21 سبتمبر.. ثورةٌ ضد الوصاية
فتحي الذاري
ثورة التحرير من الوصاية والتبعية السياسية والاعتماد الذاتي لليمن في 21 سبتمبر كانت مفصلية وحاسمة في تاريخ البلاد، تعد هذه الثورة نتيجة لتراكم القمع والظلم الذي عانى منه الشعب اليمني على مر العقود الطويلة، حَيثُ كان البلد يعيش تحت سيطرة خارجية تعمقت بشكل دائم في شؤونه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
منذ ثورة التحرير، تشهد اليمن تحولات هامة في كافة القطاعات والمجالات، تم إعادة هيكلة السلطة بناءً على مبادئ الديمقراطية وإرساء نظام سياسي شفاف ومؤسّسات وطنية قوية، تم تعزيز الاستقلالية السياسية والاقتصادية لليمن، وتعزيز المبادرات المجتمعية ودور المجتمع المحلي في التنمية الاقتصادية المستدامة.
بالتأكيد، الاهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية يعد مسارًا هامًا واستراتيجيًّا لتحقيق الأمن الغذائي في اليمن وتعزيز الصمود والاستقرار، من الممكن تحقيق ذلك من خلال عدة إجراءات تنموية هادفة لتعزيز الإنتاج الداخلي والاهتمام بقطاع الزراعة كجزء من استراتيجية تحقيق النهضة الوطنية في اليمن والاكتفاء الذاتي، وتعتبر هذه الخطوة أولوية هامة في تنمية الاقتصاد الوطني وتهدف إلى تمكين اليمن من الاعتماد على نفسه في مجالات الإنتاج والتنمية الاقتصادية.
يعد تعزيز القطاع الزراعي من الأهداف الرئيسية لهذا النهج، حَيثُ يساهم القطاع الزراعي في توفير الغذاء وتوفير فرص العمل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، من خلال تعزيز الإنتاج الداخلي، يمكن لليمن تقليل الاعتماد على الواردات الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي، كما سيسهم ذلك في تعزيز القدرة التنافسية للبلاد في السوق الدولية وتوفير فرص جديدة للتصدير.
تحقيق الاستقلال الاقتصادي يعتبر أَيْـضاً هدفًا رئيسيًّا للحكومة، حَيثُ يهدف إلى تحقيق الاعتماد الذاتي والتخلص من الاعتماد الخارجي، من خلال تعزيز القدرة التنافسية وتحسين البنية التحتية وتطوير المشاريع الاقتصادية المحلية، يمكن لليمن بناء القدرات الوطنية وتحقيق التحَرّك الذاتي في مجالين الاقتصاد والتنمية.
يذكر أن هذه الخطوة ستساهم أَيْـضاً في تعزيز القدرة على صون السيادة الوطنية لليمن ومواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي الغزاة والمحتلّين، فالاعتماد الذاتي وتنمية القدرات الوطنية يعززان القوة والمرونة للدولة، ويؤديان إلى تحقيق الاستقلالية في صنع القرارات والتأثير في الشؤون الوطنية.
إن قرار تعزيز الإنتاج الداخلي والاهتمام بقطاع الزراعة هو خطوة جادة نحو تحقيق النهضة الوطنية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي وصون السيادة الوطنية لليمن، من خلال تعزيز القطاع الزراعي وبناء القدرات الوطنية، يمكن لليمن تحقيق الاعتماد الذاتي وتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي.
بدأت ثورة التحرير في 21 سبتمبر؛ مِن أجل استعادة السيادة والاعتماد الذاتي لليمن، كانت هذه الثورة تعبيراً جماهيرياً عن إرادَة الشعب اليمني في بناء دولة قوية ومستقلة، تعتمد على مؤسّساتها الداخلية وتحقّق تنمية مستدامة تعود بالفائدة على جميع شرائح المجتمع، تم انتفاضة الشعب اليمني ضد الوصاية السياسية واستعادة الحكم الذاتي بقوة من قبل الناس في كافة مناطق البلاد.
في النهاية، كانت ثورة التحرير من الوصاية والتبعية السياسية والاعتماد الذاتي لليمن في 21 سبتمبر تاريخًا حافلاً بالتضحيات والنضال لتحقيق استقلالية اليمن وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، وما زال الشعب اليمني يعمل بكل الجهود اللازمة لتحقيق تطلعاته في بناء مستقبل قوي ومزدهر لليمن.