العمياء”.
انكسارُ الوصاية الأمريكية:
من جانبه، يرى نائب عميد كلية التربية بجامعة صنعاء، الدكتور بشير مفرح، أن “ثورةَ الحادي والعشرين من سبتمبر كسرت الوصايةَ الأمريكية من خلال ارتباطها بالمجتمع وتحَرّكها للدفاع عن الأُمَّــة والعمل على توسع المساحة المزروعة المنتجة للقمح وإتاحة الفرصة للقطاع التجاري بالتحَرّك والاستثمار في الصناعات المدنية وتنمية الوعي الثقافي القرآني المجتمعي”.
ويقول مفرح عبرَ صحيفة “المسيرة”: “إن عظمة ثورة ٢١ سبتمبر تكمُنُ في ارتباطها بهُــوِيَّة الأُمَّــة المعتمدة على الثقافة القرآنية والزراعة المحلية والاهتمام بالصناعات المهنية وبناء الإعلام لمواجهة الحروب النفسية، وإن كُـلّ ذلك يتطلب صواريخ ذات تقنية، وإن بالله التوفيق، وإن الثورة المباركة لم تنتظرْ ضوءًا أخضرَ من أمريكا؛ لكونها تنطلقُ من إرادَة الله وتستلهم الرعاية الإلهية بالولاء للسيد العَلَم -يحفظه الله-؛ لأَنَّ الجميع يؤمن أن القوة لله جميعاً”.
بينما يوضح دكتورُ القانون العام بكلية الشريعة بجامعة صنعاء، الدكتور أمين الغيش، أن “ثورةَ 21 سبتمبر تمكّنت من إنجاز فعل ثوري لم يكن يتوقَّعُه الكثير، وذلك بأن حرّرت القرارَ السياسيَّ اليمنيَّ من هيمنة السفارات وسياساتها، وبالذات السفارتان الأمريكية والسعوديّة وتليهما السفارة الإماراتية”، لافتاً إلى “ما قاله السفير الأمريكي آنذاك عندما سُئِل: لماذا تغادرون صنعاء؟ فأجاب قائلاً: لم يعد لدينا ما نعمله”.
ويؤكّـد الغيش أن “هذا ليس مستغرَباً على ثورة 21 سبتمبر وقيادتها؛ فهي ثورة لتحرير القرار السياسي اليمني وتحمل مشروعاً استقلالياً”، مُشيراً إلى اعتناء قيادة الثورة بتوفير حماية هذا القرار من خلال عمليتَي التصنيع العسكري والتدريب، وقد شهدنا ثمرة ذلك في العرض العسكرية المهيب في ميدان السبعين بمناسبة ذكرى الثورة.
وينوّه إلى أنه “ما زال هناك الكثير تسعى الثورة إلى تحقيقه، يتمثل في: التحرير الشامل لكل الأراضي اليمنية من قوى الاحتلال وحماية الثروة الوطنية من النهب وحماية الجمهورية براً وبحراً وجواً، بالإضافة إلى مشروع التغييرات الجذرية التي دعا إليها قائد الثورة بمناسبة الاحتفال بذكرى الإمام زيد -عليه السلام- والتي ستشمل جميع الجوانب السياسية والإدارية والمالية والاقتصادية، وإلى الثورة حتى النصر والتحرير الكامل وتحقيق التغييرات”.
من جهتهِ، يقول الناشط الإعلامي عبد الخالق القاسمي: “إن ثورة 21 سبتمبر لم تكن ضد شخصية أَو سُلطة واحدة عميلة، وإنما ضد كُـلّ العملاء وضد أنظمة خليجية في المنطقة وضد النظام الأمريكي الذي دمّـر أسلحةَ اليمن، وقام ببناء القواعد العسكرية، وقام بنشر القاعدة، وافتتح فنادقَ الدعارة، وتدخَّلَ حتى في صياغة المناهج التعليمية وتعديل بعض المصطلحات الدينية، وأعد وأنتج حتى خُطَبِ الجمعة، وقام بعمل وزارة الإرشاد، وأصبح شيخاً على مشايخ اليمن”، مؤكّـداً أن “كُـلّ هذا ما لا يقبل به أحرار اليمن”.
ويضيف القاسمي لصحيفة “المسيرة” قائلاً: “كان لزاماً القيام بثورة 21 سبتمبر التي حقّقت ما لا تحقّقه ثورة واحدة بل عشرات الثورات، فمن تحقيق الأمن إلى النهوض بالجانب العسكري ومجال التصنيع الحربي إلى إعادة الاعتبار لليمن وكلّ قبائل اليمن وإعادة اللحمة المجتمعية بعد أن نخر فيها التفريق والتمزيق، لافتاً إلى تلك العروض العسكرية الضخمة التي تعتبر نتاجاً لهذه الثورة المباركة التي صوّبت المسار ورفضت الوصاية والاحتلال”.
ويؤكّـد القول: “إن ما نلمسُه من أمن حاصل وإنجازات نوعية رغم حجم الاستهداف والتركيز على الإخلال بالأمن في مناطق الثورة ما هو إلا دليل نجاح الثوار وثمرة جهودهم، وإن السلام على قائد الثورة وعلى كُـلِّ أحرارِ الشعب اليمني، وإن الخزيَ لمن ارتضى التبعيةَ، وأن يبقى وتبقى بلاده حديقةً خلفيةً للخارج، ولا نامت أعينُ العملاء”.