حشدٌ مليوني غيرُ مسبوق في ميدان السبعين بصنعاءَ للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف
المسيرة – صنعاء
امتلأ ميدانُ السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاءَ، الأربعاء الماضي، بالمواطنين الذي توافدوا من مختلفِ المديريات للاحتفال بَذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
ويعد هذا الاحتشاد المليوني هو الأكبر والأضخم في تاريخ اليمن، والأكبر على مستوى العالم إحيَـاء لهذه الفعالية، حَيثُ توافد أحباب رسول الله من كُـلّ حدب وصوب، حاملين الأعلام الخضراء، ومردّدين هتافات: “لبيك يا رسول الله”، في عمل منظم، وحركة انسيابية تدل على مدى عمق ووعي اليمنيين، وحبهم للرسول الأكرم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-.
ومن جميع مداخل الساحة، ارتص المنظمون بشكل جميل ولافت، مرحِّبين بضيوف رسول الله الوافدين إلى ميدان السبعين، كما انتشر الفرقُ الشعبيّة، وأدى المواطنون رقصات شعبيّة؛ اعتزازاً وفخراً بمولد الحبيب المصطفى، وتأكيداً على مدى ارتباط اليمنيين برسول الله.
هتافات “لبيك يا رسول الله” مصحوبة بهتاف البراءة من أعداء الله: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) صدحت في أرجاء ميدان السبعين، والأعلام الخضراء، والأعلام الوطنية حُملت على الأكتاف، ورسم الحاضرون لوحةً إيمَـانية مشرفة، تدل على حبهم وارتباطهم برسول الله، في وقت استمع فيه ضيوف رسول الله للأناشيد الدينية المتنوعة ومديح للرسول الأكرم.
وحضر الاحتفالَ المليوني رئيسُ المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط وكل مسؤولي الدولة، وتحول ميدان السبعين إلى تجمع هائل لا مثيل له في التاريخ البشري.
وشهدت شوارع ومداخل العاصمة صنعاء تدفُّقَ سُيُولٍ بشريةٍ وطوابيرَ طويلة من السيارات التي حملت على متنها الآلاف من ضيوف رسول الله، ورسمت لوحة بديعة ومشرفة لأبناء وأحفاد الأنصار، شعب الإيمان والحكمة؛ حباً وتعظيماً لسيد البشرية وقائدها ومعلمها الأول -صلوات الله عليه وعلى آله-.
وردّدت الحشود عبارات التأييد والتفويض لقائد الثورة في كُـلّ ما يتخذه من إجراءات وقرارات لإصلاح مؤسّسات الدولة المركزية والمحلية، وتلبية تطلعات أبناء الشعب اليمني وتحقيق أهداف ثورته المجيدة الحادي والعشرين من سبتمبر.
وتوسط الحشود لوحة بديعة كُتب عليها اسم النبي محمد -صلى الله عليه وآله- والذي كُتب على لوحة خضراء أضفت على المهرجان المحمدي الأكبر روحانية خَاصَّة عكست عُمقَ المحبة والتبجيل والتعظيم الذي يُكِنُّه اليمنيون لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين، كما هتفت الحشود المحتفلة، بعباراتِ المدح والتهليل والترحيب برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، مجسدين بذلك الموقف الذي استقبله به أجدادهم الأوس والخزرج عندما هاجر النبي من مكة إلى المدينة المنورة.
وجدَّدت الحشودُ التأكيدَ على الولاء لله ورسوله الكريم وأعلام الهدى، والتمسك بالدين الإسلامي والقرآن الكريم والهُــوِيَّة الإيمانية والمضي على النهج المحمدي، ونُصرة قضايا الأُمَّــة الإسلامية وحماية المقدسات ومواجهة أعداء الله ورسوله، والتصدي لكل ما يحيكونه من مؤامرات.
وتخللت المهرجانَ المحمدي الأكبر، قصيدةٌ للشاعر عبد السلام المتميِّز في حب وتعظيم رسول الله، وأوبريت وفقرات إنشادية متنوعة عبَّرت عن الابتهاج الكبير بهذه المناسبة، والتعظيم والتبجيل والتوقير لصاحبها -عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
أحرارُ محافظة صنعاء في المقدمة:
وإلى جانب الحشود التي توافدت من مديريات أمانة العاصمة، كان لأحرار محافظة صنعاء حضور قوي ومشرِّف، حَيثُ توافدوا من مختلف المديريات للحضور والمشاركة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.
وامتلأت الحافلات والسيارات بالمشاركين، حاملين الأعلامَ الخضراء والوطنية على أكتافهم وسياراتهم، ومردّدين المدائح النبوية وهتاف البراءة من أعداء الله.
وَتوزعت لجانُ الاستقبال الرسمية والشعبيّة لاستقبال الحشود في مداخل العاصمة المتمثلة بمناطق: الصباحة، وموفمبيك، والحثيلي، والمطار، وجولة آية، ومثلث أرتل، والخمسين، والستين والمطار وغيرها.
ورحَّب المحافظ الهادي بالحشود القادمة من المديريات، مبينًا أن أكثر من تسعة مداخل في مديريات الطوق، اكتظت بالمشاركين في الفعالية.
ونوّه بتفاعل الجماهير الوافدة من مديريات المحافظة، للتعبير عن الارتباط الوثيق بنبيها الأعظم وهُــوِيَّتها الإيمانية الأصيلة التي شهد لهم بها الرسول الكريم لأهل اليمن عن غيرهم، حينما قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأكّـد أن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، هذا العام، اكتسب أهميّة بالغة لتزامنها مع الكثير من المتغيرات على الساحة، وفي مقدمتها إعلان قائد الثورة للمرحلة الأولى من التغيير الجذري، التي لا شك ستقضي على الكثير من جوانب القصور في الأداء وتَحُدُّ من مظاهر الفساد في الجاهز المالي والإداري، والتركيز الحقيقي على تقديم الخدمات للمواطنين ورفع معاناتهم فيما أشار أمين عام محلي المحافظة، عبد القادر الجيلاني، إلى أن مظاهرَ الاحتفال بهذه المناسبة الدّينية هذا العام عكست صورةً مشرِّفة للحشود التي توافدت من كُـلّ الاتّجاهات، حَيثُ رسموا بحضورهم الكبير لوحةً جسّدت واحدية الموقف وحتمية الصمود والصلابة والوفاء لنبي الرحمة والإنسانية.