ناشطون ومثقفون وأكاديميون يمنيون وعرب وأجانب في ندوة لملتقى كتاب العرب والأحرار: إحياءُ ذكرى مولد الرسول الأعظم في اليمن أثلج صدورَ المؤمنين في كُـلّ بقاع العالم
المسيرة – خاص:
تظلُّ ذكرى المولد النبوي واحدة من أهمِّ المناسبات الدينية التي يحييها اليمنيون، وأصبح لها خلال السنوات الماضية زخمٌ كَبيرٌ في عددٍ من الدول العربية والإسلامية.
وعلى الرغم من الحرصِ الكبيرِ لدى المسلمين على إحيَـاء هذه المناسبة، إلا أن التياراتِ التكفيريةَ الإجرامية تسعى جاهدة على إفشالها بشتى السبل، حَيثُ تتحَرّك بإيعاز صهيوني أمريكي، وفق مخطّط محكم يهدف إلى إبعاد الأُمَّــة عن رموزها المقدسة، وتحويلها إلى أُمَّـة شاذة يسهل السيطرة عليها.
وتأكيداً على أهميّة هذه المناسبة عقد “ملتقى كُتَّاب العرب والأحرار”، يوم أمس، مؤتمراً دوليًّا على منصة “zoom”، ضم عدداً من النخب العربية والإسلامية وعلماء ومفكرين وإعلاميين للحديث عن عظمة ذكرى المولد النبوي، وأهميّة إحيائها في جميع الأقطار العربية والإسلامية، وكيفية مواجهة الأعداء، وكلّ الذين يسعون لاستهداف الرموز والمقدسات الإسلامية.
واعتبر رئيسُ الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي، العميد حميد عنتر، أن “خروج الملايين من الشعب اليمني لإحيَـاء هذه المناسبة يُعَدُّ تفويضاً شعبيًّا للقيادة الثورية، واستفتاءً كبيراً لمرحلة التغيير الجذري التي ابتدأها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بإعلانه ضرورة تشكيل حكومة كفاءات وطنية”.
من جهتهِ، قال الكاتب والباحث في الشؤون الإسلامية الدكتور حمود الأهنومي: “إن إحيَـاء ذكرى المولد النبوي الشريف كانت في السابق وعهدها الأجداد بمختلف الطوائف سواءً زيدية أَو شافعية، مؤكّـداً أنه لا ينكرها إلا القليل”.
وأكّـد أن “السيد القائد صادقٌ في قراراته، وهو يعملُ لصالح وخدمة الشعب، ودائماً يعظم الشعب اليمني، ودائماً يطلق عبارات صادقة “نفسي لكم الفداء”، وهو صادقٌ بهذه العبارات”، منوِّهًا إلى أن “اليمن قطع شوطاً كَبيراً في المجال العسكري والتصنيع الحربي، حتى وصلت اليمن إلى مرحلة توازن الردع، وأرهبت العدوان الخارجي”.
وتحدث العلامة عدنان أحمد الجنيد -رئيس ملتقى التصوف باليمن- عن عظمة الشعب اليمني في الماضي والحاضر، معتبرًا “اليمن من أول الشعوب المحبة للرسول الأكرم -صلوات الله عليه وعلى آله-“.
بدوره تحدث عضو مجلس النواب د. علي الزنم، عن عظمة الشعب اليمني وإحيَـاء ذكرى المولد النبوي في كُـلّ المدن والقرى، لافتاً إلى أن “اليمنيين ومنذ شهر وهم يحيون الفعاليات حتى أتت الفعالية الكبرى في يوم 12 ربيع أول في كُـلّ الساحات”.
واستنكر كُـلّ الذين يقولون إن هذه المناسبة بدعة، منوِّهًا إلى أن “رسولَ الله أولى من كُـلّ الاحتفالات الوطنية، وأن اليمنيين اعتادوا على هذا النهج”.
وفيما يتعلق بالتغيرات الجذرية أكّـد الزنم أن “الهدف منها هو تسهيل المعاملات للمواطنين، وبما يخدم الشعب اليمني، وذلك عن طريق تشكيل حكومة كفاءات”، راجياً أن تكون هذه التغييراتُ فيها الخيرُ والبركة؛ كونها تتزامنُ مع بركة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
وفي كلمته بالمؤتمر تحدث الناطق باسم وزارة الصحة أنيس الأصبحي، عن فكرة الشهيد الرئيس المرحوم صالح علي الصماد، حين أطلق مشروعه “يد تبني ويد تحمي”، مؤكّـداً أن “التغيير الجذري مهم لإعادة تشغيل الحكومة، والسير بها نحو الأفضل”، موضحًا أن “حكومة الكفاءات لديها تفويض شعبي؛ وذلك لمواجهة التحديات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاقتصادي”.
عضو رابطة علماء اليمن القاضي عبد الكريم الشرعي، من جهته تحدث عن الأهميّة الكبيرة والواجبة لإحيَـاء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وتحدث عن “عظمة الشعب اليمني الذي خرج بالملايين دون أن يحدث أية مشكلة، أَو تصادم مروري، أَو أية مشكلة رغم حملهم السلاح، مقدماً الشكر للقيادة السياسية والثورية، ووزارة الداخلية والأمن وكلّ المنظمين، ومستنكراً في الوقت ذاته كُـلّ من يدَّعي بأن الاحتفال بهذه المناسبة بدعة، في حين يسكتون عن الاحتفال بعيد الحب والشجرة وغيرها من المسميات”.
وتواصلت الكلمات للناشطين والمسؤولين اليمنيين خلال الفعالية، حَيثُ أوضحت مستشار مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية لشؤون المرأة، الدكتورة نجيبة مطهر، أن الحضورَ النسائيَّ كان لافتاً ومميزاً.
وأشَارَت إلى أن الخطوات التي قام بها السيد القائد “إيجابية”، منوّهة بأن “قائدَ الثورة يحملُ هَـــمَّ أُمَّـة، وليس هَــمَّ طائفةٍ معينة، أَو شعبٍ معيَّنٍ، وهو يواجهُ كُـلَّ الطواغيت، كما تحدثت عن تركيز السيد القائد على القرآن الكريم، حَيثُ هو المنهج والدستور لجميع البشرية”.
من الجانب الآخر كان للأصوات العربية حضورٌ مميزٌ خلال هذه الندوة، معبرين عن إعجابهم لبسالة الشعب اليمني، وخروجه المليوني في الساحات؛ احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
أما رئيس الاتّحاد العربي للإعلام الإلكتروني “فرع اليمن” هشام عبد القادر، فتحدث عن أهميّة إحيَـاء ذكرى المولد النبوي الشريف؛ لأَنَّه أصل الوجود ونقطة التغيير في كُـلّ النفوس البشرية، ولأنه أولى بنا من أنفسنا.
وتحدث عن الخطوات التي اتخذها السيدُ القائد بتفويضٍ شعبي، مؤكّـداً أنها “ستكون مقدمة خير للأُمَّـة”، لافتاً إلى أن “الحكومة السابقة صمدت، وأنه ليس هناك عيبٌ في التغيير، ولكنَّ في كُـلّ ذكرى مولد نبوي شريف هناك تصحيحًا للنفس، وبداية تغيير ونقلة نوعية للأفضل”.
مقدِّمةُ خيرٍ للأُمَّـة:
وقدمت الناشطة اللبنانية الدكتورة ماجدة الموسوي، تحيَّتَها للشعب اليمني العظيم والهُــوِيَّة اليمانية الإسلامية وللقيادة السياسية والثورية وقدَّمَتْ تهنئتَها للسيد القائد عبدِ الملك بن بدر الدين الحوثي، وللشعب اليمني وللأُمَّـة الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وقالت: “هذا هو أسبوعُ الوحدة الإسلامية من 12ربيع أول إلى 17 ربيع أول الذي أطلقه السيدُ روح الله الخميني -قدس الله سره الشريف-“، وهنأت الشعبَ اليمني على الحضور المهيب لإحيَـاء هذه المناسبة العظيمة، مع إحيائهم في الوقت نفسه لثورة 21 سبتمبر بجيش رهيب وتطورات عسكرية وحربية أرهبت العدوان الخارجي والصهيوني.
من جهتها، أكّـدت عريب أبو صالحة -وهي مسؤولة في موقع رؤى الثقافي- أن “الشعب اليمني نال وسام وشهادة رسول الله، وأن اليمنيين جسدوا كلامه في الواقع، فهو شعب الإيمان والحكمة”.
أما العلامة الشيخ حسين عياد، من لبنان، فتحدَّثَ عن عظمة المناسبة النبوية الشريفة، متحدِّثاً عن قُدسية وعظمة سيد الوجود محمد -صلوات الله عليه وآله-، معتبرًا أنها من أعظمِ المناسبات الدينية.
من جانبهِ، بعث العلامة والمفكر الإسلامي الشيخ عبد الله الدقاق، من البحرين، أُستاذ في الحوزة العلمية بقم المقدَّسة، تحيتَه للشعب اليمني العظيم وللسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- وقال: “إنَّ الحضورَ المليونيَّ في الساحات اليمنية أثلج صدورَ المؤمنين والمحبين في كُـلِّ بِقاعِ العالِمِ العربي والإسلامي”.